مسلسل «هند خانم» إيقاع رتيب ونص مربك ومشاهد لا لزوم لها…
} جهاد أيوب
منذ سنة وأنا لا أتابع غالبية الفضائيات اللبنانية لمستوى الحقد الذي تبخّه، والثرثرات المسمومة المنتشرة منها في ربوع الوطن، وللخطاب العنصري غير الوطني الذي توزعه بين الشعوب اللبنانية، لذلك لم أعد أعرف ما تعرضه من برامج سوى ما يصلني من أحاديث الزملاء إلى حين البحث والمشاهدة، وما أن كتبت نقداً منطقياً ومسؤولاً عن سلسلة #الهيبة_الرد على قناة MBC4 حتى تهافتت الاتصالات تطالب بالكتابة عن مسلسل «هند خانم»، وبعضهم اتهمنا بأننا لا يعجبنا العجب!
وفي الواقع العمل الجيد لا يحتاجنا، بل يفرض حضوره، ويفرض الكتابة ويفرض نجاحه المتميّز، والتميز في غالبية الدراما العربية غائب لكونه يعيش في عقدة تقليد الدراما التركية، وهبل اجترار الأجزاء، وأما العمل الدرامي المتواضع فهو يحرّكنا للكتابة أو لإهمال المتابعة كأنه لم يُعرَض، وإذا حصد نسبة عالية من المشاهدة لوجود احد النجوم فيه فهــذا لا يعـــني نجاح العمل لكون المشاهد العــربي لا يزال يلاحق النجم على حساب جودة العمل وعدم إتقان لعبة الدراما!
دخلنا السوشال ميديا لنبدأ عذابات المتابعة، ولنجد مسلسل «هند خانم» تأليف رازي وردة، ومن إخراج كنان اسكندراني، ومخرج منفذ مابيل حجيج، ومدير التـــصوير مصطفى الكردية، وماكير ريتا صادر، وإنتاج شــركة «مــروى غروب» – مروان حداد، تعرّض العمل إلى كثير من المشاكل بسبب قطع الطرقات والتظاهرات والكورونا، ومع ذلك أبصر النور حيث ظهرت ملامح إشكاليّات التنفيذ من خلال ارباكات العرض والأداء !
يجـمع العــمل كــلاً مــن ورد الخال، وخالد القيش وباقة مــن الممثلين اللبنانيين نذكــر ضــيف الشرف القديــر أسعد رشدان، ووسام صباغ، وجناح فاخوري، وليلى قمر، وماريبال طربيه، وبيــدرو طايع، والوجــه الجديد هيثم المصري، والزملاء يمــنى شــري، وكارين ســلامة، وجوزيف حويك!
العمل لا يتحمل النقد لضعف ما يعرض على أكثر من صعيد، ومن الواضح أن المخرج لم يتمكّن من الاستفادة من وجوه فنية جيدة عملت معه، وكان المفروض إعادة أكثر من مشهد لرتابة ما قدم، وتقديم وجبة تمثيلية عميقة خارج مجرد أداء سريع كما لو كان أحدهم يلاحقهم، ودراسة الكادر الموجب التقاطه في المربع حتى لا تفلت منه جماليات المكان والأداء كما تاهت للأسف منه ومن المشاهدة… نص مربك بمشاهد مقحمة لزوم ما لا يلزم، وايقاع بطيء أضر القصة والمتابعة، حوارات إنشائية وجبت إعادة كتابتها بطريقة سلسة حتى يتمكن الممثل من بوحها خارج الارباك الذي وصلنا، حوارات بمجملها تقال بطريقة لا علاقة لها بأصول النطق، واحياناً تنفذ باشكالية اللهجة التي تصلنا ببرودة وبطء النطق!
يلفت تأدية الزملاء من الإعلاميين وكأنهم يلعبون منذ سنوات خاصة كارين سلامة، أكثرهم تميزاً واقناعاً.
كما يلفت أداء الشاب هيثم المصري، ومن الواضح امتلاكه موهبة جميلة تتطلب إدارة تستغلّ ما لديه من كاريزما وحركات ايمائية يتحكم بها، نأمل أن لا يضيع في زحمة الغرور الكاذب!
كما تلفت اللوحات التشكيلية التي تزين الماديات وهي غاية في الجمال، وبيجامات الصبايا روعة، والأهم الموسيقى التصويرية وأغنية الجنريك، والمكياج الذي استخدم خارج المبالغات التي اعتدناها…هذه هي النواحي التي تستحق أن نقف عندها بمتعة!
نصيحة إلى كل العاملين في الدراما اللبنانيّة التروي في تنفيذ العمل، وإلى مشاهدة ما تصورونه!
نصيحة إلى كل الممثلين خاصة النجوم منهم شاهدوا ما قمتم بتصويره قبل المونتاج وقبل العرض فما يعرض مؤسف ولا علاقة له بالتمثيل وبالتصوير وبالنجومية، والمحافظة على الاسم اليوم وفي ظل المنافسة العربية والمقارنة في تقليد واستنساخ التركية أهم من مجرد العمل كتكملة عدد!