اختتام فعاليّات «أيام الفنّ التشكيليّ» بأعمال فنيّة من حقبَتي السبعينيّات والثمانينيّات
} بلال أحمد
نفضت عنها غبار الزمن لتعود إلى النور مجدداً بعد عشرات السنين من رسمها لتشكّل الأعمال التي أبدعها فنانون سوريون في حقبتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي معرضاً استضافه متحف الفنون في دمر.
المعرض الذي ختم فعاليات أيام الفنّ التشكيلي ضم 44 عملاً من مقتنيات وزارة الثقافة لأعوام بين 1972 و1989 لفنانين منهم من رحل وبقيت آثاره الإبداعية والفنية ومنهم ما زال في عطائه وإبداعه كعلي الصابوني ووضاح وأيمن الدقر وعلي الكفري وعيسى بعجانو وعلي مقوص وزهير حضرموت وطلال معلا وغيرهم الذين تشي أعمالهم بعمق وقوة تجربتهم وجنوحها للحداثة.
الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة بينت في تصريح للصحافيين أن هذا المعرض الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في الوزارة جزء من الأعمال الموجودة بمتحف دمر لفنانين من مدارس متنوّعة لكنها تظهر ما زخرت به تلك الحقبة من مواهب تشكيلية طليعية انتقلت من رسم التراث وتصوير الطبيعة إلى السريالية والتجريد معربة عن أملها بأن يعاود الحراك التشكيلي ألقه ولا سيما مع دعم وزارة الثقافة وأن تقوم الصالات الخاصة بدورها في تنشيط الفن التشكيلي واقتناء هذه الأعمال وأن تحظى المعارض التشكيلية بحضور جماهيري أوسع.
عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة اعتبر أن أهمية هذا المعرض لانتقائه أهم الأعمال لفنانين ساهموا بتطور الحركة الفنية التشكيلية السورية بغرض اطلاع الجمهور على تجاربهم، مشيراً إلى اهتمام الوزارة بإقامة معارض جماعية وفردية دورية مشابهة لمقتنياتها لإحياء ذكرى التشكيليين السوريين وإغناء الجمهور بتجاربهم.
الفنان التشكيلي علي الكفري أوضح أنه يشارك في معارض وزارة الثقافة منذ مطلع الثمانينيات وله أكثر من أربعين عملاً من مقتنيات الوزارة داعياً إلى إقامة معارض مماثلة في كل المحافظات والتي تظهر أن النتاجات الفنية بتلك الحقبة كأنها تعود لفنان واحد ما يعكس عمق التجربة ووحدتها آنذاك.
الناقد التشكيلي عمار حسن رأى أن محتويات المعرض تعود بالذاكرة لمرحلة تعكس حال تلك الفترة بكل حمولاتها المعرفية لأن كل فنان يعكس واقع مجتمعه ورؤاه المختلفة ولكن بخصوصية لجهة تقنياته وقيمة عمله الفنية وتجليات روحه، لافتاً إلى أن أرشيف متحف دمشق الوطني يحوي لوحات تعود لمرحلة الستينيات واكبت حركة التجريد في العالم آنذاك. وهذا ما لا نجده اليوم ما يوحي برأيه بوجود مشكلة لدينا في تحقيق مفهوم المعاصرة.