خط غاز جديد بدعم أميركيّ واستبعاد تأثيره على الغاز الروسيّ..
قال وزير الطاقة الأميركيّ دان برويليت، إن «الولايات المتحدة تدعم مدّ خط أنابيب تحت البحر، لإمداد أوروبا بالغاز الطبيعيّ من شرق المتوسط والذي ستنفذه اليونان وقبرص وإسرائيل».
ويثير هذا التصريح تساؤلاً حول مدى تأثير هذا المشروع على إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا؟
في هذا الصدد علق نائب المدير العام لمعهد الطاقة الوطنية بموسكو، ألكسندر فرولوف، بالقول: «لن يؤثر هذا المشروع على سوق الغاز الروسي بأي شكل من الأشكال. لأنه ببساطة لن يكون هناك مثل هذا المشروع».
وقال فرولوف: «استمرت المحادثات حول هذا المشروع على أعلى مستوى في الدولة لسنوات عدة مع توقيع اتفاقيات مختلفة، ولكن في ظل هذا لم تسجل أي شركة أوروبية كبيرة في هذا المشروع رغبة واضحة في الاستثمار الخاص ببناء هذا الأنبوب، أما بالنسبة للدعم الذي تظهره الولايات المتحدة، فهذا لا يعني شيئاً، باستثناء حالة من السخرية. يقنعنا الأوروبيون أنه في أوروبا بحلول عام 2050، سيتم إنشاء طاقة خالية من الكربون، لذا فإن كل خطوط أنابيب الغاز هذه بما في ذلك، (التيار التركي) و(التيار الشمالي 2) هي عبارة عن إهدار للمال لا أكثر، لأن أوروبا لن تستهلك النفط أو الغاز بعد 30 عاماً».
وحول المشاكل التي يواجهها هذا المشروع أضاف فرولوف: «يتبين أنه عندما يجب أن يربط خط أنابيب الغاز حقلي «إسرائيل» وقبرص بالأسواق الأوروبية، فهذا خط أنابيب غاز جيد، تجب الموافقة عليه ودعمه، لكن هناك مشكلتان كبيرتان في عملية الدعم يمكن تقسيمهما إلى مجموعتين».
وتابع قوله: «الأولى قابلة للحل تتعلّق في السياق التكنولوجي لتنفيذ خط أنابيب الغاز هذا ولا سيما أن خطوط أنابيب الغاز لم يتمّ وضعها بعد في مثل هذه الأعماق التي تصل إلى 3.5 ألف متر. للمقارنة، الحد الأقصى لمد التيار التركي على عمق 2 كيلومتر هو 200 متر. أي أنه يعني المزيد من الضغط، واستهلاك أكبر للمعادن، ومتطلبات أخرى تتعلق بسلامة خط أنابيب الغاز، فضلاً عن صفة القوة والسعة للأنابيب».
وأوضح بأنه «بالنظر إلى الطول والسعة المقدرين لخط أنابيب الغاز هذا، فمن الصعب للغاية حتى تخمين حجم أسعار الغاز التي ستسدد تكاليف المشروع ولا سيما أن أسعار المشروع أو البناء غير معروفة، إنهم يخشون من إعلان ذلك لما قد يسبب هذا من يأس وإحباط».
وتابع قائلاً: «المجموعة الثانية من المشاكل مرتبطة بالوضع غير المستقر لإقليم شمال قبرص، إذ إن تركيا ببساطة لن تسمح بالحفر أو الإنتاج أو البناء هناك، لأنها هي التي تريد جني الأموال من ذلك».
واستذكر فرولوف، تصريح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول موقع حقل في البحر الأسود، حين قال في كلمته «إن هذا الحقل أصبح الحقل التالي الذي يجب استثماره مع الحقول الأخرى في البحر الأبيض المتوسط».
وأضاف: «خمّنوا ما هي الحقول في البحر الأبيض المتوسط التي تحدث عنها أردوغان؟»، كما تساءل «كيف تتفق خطط تركيا بشأن التزوّد بالغاز من هذه الحقول مع خطط أوروبا والولايات المتحدة لبناء خط أنابيب للغاز التي سينتقل عبرها الغاز إلى السوق الأوروبية؟».
لذلك، من المرجح أن يكون مصير مشروع «إيستميد» هو مصير فشل آخر رفيع المستوى نفسه، والذي كان يسمى «نابوكو».