حفلة تأبينية كان أقامها المعهد الثقافي المكسيكي ـ اللبناني للفقيد الكبير سعيد تقيّ الدين
نشرت جريدة «البناء» لمرسالها في العاصمة المكسيكية الرفيق (الأمين لاحقاً) إلياس بشعلاني(1) تغطية جيدة للحفلة التأبينية التي كان أقامها المعهد الثقافي المكسيكي – اللبناني لفقيد الأدب الرفيق سعيد تقيّ الدين(2).
احتشد في النادي الاجتماعي في مكسيكو رهط كبير من أفراد الجالية، ناهز عدده على خمسمائة شخص، تلبية للدعوة التي وجّهها رئيس المعهد الثقافي – المكسيكي – اللبناني، السنيور «لويس ليون ده لا بارّا»، إحياءً لذكرى فقيد القلم وفقيد الأمة، الأديب الكبير سعيد تقيّ الدين.
وقد كانت الحفلة برعاية سعادة الشيخ نجيب الدحداح، سفير لبنان في المكسيك، والرئيس الشرفي للمعهد المذكور.
افتُتحت الحفلة بالوقوف دقيقة صمت حداداً على الراحل الكبير، ثمّ قدّم عريفها الخطيب سلفادور جوان، رئيس المعهد الثقافي السنيور ده لا بارّا، فألقى كلمة ضمّنها لمحة عن حياة الفقيد، منذ مولده في بعقلين إلى أن لاقى ربّه في «سان أندرس» – كولومبيا.
وعقبه على المنصة المحامي أنور خوري بكلمة تحدّث فيها عن الأديب سعيد تقيّ الدين، فتكلّم على إبداعه في القصة، والمسرحيات، وعدّد مؤلفاته، معطياً فكرة عنها، وعن موضوعاتها، خالصاً إلى القول: « إنّ أبطال سعيد تقيّ الدين في قصصه هم أبطال القرية اللبنانية في كلّ ما فيها، ولذلك فهم خالدون، مهما كرّت الأيام وتتالت السنون.
وكانت الكلمة لحضرة الأب أنطونيو أبي يونس، استهلّها بـ»القرميدة المكسورة»، التي رشقها بحجره سعيد تقيّ الدين، يوم مرّ بالقرب من دير مشموشة وهو بعد حدث صغير، وكيف عاد «ليلحمها» بكلمة منه تدعو إلى الإخاء في حفلة الخمسين سنة على تأسيس مدرسة مشموشة، ثم انتقل إلى الكلام عن سعيد تقيّ الدين القصّاص، مستشهداً بما يدلّل على أنّ «سعيداً» كان جاهداً في إعداد جيل بعيد عن الطائفية، قريب إلى تفهّم معاني الوطنية إيجابياً، ولم ينسَ أن يأتي على قصصه التي استوحى فيها إخوانه في مغترباتهم، وكيف وصفهم بأنهم متفرّقو الكلمة، متصدّعو الألفة، وكيف أنهم لا يجتمعون إلا على مائدة قمار أو خوان طعام،
بعد الكلمة الوجدانية للرفيق إلياس بشعلاني ألقى الرفيق حنا اسطفان(3)، ناظر الإذاعة في منفذية المكسيك العامة، كلمة عن سعيد تقيّ الدين السياسي، قوبلت بالاستحسان الشديد.
وكان السيد الخطيب سلفادور جوان، كلّما قدّم خطيباً قال كلمة في سعيد تقيّ الدين، تناسب الموضوع الذي يكون الخطيب قد اختاره. فلما سمع كلمة الرفيق حنا اسطفان حتى قال: «إنّ سعيد اللحم والدم قد احتضنته أمنا الأرض، أما روحه، روحه التي أبت أن تقيّدها الرجعة وتكبّلها التقاليد وما فيها من عشائرية، فهي باقية تبحث عن جسد آخر، يكمل رسالتها في تحرير بلادنا من «الكوابيس»، وتطهيرها من المفاسد التي تحوّلنا تراباً وغباراً، ومن الصهيونية المجرمة، وهي حركة عنصرية دينية تعيش من دمائنا، ولكنها لن تعيش بفضل مدرسة سعيد تقيّ الدين».
وانتهت الحفلة بمعزوفة موسيقية، ثم انفضّ المجتمعون مكبرين في فقيدنا كما نفهمه، وفي فقيدهم كما يفهمونه، رجلاً عصر قلبه ليشعله زيتاً يستنير به أبناء أمتي.
هوامش:
إلياس بشعلاني: من بلدة «صليما»، يتولّى منذ سنوات طوال المسؤولية الأولى عن العمل الحزبي في المكسيك، مديراً فمنفذاً. له حضوره الجيد في أوساط الجالية. ربيب عائلة قومية اجتماعية، في السنوات الأخيرة يقوم كلّ عام بزيارة بلدته صليما حيث له حضوره الجيد فيها.
لتاريخه لم اعثر على عدد «البناء» الذي كنت دوّنت عنه المعلومات الواردة.
الرفيق حنا اسطفان: هو الأب حنا اسطفان الذي عرفته رفيقاً ملتزماً عندما تولّيت مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود في أوائل السبعينات. كان الرفيق الأب حنا راعي الكنيسة الأرثوذكسية في مدينة «غراند رابيد» – مشيغان مسؤولاً عن رعاية سبع كنائس أرثوذكسية في الولايات المتحدة وكندا. عرفته بواسطة الرفيق المميز شاكر أيوب الذي كان نشط حزبياً في «ثانوية الأرز الوطنية» – عالية، لصاحبها الرفيق المربي أنيس أبو رافع ثم غادر للتخصص في الهندسة. للإطلاع على ما نشرت عنهما الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info