من تاريخ الحزب في «سحمر»: الذكرى الأولى لاستشهاد الرفقاء إسماعيل قمر.. سميح موسى.. مهنا علاء الدين.. محمد الخشن
بلدة سحمر من البلدات التي عرفت الحزب جيداً، ومنها سقط شهداء وشاركت في الكثير من معارك الحزب وسطرت بطولات ومواقف عز يجب أن تُعرف.
سحمر تستحق أن يُكتَب عنها، تاريخاً، وشهداء، ورفقاء مناضلين، إلى هذا ندعو فرع الحزب فيها.
ل. ن.
*
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد أبطال عملية باتر – جزين الرفقاء إسماعيل قمر، سميح موسى، مهنا علاء الدين ومحمد الخشن، أقام الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً حاشداً في بلدة سحمر – البقاع الغربي، بحضور رئيس الحزب عصام المحايري ورئيس المجلس الأعلى داود باز وعميد الداخلية عبدالله محسن وعدد من مسؤولي المنفذيات في البقاع وضباط من الجيشين السوري واللبناني، وعدد من مسؤولي أحزاب جبهة الاتحاد الوطني وحركة أمل وحشد كبير من الأهالي والمواطنين والرفقاء والأشبال الذين اصطفوا على جانبَي الطريق يستقبلون الوفود المشاركة.
أُقيم المهرجان في حسينية سُحمر، وقدّم الخطباء الرفيق عبدالله وهاب (الأمين – عميد الداخلية لاحقاً)، ثم ألقى مشهور ياسين كلمة جبهة الاتحاد الوطني وجاء فيها: « إننا نرفع الصوت عالياً، بأنّ الشهداء لم يسقطوا من أجل التشرذم والملاحقات، بل من أجل الوحدة والتحرير، ومطلوب من القيادات الوطنية أن ترتفع إلى مستوى العمل الوطني من أجل إنقاذ بيروت العاصمة، ولن يتمّ ذلك إلا بالتحالف بين كل القوى الوطنية وبين سوريا».
ثم ألقى إمام بلدة سحمر الشيخ أسدالله الحرشي كلمة ركّز فيها على أجواء التفتيت التقسيمية التي يعيشها لبنان، وقال: «إن الجماعات التي تأتمر بأمر «إسرائيل» وأميركا، تعمل على شرذمة الوطن»، وتابع: «وإذا أردنا أن نغيّر الواقع فعلينا بالشهادة التي ملؤها العز والكرامة، وعلينا بالوحدة حول قضية مشتركة، والنصر بذلك مؤكد ومحتوم».
كلمة رئيس الحزب
وأخيراً ألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي عصام المحايري كلمة شاملة، أشار في بدايتها إلى تاريخ سحمر في النضال الوطني، وتحدث عن المجزرة الأخيرة فيها بهدف خلق الفتنة بين أبنائها والجوار، ولكن سحمر ارتفعت فوق الجراح، لتذود عن كرامتها ضدّ الغزو «الإسرائيلي» وهي تعرف أنّ ليس من عدو يقاتلنا في ديننا ووطننا إلا اليهود، وهذا العدو هو الذي يحرّك العملاء، وليس معنى هذا أن معركة الداخل أقل أهمية من معركة الخارج، فنحن نقاتل فيهم أدوات يهود الخارج.
وربط رئيس الحزب بين إفشال الاتفاق الثلاثي وبين الهجمة الإسرائيلية في الجنوب، وأكد أنّ كلتا الحركتين وجهان لحركة واحدة، تريد تمزيق الأمة، وتقضي على قوى الصمود فيها، وكما جاء الغزو عام 1982، ليمدّ مؤامرة يهود الداخل بعد أن حاصرتها القوى الوطنية، وليمكنها من القبض على السلطة، بهدف الاجتياح الجديد اليوم، ليشدّ من عضد المتآمرين، وردّ شعبنا على هذه الحركة المزدوجة، ردّ الإرادة المصممة على أن تشقّ طريق الأمة على دماء الشهداء.
وتابع رئيس الحزب: «يحزّ في نفوسنا ونحن نواجه هذه الحركة المزدوجة من يهود الداخل والخارج، أن تكون صفوفنا مخترقة، وأن يبقى الكثير من عوامل التفكك فاعلاً فيها، ما يحزّ في نفوسنا أن يسقط الشهيد خليل نعوس على يد عملاء الداخل، وهو وضع نفسه وحزبه في إطار مواجهة اليهود، وإذا كانت المعركة القاسية التي تنتظرنا والتي أعلنها العدو تحتاج أجسادنا وقوداً، فنحن على استعداد، إنما من حق الشهداء علينا أن نسدّ الثغرات بوعينا، وتنظيمنا بتحرك واحد منظّم وقيادة واحدة منظمة، لنقطع أعناق الذين يتربصون بنا شراً».
وأضاف أنّ أمين الجميّل أبى إلا أن يغرق لبنان من جديد في دوامة العنف، فكان التحرك الذي أريدَ به إجهاض الاتفاق الثلاثي، إعلان حرب على القوى الوطنية، هذه الحرب المعلَنة، التي ناضلنا طويلاً على قواعد وطنية سليمة، لنصارع صاحبها صراعاً سياسياً، لكن الاجتياح كان رسالة لأمين الجميّل والقوى التي تلتفّ معه، كي يتصلّب عودهم، وكي يراهنوا مرة أخرى على قدرتهم ومن خلال رافعة إسرائيلية على فتح نار الحرب علينا. هذه الحرب نستعد جميعاً لمواجهتها ونخوضها، لا لنصرة فئة على فئة، بل لنصرة وحدة الشعب، وانتصاراً لهؤلاء الفقراء الذين حملوا وعيهم الوطني في مواجهة أرباب الاحتكار والنظام الرأسمالي الجشع. حرب تخوضها ضد الطائفيين التمزيقيين، وإنها حرب تحرير هذا الشعب من النظام المرتبط بالمصالح الأجنبية، تخوضها ونحن ندرك قساوتها، أنها ستقتضي منا الكثير من التضحيات، لكن سحمر نموذج لمعنى العطاء والاستشهاد وستكون مهمة لنا ولكل القوى الوطنية.