الراعي: لم ألمس تمسّك عون بالثلث المعطّل وإسناد الحقائب يعود له وللحريري
زار رئيس الجمهورية واستقبل رئيس «الوطني الحرّ»
شدّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أمس في قصر بعبدا، على ضرورة تأليف الحكومة والتوصّل إلى التفاهم النهائي بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف سعد الحريري، وفقاً للدستور. وأكد أنه لم يلمس «على الإطلاق من رئيس الجمهورية أنه متمسّك بالثلث المعطّل، خصوصاً أن هناك اتفاقاً ورأياً عاماً يقومان على وجوب ألاّ تكون الحكومة سياسية ولا حزبية، بل مكوّنة من اختصاصيين غير مرتبطين بأي حزب»، مشيراً إلى أن «مسألة تقويمهم وإسناد الحقائب، تعود إلى فخامة الرئيس والرئيس المكلّف».
وأوضح الراعي أنه يزور رئيس الجمهورية دائماً قبل العيد ليدعوه رسمياً إلى قداس العيد، كما جرت العادة. وقال “كان تمنٍّ أن نعيّد وتكون لدينا حكومة. وهذا كان موضع حديثنا طوال وقت الزيارة، لأنه لا يمكننا أن نبقى على هذا الوضع، فهناك الكثير من الأمور التي تستدعي ألاّ ننتظر أي يوم إضافي لأسباب ثلاثة: أولاً، إن شعبنا لم يعد قادراً على الاحتمال بعد. ولا يمكننا ألاّ نتطلع إلى شعبنا الجائع والعاطل عن العمل والفاقد الأمل والثقة، ولا سيما شعبنا الذي في بيروت وهو يعاني نتيجة انفجار الرابع من آب، ويقف متفرجاً على جراحه. وهذا سبب اساسي لتكون لدينا حكومة (…). ومهما كانت الأسباب والظروف، فإنّ من الضروري أن نصل إلى التفاهم النهائي بين الرئيس المكلّف وفخامة الرئيس وفقاً للدستور”.
أضاف “أمّا السبب الثاني، فهو أن وجود حكومة هو باب لكل الإصلاحات، بدءاً من إعادة إعمار بيروت (…). إضافةً الى كل ذلك، فنحن نعيش في بيئة مشرقية على كفّ عفريت. فهل هناك من حلول ولبنان غائب؟ لا يمكن أن يغيب لبنان، فهو يجب أن يكون جالساً على كرسيه، ولا يمكن لهذا الكرسي أن تبقى فارغة. وإذا لم يكن هناك من حلول، فلا يمكن كذلك للبنان أن يبقى رابطاً نفسه هنا وهنالك. وإذا كانت هناك من حرب، فيجب علينا أيضاً أن تكون لدينا حكومة تعرف كيف تفكر وتعمل. فباب كل المؤسسات هي الحكومة”.
ورداً على سؤال عما إذا كان نقل رسالة من الحريري إلى رئيس الجمهورية، قال “لا لا. أنا أتيت أولاً بصفتي الشخصية كبطريرك متحمّلاً مسؤوليتي، وحاملاً الهمّ الذي يعبّر عنه الشعب باستمرار (…) أنا طلبت من الرئيس الحريري أن استمع منه لماذا هناك تأخير في تشكيل الحكومة وقلت لفخامة الرئيس هذه الأمور واستمعت إلى وجهة نظره”.
وأوضح رداً على سؤال آخر أنه “ليس هناك من عرقلة لا من هنا ولا من هناك. الأمر يقتضي جلسة مشتركة، وهذا ما قلته إلى فخامة الرئيس”.
وعن اعتراض عون على تفرّد الحريري بتسمية الوزراء، خصوصاً المسيحيين منهم، أجاب “نحن لا ندخل في هذا الموضوع كله. نحن ننطلق من المبدأ الأساسي في الدستور الذي ينصّ على أن الرئيس المكلّف يحضّر تشكيلته. أمّا كيف يحضّرها، فهذا عمله. وعليه أن يأتي إلى رئيس الجمهورية للتشاور معه كي تصدر الحكومة. وأنا لا أدخل معهما في التفاصيل لجهة من معه حق ومن ليس معه حق. هذا الأمر يتمّ حله بين بعضهما بعضاً وهذا ما يجب أن يحصل”.
وأكد أنه لم يلمس قي حديثه مع عون “أنه متمسّك بالثلث المعطّل، خصوصاً أن هناك اتفاقاً ورأياً عاماً يقومان على وجوب ألاّ تكون الحكومة سياسية ولا حزبية، بل حكومة مكونة من اختصاصيين غير مرتبطين بأي حزب”.
وقال “أنا لا أعرف الأسماء كافةً، لأنه تم تبادل هذه الأسماء بين الرئيس المكلّف وفخامة الرئيس، وهناك أكثر من اسم أو اثنين. وأنا شخصياً لا أعرف الأشخاص، وليس من دوري أن أقوم بعملية تقويم لهم. إن مسألة تقويمهم وإسناد الحقائب إليهم لكي تكون هناك فعلاً حكومة اختصاصيين، كل أحد في مكانه فيها، فهذه أمور من اختصاص فخامة الرئيس والرئيس المكلّف”.
وأكد رفضه للحملات الإعلامية التي يتعرض لها رئيس الجمهورية.
باسيل
وبعد عودته إلى بكركي، استقبل الراعي رئيس التيّار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل، الذي قال بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة «تشرفت بتلبية دعوة البطريرك الراعي لأنه يحمل همّ اللبنانيين والحكومة وعرضنا للموضوع الحكومي من خلفية الرغبة في أن يكون هناك حكومة، وتوافقنا على المواضيع كافة وضرورة تشكيلها بسرعة».
أضاف “لقد توافقنا على كل الأمور التي طرحت في ما يتعلق بالموضوع الحكومي وأولها ضرورة أن تتشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن وأن تكون بمثابة معايدة للبنانيين، وبالتالي أن تكون هذه الحكومة قادرة بأشخاصها وبرنامجها على تحقيق الإصلاح المطلوب. كما كان توافق على مفهوم المعايير الواحدة في تأليف هذه الحكومة. ونحن حتى اليوم كتيار وطني حرّ لم نضع أي شرط أو أي مطلب، سوى أن يتعامل اللبنانيون بشكل متساوٍ وأن يكون التأليف على أساس الدستور والميثاقية والتوازن الوطني، فهذه الأمور لا تمنع الإصلاح، وإنما تسرّعه، ولا سيما إذا تمّ احترام المعايير التي على أساسها تتم تسمية الوزراء”.
وأكد “أن وجود نيّة وقرار باعتماد مبادئ ومعايير واحدة يسرّع في تشكيل حكومة في وقت قصير جداً، إنما التهرّب من هذا الأمر يُدخل البلد في مشاكل ويخلّ باستقراره السياسي وتوازنه الداخلي”.
وتابع “كما عرضنا لموضوع مرفأ بيروت ولضرورة وجود الشفافية في التحقيق، ومن حقّ اللبنانيين أن يعرفوا لماذا جاءت هذه المواد إلى لبنان ومن استعملها ومن سرقها ومن أهمل في السماح بإبقائها وكيف انفجرت؟. وتطرقنا أيضاً إلى السياسات التي تؤدي إلى تهجير المسيحيين وكيفية مواجهتها”.
وختم “إن اللبناني، رغم كل المعاناة، بإمكانه بإيمانه ببلده وقضيته أن ينهض من جديد. ونأمل في أن تكون الـ2021، التي هي صعبة في بدايتها، جيّدة في نهايتها ويتمكن لبنان من الخروج من محنته”.