أهالي شهداء فوج الإطفاء – بيروت يضيئون شجرة الميلاد في الكرنتينا.
} هاني سلمان الحلبي
بغصص رنّموا وفي عيونهم دموع حرّى وفي قلوبهم حرقة غياب.
كثيرة هي الأسر الثكلى بغياب معيلها، أو فتاها، او رب الأسرة الذي انتظرته ذات مساء ولم يعُد إلى كنفها، بل غادر إلى السماء على وقع الدويّ الأضخم بعد آب 1945.
رنّموا وصلّوا.. وكانوا ينتظرون حلول الوعد صادقاً بتحقيق منجز خلال بضعة أيام؛ فإذا “التحقيق” يشحن النفوس ويؤزم بلداً قبل تفجيره عند درجة يباس كافية.
يباس قلوب. يباس أرواح وانعدام وجدان قومي في غالبية قوى تتراشق الاتهامات.
الملفات تتراكم. والقضاء المؤمّل أصبح المأزق. والمجلس في انعقاد تشريعي قريب.
ومما نرتجي منه نشتكي؟ أيّ حاكم وأي حَكَم؟
الرحمة للشهداء. والرحمة أولى أيضاً للبنان ضحية، كلما لاح أمل من شرق أو غرب سرعان ما يتبدّد!
الأمل الأمل في أهل لبنان إن توحّدوا بالمحبة القوميّة.. وإلا فنوا بالبغضاء المذهبية او الحزبية الفئوية.
وكان أضاء اول أمس، أهالي شهداء فوج إطفاء بيروت، في ثكنة الفوج في الكرنتينا، شجرة الميلاد التي تزيّنت بصور وجوده شهداء الفوج بانفجار 4 آب، بحضور قائد الفوج العقيد الركن نبيل خنكرلي، رئيس شعبة العلاقات العامة الملازم أول علي نجم، آمر فصيلة الفوج الملازم أول ريمون فرح، الملازم أول ميشال المر، ورتباء الفوج وعناصره.
وبعد النشيد الوطني، تليت أسماء الشهداء ورفعت على نية أرواحهم الصلوات وتُليت سورة الفاتحة والترنيمات الميلاديّة.