ثقافة وفنون

الزنبقة والعوسج.. تناقضات الجمال الأنثويّ والقوة الذكوريّة بحبكة لافتة لحقبة زمنيّة منصرمة

ديار نصر

يحمل العرض المسرحي «الزنبقة والعوسج» الذي قدّمه المسرح القومي في السويداء على خشبة مسرح قصر الثقافة في المدينة دلالات وأبعاداً متعددة عبر تجسيد ثنائية الذكورة والأنوثة في الحياة واستنهاض الإرادات وإعادة النظر بما جاء من الماضي.

المسرحيّة من تأليف لبنى مراد وإخراج رفعت الهادي يحمل عنوانها ثنائية تناقضات بين العوسج كنبات شوكي قاسٍ بدلالته الذكوريّة والزنبقة بدلالتها الأنثويّة وما تتميز به من جمالية ليقدم مدلولات عن المجتمع الذكوريّ الممتد بعمق الزمن وبدأت أعراض الهرم تنتابه ويحتاج إلى روح جديدة.

الفكرة المطروحة في العرض كما يوضح مخرجه الهادي هي استنهاض للفكر الأنثوي ليتقدم ويثبت وجوده، حيث وظفت كل عناصر العرض لتحكي عن هذه الثنائية عبر قصة فتاة تعرّضت لجريمة اغتصاب وأنجبت طفلاً ربته واستطاعت أن تنتصر وتثبت ذاتها من خلال إيمانها بالحياة والفن والفكر وهو ما ساعدها على مواجهة من أساء لها بإرادة الأمل.

ويلفت الهادي إلى أن هذه الثنائية تحمل أبعاداً لا متناهية من خلال  الانتقال من الخاص إلى العام. فنحن في وطن يتعرّض لغزو حضاري وإنساني ولمحاولات محمومة لإلغاء الآخر ولكن استنهاض الإرادات من شأنها أن تثبت وجودنا وذاتنا وكيف يمكن أن نكون.

ويبين الهادي أن العرض تضافرت فيه جهود القائمين عليه من خلال مزج الموسيقى والغناء والرقص والإيقاع والإضاءة والديكور المتحرّك الذي بدل الأماكن بطريقة لافتة وموزعة بين مستويين واقعي وتخييلي لتقديم فكرة العمل الأساسية.

الممثلة ليال الهادي تحدّثت عن دورها في المسرحية بتجسيد الحالة الأنثوية لبطلة العرض واستعادة شخصيات قصص الحب من ليلى وبثينة وعبلة، معتبرة أن هذا الدور من أصعب الأعمال التي أدتها لجهة تعدد الشخصيات ووجوب إعطاء كل منها الروح والاختلاف فيما بينها وخاصة أن لكل منها إيقاعاً ونمطاً مغايراً.

فيما جسد الممثل هادي أبو غازي الحالة الذكورية في العالم منذ القدم من خلال الشخص المسيطر الذي يحجم دور المرأة كما يشير فكانت له علاقة حب مع فتاة المسرحية التي أنجبت طفلاً تخلّى عنه في حين تمسكت الفتاة به، لافتاً إلى وجود تكثيف في المعنى وما خلف الكلام الأمر الذي احتاج جهداً لإيصال أفكار تفتح وعياً جديداً يتصل بنظرة الشباب للأنثى بأنها كيان مساوٍ بكل مكوناته وله أبعاد إنسانية عظيمة.

الممثل عمران الخطيب لعب في المسرحية شخصيات عدة من عنترة وجميل وقيس الموجودين بخيال الفتاة وكيف من الممكن أن تراهم مع انتهاج أسلوب المبالغة الأمر الذي أضاف له الكثير على صعيد تجربته الشخصية.

قام بأداء الأدوار في المسرحية كل من الممثلين لجين الهادي وريتا آرتين وطلال أبوشديد وفوزي الهادي وأيوب الصفدي وماريتا عزام ومهند فلحوط ووجد حمزة ومنيرة الشماس وبلال رزق ووسام أبوعلوان ومجد خيو ومايا زين الدين ونجا الشريطي.

فيما ضمّ كادر العمل الفني في الدراماتورغ زياد كرباج والسينوغراف لجين الهادي والتأليف الموسيقي والألحان فراس الأعواج وتنفيذ الموسيقا روان صافي وتصميم وتدريب الرقصات منيرة الشماس وتصميم وتركيب الإضاءة المهندس علاء العقباني وتنفيذ الإضاءة منى الهادي وتصميم وتنفيذ الملابس منى الهادي وتنفيذ الديكور حسين الباشا وإكسسوارات الديكور علاء سليم ومكياج يارا صافي وتصميم الإعلان أيهم حمزة وفي إدارة المنصة رائد السمان ومساعد المخرج فارس الحلبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى