خاتمة ليست على مقاس سعادتنا
} د. سلوى شعبان
لو عدنا إلى الوراء نستعرض ما مرّ بنا من أحداث ووقائع ومفاجآت للاستذكار ليس إلا… فالماضي درس وتجربة للتعلم والفائدة.
وعسى أن يكون هكذا… ولا يتمدّد طيفه بكلّ ما حمله لنا… فالروح تعبت وضاقت بها مساحات الكون، تعبت تلهث وراء الراحة والأمان والاستقرار والصحة، لكنها لم تجد ذلك…
كلنا كنا نتمنّى ونأمل عندما حلت سنة 2020 أن تأتي معها حلول المصاعب وفرج المصائب وتمسح ألم الويلات والحروب والمعارك.
كنا نلمح ونراقب بريق أمل تغيير شامل عالمياً ومحلياً… دول تركتها حسابات دولية تشمّ رائحة الموت في أرجاء مدن خاوية… تلاعب الريح بقايا ستائر بيوتها المخيفة، وظلام دروب نبَت العشب على أرصفتها عندما هجرتها أقدام ساكنيها، روائح البارود وقذائف وشظايا صارت جزءاً لا يتجزأ من صورة مدمجة في أركان مدارس وكنائس وجوامع ساحات ضاعت ملامحها للتوّ كانوا يلعبون فيها أطفالاً أصواتهم عالقة في أطراف الذاكرة كجرس الميلاد. شباب من خيرة شبابنا وأعتاها قُدّمَت أضحية وقرابين للوطن للوطن… اقتصادات مدمّرة، حياة مكلفة، أمراض وأوبئة تحصد الأرواح ولا ترحم… حلول مستحيلة وتدهور تلقائي متسلسل تتحكّم به أياد عالمية من وراء شاشات تراقب عن بعد وترسل أوامر للتنفيذ دون تردّد.
اجتماعات ومؤتمرات على أكبر المستويات تعقد لكسب الرهان لصالح دول على حساب أخرى. تجارب ومخابر وعمليات واتهامات والملايين تدفع الثمن دون شفقة… أشقاء يموتون انتظاراً وهم بأمسّ الحاجة للقمةٍ تسدّ جوع الحرمان ودواءٍ يشفي أمراض الفقر والعوَز بسبب قطع السبيل عنهم براً وبحراً وجواً يقصفون بسلاح مدفوع الثمن من أخوة لهم… للحور الحسان لإرضائهم وتلميع عروشهم العفنة الهشة.
آه يا أمة ضحكت من جهلها الأممُ
كلّ ما جرى ويجري ونحن ننتظر الفرج وانحسار لعنة وجودنا وتمسّكنا بمبادئنا وعقيدتنا وعروبتنا…
جبالنا، شواطئنا، ودياننا، بيادرنا، مقدّساتنا مستباحة للجميع، ونحن عاجزون أن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً ينبض للخلاص الأكيد…
أيام ونودع هذه السنة والحسرة لا تزال في قلوبنا والدمعة حبيسة في عيوننا والآه تصارع أرواحنا، ولم يأتِنا ما ينسينا وجعنا.
السعادة غادرت عالمنا وخلعت ثوبها الأبيض وتوشحت بالسواد، يا ترى هل ستكون السنة المقبلة أفضل؟ هل ستكون بداية جديدة مختلفة؟ نحن ننتظر السعادة ونريد أن نعيشها… نحن نتمنى حسن الختام.