عروبتي كما أفهمها
} معن بشور*
– 1 –
العروبة كما أفهمها هوية جامعة لكلّ مكونات الوطن ولا إقصاء فيها ولا انتقاص من حق أحد… بل هي جامعة لمنتمين لروابط أصغر، وطنية وإقليمية… ولمؤمنين بعقائد أشمل، دينية أو أممية… وبدون العروبة نتحوّل إلى مجموعة طوائف ومذاهب وأعراق واثنيات تتناحر إلى الأبد…
والعروبة عندي جسد روحه الإسلام والعرب، إما مسلمون الإسلام عندهم عقيدة، وإما غير مسلمين الإسلام عندهم حضارة وثقافة…
العروبة عندي هوية تنطوي على مشروع نهوض وتحرّر والمسيحيون العرب رواد نهضة ورموز نضال من أجل الاستقلال والتحرر…
والعروبة عندي وعاء يتسع حتى لمن لا يعتبر نفسه عربياً… بل وعاء حضاري يتسع لكلّ الحضارات التي عرفها الوطن الكبير الممتدّ من المحيط الى الخليج…
وكلّ من يحاول وضع العروبة نقيضاً لهويات أخرى، دينية أو عرقية أو اثنية، يظلم العروبة ولا يفهم كنهها…
– 2 –
العروبة كما أفهمها هوية جامعةء تنطوي على بعد إنساني مستمدّ من أرض كانت مهد الرسالات السماوية الكبرى، لذلك فهي نقيض العنصرية والفاشية والتعصّب العرقي والقومي…
والعروبة كما أفهمها هي هوية تنطوي على دعوة للوحدة بين أبناء الأمّة، أياً كان مستواها، فيدرالية أم كونفدرالية، أم تنسيق أم تعاون أم تشبيك، كما أنها دعوة للتكامل مع دول الجوار الحضاري في آسيا وأفريقيا، مهما بلغت حدّة الخلافات معها، بل دعوة للانفتاح على العالم كله، لا سيّما الشعوب المناهضة للاستعمار والعنصرية والاستغلال.
والعروبة كما أفهمها تدعو لقيام مجتمع المساواة بين أبناء الوطن الكبير، ولا تفرّق بينهم على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو العرق، بل دعوة لقيام دولة المواطنة التي يتمتع فيها كلّ مواطن بالحقوق ذاتها ويقوم بالواجبات نفسها.
والعروبة كما أفهمها هي هوية تنطوي على إعلاء شأن الفكر والثقافة والعلوم في مجتمعاتنا، لأنّ هذا الثالوث ليس مفتاح تقدّم الشعوب وتطوّرها فحسب، ولا لأنه تحرير لها من الأساطير والشعوذة التي تعيق تقدّمها، بل لأنّ في هذا الثالوث استعادة لدور حضاري زاهر اضطلعت به أمّتنا العربية في عصور غابرة على مستوى العالم أجمع.
والعروبة كما أفهمها هي هوية تنطوي على الدعوة الى مقاومة كلّ ظلم أو استغلال أو احتكار، وخاصة لكلّ احتلال هو أساس لكلّ ظلم، بل هي هوية تنطوي على مبدأ ثابت أنّ احتلال أيّ جزء من الأرض العربية هو احتلال للأمّة كلها، فكيف حين يكون هذا الجزء هو فلسطين، في قلب الأمّة وصلة الوصل بين مشرقها ومغربها وأرض مقدساتها…
لذلك لا تكون عروبتي كاملة إذا لم تكن فلسطين في قلبها، والمقاومة، بكلّ أشكالها، هي خيارنا لتحريرها، كما لتحرير كلّ أرض عربية محتلة.
العروبة كما أفهمها هي هوية ترفض الانزلاق إلى صراعات جانبية، أياً كانت أسبابها، وترفض الإنجرار إلى معارك بين الأخوة أياً كانت الخلافات الفكرية والسياسية بينهم… بل هي دعوة للترفع عن كلّ أشكال التناحر والتصادم بين أبناء الأمة، ولإقامة الجسور بينهم سبيلاً لبناء المتاريس بوجه الأعداء.
عروبتي كما أفهمها ليس فيها أقليات، بل أقوام يتساكنون الأرض ذاتها، وفي وطننا العربي أكثريتان: عربية، فيها المسلم وغير المسلم، وإسلامية فيها العربي وغير العربي…
عروبتي هي هوية أمة وليست نظاماً أو حزباً أو فرداً… وان حملت أنظمة وأحزاب وأفراد رايتها..
عروبتي كما أفهمها هي دعوة مستمرة للنضال والكفاح من أجل تحرير الإنسان العربي وتوحيد الوطن العربي.
_ المنسّق العام لتجمّع اللجان والروابط الشعبية