بعد هدوء لأسابيع… الطيران الحربيّ السوريّ يدكّ مواقع إرهابيّة في ريف اللاذقيّة
عاود الطيران الحربي السوري الروسي المشترك استهداف مواقع استراتيجية لمسلحي تنظيمي «جماعة الألبان» و»الحزب الإسلامي التركستاني»، عبر سلسلة غارات شنّها على مواقع للتنظيم في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وأكد مصدر ميداني أن الطيران الحربي نفذ سلسلة غارات جوية، بينها خمس باتجاه أحد المقار التابعة للمسلحين الصينيين في جبل الأكراد شمال شرق اللاذقية.
وأشار المصدر إلى أن الغارات جاءت بعد رصد طائرات الاستطلاع الروسية مجموعة مسلحة كانت تقوم بعملية نقل عتاد وذخيرة باتجاه مقار يتخذها التنظيمين كغرف عمليات، إلى الشرق من خطوط التماس في المنطقة.
وأضاف المصدر أن هذه الغارات أسفرت عن تدمير أحد المقار بشكل كامل، فيما تشير المعلومات الأولية إلى مقتل وإصابة أكثر من 25 مسلحاً كانوا داخله.
ويقدر عدد مسلحي تنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني في بلاد الشام» بآلاف المقاتلين، الذين تنحدر أصولهم من الأقلية التركمانية في «شينغ يانغ» الصينية، ويعرف عنهم ولعهم بتفكيك وبيع المنشآت الاستراتيجيّة السورية في مناطق سيطرتهم، وأخرها كان في مايو/أيار الماضي، حين فكّكوا (محطة زيزون الحرارية) التي تعدّ أبرز محطات توليد الكهرباء شمال غربي سورية.
ويعدُّ التركستان الصينيون في سورية مقاتلون أشداء، وتمّ تخصيصهم مع عائلاتهم الوافدة، بمراكز إسكان كبيرة نسبياً في المناطق المتصلة جغرافياً بين ريفي إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي الشرقي، وإلى جانبهم تم توطين تجمّعات أصغر حجماً من تنظيم «جماعة الألبان» ومسلحون أتراك ينتمون لجماعة «الذئاب الرمادية»، وجميع هؤلاء يتشاركون الولاء التاريخي للقومية العثمانية.
ويعدّ تنظيم (جماعة الألبان) رأس حربة «الجهاد الأوروبي» في سورية، وهو يتشارك قاعدته الجغرافية مع تنظيمات إرهابية أخرى في محيط مرتفعات «كباني» الاستراتيجية بريف اللاذقية الشمالي وصولاً إلى الريف الجنوبي لمدينة جسر الشعور.
وتأسست الجماعة التي تتّسم بـ»صفائها العرقي»، ضمن إطار تنظيميّ مستقل في النصف الثاني من 2017، ويصنف «أميرها» المدعو «أبو قتادة الألباني»، واسمه الحقيقي عبدول جشاري، كأخطر الإرهابيين النشطين في سورية.