دمشق تردّ على عقوبات واشنطن: حالة انفصام تام عن الواقع تعيشه الإدارة الأميركية
أدانت استقبال برلين رئيس «الخوذ البيض».. واجتماع روسي تركي شرق عين عيسى لبحث مصير المدينة وأريافها
وصفت دمشق قرار واشنطن باستمرار فرض العقوبات بأنه «يظهر حالة الانفصام التام عن الواقع للإدارة الأميركية»، وقالت إنّ «العدوان على سورية في طريقه نحو الفشل المحتم».
وفي ردّ على ما نشرته السفارة الأميركية، أول أمس، أبدت الخارجية السورية استغراب سورية من بيان وزارة الخارجية الأميركية، حول الاستمرار في فرض العقوبات على سورية، وقالت إنه «يظهر حالة الانفصام التام عن الواقع للإدارة الأميركية واستخدامها لغة ومفردات تجافي الحقائق وأصبحت ماركة مسجلة لحالة العداء الأميركي تجاه سورية».
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسمي في الخارجية السورية أنّ «على الإدارة الأميركية أن تدرك أخيراً أن العدوان على سورية في طريقه نحو الفشل المحتم أمام صمود السوريين، وأنّ مستقبل سورية حق حصري لأبنائها، ولن يكون للإدارة الأميركية أو سواها أي دور أو رأي في هذا المجال».
وأشار المصدر إلى أنّ «المعاناة التي عاشها ويكابدها السوريون هي نتيجة مباشرة للإرهاب المدعوم أميركياً». وأضاف أنّ «الإجراءات القسرية اللامشروطة والظالمة والتي تمسّ المواطنين في حياتهم ولقمة عيشهم، وتشكل انتهاكاً جسيماً لمبادىء القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان بل وترقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة، وتستوجب محاسبة مسؤولي الإدارة الأميركية».
وكانت السفارة الأميركية في دمشق أعلنت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب ستواصل العقوبات التي فرضتها على سورية بموجب قانون «قيصر» وطالت أكثر من 90 شخصاً وكياناً سورياً.
وفي سياق متصل، دانت دمشق ما ورد في بيان الخارجية الألمانية حول استقبال برلين رئيس منظمة «الخوذ البيض»، وقالت إنّ ذلك يؤكد مجدّداً ضلوع ألمانيا في العدوان على سورية.
وقالت الخارجية السورية إنّ استقبال رئيس المنظمة الإرهابية «رغم معارضة وزارة الداخلية الألمانية نظراً لارتباط هذا الشخص بالمتطرفين، يؤكد مجدداً ضلوع الحكومة الألمانية في العدوان على سورية وتوفير الدعم للتنظيمات الإرهابية والمجموعات الملحقة بها».
ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر رسمي في الخارجية السورية أنّ دمشق تدين «بشدة البيانات المضللة التي تصدرها الخارجية الألمانية وممثلوها في المنظمات الدولية».
وأضاف المصدر أنّ بلاده «تنبه إلى أن تأمين الحماية للإرهابيين يشكل انتهاكاً سافراً لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب ويمثل خطراً على الأمن والسلم في العالم».
وطالب المصدر الحكومة الألمانية بالتوقف عن «محاولات تبرير سياساتها إزاء الإرهاب وخداع الرأي العام الألماني الذي عانى الإرهاب والتطرف في أكثر من مدينة ألمانية».
وقالت الخارجية السورية: «يبدو أنّ تشويه الحقائق وقلب المفاهيم وحملات التضليل أصبحت مرادفات أساسية للحرب الغادرة ضدّ سورية من جانب الدول المعادية».
على الصعيد الميداني، أكّدت مصادر، عن اجتماع روسي – تركي شرق عين عيسى «لبحث مصير المدينة وأريافها».
وقالت المصادر إنّ الأتراك يصرون على انسحاب قسد والإدارة الذاتية و»الاسايش» بشكل كامل من المدينة مقابل وقف الهجمات.
كما كشفت أن تركيا «أوقفت الهجوم على عين عيسى بانتظار رد كردي من موسكو على مطالبها».
وشهدت مدينة عين عيسى، بالريف الشمالي لمحافظة الرقة، هدوءاً نسبياً االإثنين، بعد 3 أيام من الاشتباكات والقصف المتبادل بين الجيش التركي والفصائل الموالية له و»قسد».
الهدوء سبقه إعلان قسد قتلها 12 من الفصائل الموالية لأنقرة، بعد وقوعهم في كمين في قرية الجهبل، بالريف الشرقي لمدينة عين عيسى.
وواصلت أنقرة والفصائل الموالية لها دفع المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، بهدف «إبراز جديتها في توسيع الهجمات»، ومع تواتر الأنباء عن قرب اتفاق روسي – كردي، يقضي بتسليم المدينة وأريافها للجيش السوري، وإعادة مؤسسات الدولة السورية إليها.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر أنّ اجتماعاً روسياً تركياً انعقد في صوامع حبوب الشركراك في الريف الشرقي لمدينة عين عيسى، لبحث التطورات العسكرية في المنطقة، بعد دخول المنطقة في هدنة غير معلنة بين مختلف الأطراف.
وكانت «قسد» أعلنت عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع الجيش السوري والقوات الروسية لصدّ الهجمات التركية عن مدينة عين عيسى. وأعقب الإعلان نشر 3 نقاط مراقبة للجيش السوري في 3 مناطق شمال وشرق وغرب مدينة عين عيسى وأريافها.
وتطمح تركيا إلى السيطرة على مدينة عين عيسى الاستراتيجية، لكونها عقدة مواصلات تربط مناطق سيطرة «قسد» في منبج وصرين وعين العرب بريف حلب الشرقي، مع مناطق سيطرتها في الحسكة والرقة وديرالزور، ما يؤدي إلى قطع شريان التواصل بينهما.
يذكر أنّ التنظيمات المسلّحة الموالية لتركيا بدأت هجوماً على مواقع قوات «قسد» في مدينة عين عيسى في ريف الرّقة الشمالي، وقالت مراسلة الميادين إنّ الفصائل الموالية لتركيا أعلنت وصولها إلى طريق «M4» من جهة قرية المشيرفة.
وكالة «سبوتنيك» نقلت عن مصادر ميدانية وأهلية تمكّن التنظيمات الموالية لتركيا من السيطرة على مواقع قريبةٍ من المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر «قسد»، مشيرةً الى أنّ الجيش التركي والفصائل الخاضعة له استقدموا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى القرى المحاذِية لطريق «حلب–الرقة–الحسكة» المعروف باسم «M4» شرقي عين عيسى.
يترافق التصعيد العسكري في محيط «عين عيسى» مع توقعات عن سعي تركيا لتنفيذ عملية عسكرية جديدة للسيطرة على المدينة، وإيجاد موطئ قدم للتنظيمات «التركمانية» الموالية لها على الطريق الحيوي «M4»، بعد فشلها بالحصول على ذلك في ريف محافظة الحسكة.
وقبل أسبوع، أنشأ الجيش السوري بالتنسيق مع الروس و»قسد» 3 نقاط عسكرية جديدة في مداخل مدينة عين عيسى الشمالية والشرقية والغربية، لمنع أي تمدُّد جديد للجيش التركي والفصائل المسلحة المتحالفة معه.