الجيش الليبيّ يردّ على تصريحات خلوصي آكار ويتوعّد تركيا ووفد مصريّ يناقش مع «الوفاق» سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار
أعلن المكتب الإعلامي للجيش الليبي، أمس، أن «الجيش سيردّ على تركيا بشكل مناسب وغير متوقع».
جاء ذلك رداً على تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بأن بلاده ستعتبر قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر وأنصاره المتمركزين في شرق ليبيا «أهدافا مشروعة» إذا ما حاولوا مهاجمة القوات التركية في المنطقة.
وقال آكار، خلال زيارته لقيادة مجموعة العمل التركي في ليبيا ولقائه مع الوحدات التركية، أمس: «سنعتبر قوات حفتر أهدافاً مشروعة في حال هاجمت القوات التركية في ليبيا».
وأضاف أن: «المشكلة الأساسيّة في ليبيا هي قوات حفتر وداعميه»، مطالباً «بأهمية المساهمة من الجميع في إيجاد حل للأزمة في ليبيا وأي تصرف خارج ذلك يعتبر تصرفاً خاطئاً».
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قد وصل، ظهر أول أمس، إلى بلدية طرابلس، على رأس وفد ضمّ رئيس الأركان العامة الفريق أول ياشار غولر، وقائد القوات البرية الفريق أول أوميت دوندار، وقائد القوات البحرية عدنان أوزبال.
من جهة أخرى، عقد وزير الداخلية المفوض في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، «اجتماعاً أمنياً رفيع المستوى» مع الوفد المصري الذي وصل العاصمة طرابلس في وقت سابق أمس.
وأكدت وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوفاق في بيان منشور على صفحتها الرسمية في «فيسبوك» أن الاجتماع الذي عقد بحضور رئيس جهاز المخابرات التابعة لـ»الوفاق»، عماد الطرابلسي، تناول «التحديات الأمنية المشتركة وسبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين».
وأوضح البيان أن «المجتمعين ناقشوا سبل دعم اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا ومخرجات لجنة 5+5 من أجل تأييد المجهودات الأممية بشأن الحوار السياسي والخروج من الأزمة الراهنة بالطرق السياسية والسلمية».
ولفت البيان إلى أن «الاجتماع يأتي ضمن السياسات الأمنية لوزارة الداخلية التي تهدف إلى توطيد علاقات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة وأهمية العمل المشترك بين القاهرة وطرابلس».
وتعد مصر من أكبر داعمي «الجيش الوطني الليبي» بقيادة خليفة حفتر والذي شنّ في نيسان العام الماضي زحفاً عسكرياً في مسعى لانتزاع العاصمة طرابلس من حكومة الوفاق المدعومة تركيا.
ويأتي هذا الاجتماع على خلفية إحراز نتائج ملموسة ضمن جهود تسوية الأزمة الليبية في الأشهر الماضية، بما في ذلك التوصل إلى اتفاقات بشأن تشكيل مؤسسات حكم موحدة وإجراء انتخابات.
ووصل الوفد المصري إلى طرابلس بعد يوم من زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي آكار إليها.
وضمّ الوفد الرسميّ نائب رئيس جهاز المخابرات العامة ومساعد وزير الخارجية وعدداً من المسؤولين في الحكومة المصرية.
وتأتي اللقاءات بحكومة الوفاق في طرابلس الغرب، بعد أسبوع من لقاء رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، بالمشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الموالي له عقيلة صالح، في بنغازي.
ويرى محللون، أنه «يمكن إدراج هذه اللقاءات في إطار تحركات مصرية، لتقريب وجهات النظر والمواقف بين كل الأطراف الليبية، لا سيما بين السراج وحفتر، وإقناعهما بوقف التصريحات التصعيدية التي تهدّد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار».