دمشق: «عودة اللاجئين» في مؤتمر صحافي روسيّ سوريّ
«لجنة تسوية» في السويداء قريباً.. وإرهابيّو أردوغان يعتدون بالمدفعية على قرى وبلدات في ريفي الحسكة والرقة
بيّن المشاركون في المؤتمر الصحافي المشترك السوري الروسي في دمشق أمس الجهود المبذولة من قبل الجانبين في سبيل إعادة الحياة الطبيعية إلى المناطق المحررة من الإرهاب في سورية وإعادة اللاجئين والمهجرين، مؤكدين أن الحصار الاقتصادي الغربي يحول دون عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وفي هذا الاتجاه، عرض وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف ما قامت به الدولة السورية في مواجهة الحرب الإرهابية التي تعرضت لها ومعالجة التبعات الناجمة عنها سواء في المجالات الإغاثية أو الإنسانية أو الاجتماعية أو الخدمية وكذلك مراسيم العفو التي أصدرها الرئيس بشار الأسد والتي بلغ عددها 16 مرسوماً وتشكيل اللجنة العليا للإغاثة عام 2012 والتي عملت على إيصال المساعدات الإغاثية والصحية والخدمية إلى جميع الفئات المتضرّرة بغض النظر عن أي عوائق بالتعاون والتنسيق بين الجهات الحكوميّة والمنظمات الأهلية الوطنية والمنظمات الأممية والمنظمات الدولية.
وبيّن الوزير مخلوف أنه تم تجهيز 93 من مراكز الإيواء الحكومية وتأهيل 19736 منزلاً متضرراً و1903 أبنية غير منتهية الإكساء إضافة إلى خدمة وتأمين 140 من مراكز الإيواء الحكوميّة، موضحاً أن لجنة إعادة إعمار وتأهيل البنى التحتية المتضررة والتعويض عن الأضرار التي تشكلت عام 2012 ركزت في عملها في بداية الحرب على التعويض عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات الخاصة للمواطنين وصرفت قرابة 20 مليار ليرة سورية في هذا المجال إلى جانب بناء وحدات سكنية مخصصة لاستقبال اللاجئين من الخارج في مناطق مثل الحرجلة وعدرا وحسياء.
ولفت مخلوف إلى أنه تم تشكيل هيئة تنسيق عودة المهجرين السوريين التي عملت بالتعاون الوثيق مع الهيئة التنسيقية الروسية لمساعدة اللاجئين على ترميم الوثائق المفقودة وتأمين خدمات النقل والرعاية الصحية حيث تمّت إعادة مئات الآلاف من اللاجئين من الخارج ونحو 4 ملايين مهجر داخلي إلى مناطقهم بالتعاون الوثيق مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والجهات المعنية كما تمّ تأمين نقل وإيواء كل الخارجين من مخيم الركبان وتقديم الرعاية اللازمة لهم لحين عودتهم الى منازلهم.
وأكد مخلوف أنه للوصول إلى تحقيق الغاية المرجوة بعودة الاستقرار في سورية وتعافي الاقتصاد وبما ينعكس على خدمة المواطنين لا بدّ من زوال الاحتلال بكل أشكاله ورفع الحصار الجائر وإلغاء العقوبات الاقتصادية أحادية الجانب.
من جانبه نوّه معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان خلال المؤتمر بالتطوّر المستمر للعلاقات وتعزيز تنسيق الشراكة بين سورية وروسيا بما يخدم المصالح المشتركة، لافتاً إلى أنه وبعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري بدعم الحلفاء ارتكزت السياسة السورية على أسس الاستمرار في مكافحة الإرهاب حتى القضاء عليه وتحرير كامل التراب الوطني من أي وجود إرهابي وغير شرعي سواء أميركي أو تركي وتعزيز مسيرة المصالحات المحلية وعودة مؤسسات الدولة والتعاطي مع أي مبادرات جادة لوضع حد للأزمة.
وأكد سوسان أن الإرهاب الاقتصاديّ والإجراءات القسرية أحادية الجانب هي أحد أوجه الحرب الأميركية على سورية والتي تُعدّ السبب الأساسي في معاناة السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم، مشيراً إلى أن الاعتداءات الصهيونيّة المتكررة على الأراضي السورية تأتي في إطار تطابق الموقف الأميركي الصهيوني إزاء سورية، لأن الهدف منها التعويض عن هزيمة أدواتها من المجموعات الإرهابية ومحاولة إنقاذ المخطط العدائي المترنح في سورية.
وأكد سوسان أن تقرير مستقبل سورية حق حصري لأبنائها ولن يسمح لأي كان بالتدخل في هذا الموضوع وان السوريين يمتلكون العزيمة والثقة والإرادة لتحقيق ذلك بالقدر نفسه الذي هزموا به الإرهاب وداعميه بدعم من الأصدقاء في روسيا الاتحادية.
بدوره ممثل مركز التنسيق الروسي اللواء بحري صيتنيك فياتشيسلاف أكد أن مركز المصالحة نفذ في الفترة ما بين أيلول وتشرين الثاني هذا العام 2666 عملية إنسانية في كل المحافظات السورية، مبيناً أن المركز يقوم بمراقبة إعادة إعمار البنية التحتية والمرافق العامة.
وأشار فياتشيسلاف إلى أنه وبفضل العمل النشط للهيئتين التنسيقيتين السورية والروسية عاد أكثر من مليوني مواطن سوري إلى أماكن إقامتهم ما قبل الأزمة وحتى تاريخ اليوم، موضحاً أن مجموعات العمل التابعة لأقسام مركز التنسيق وبشكل مشترك مع ممثلي الهلال الأحمر العربي السوري وهيئات الإدارة المحلية يعملون على نقل 500 مهجر من 8 مراكز إيواء إلى مكان إقامتهم في المناطق المحررة و355 مهجراً آخر من 6 مراكز إيواء في محافظة حماة ويخطط أن يتم خروج اللاجئين من مخيم الركبان عبر معبر جليب إلى مخيم اللاجئين في الدوير.
وأشار ممثل المركز إلى أن سكان درعا والمحافظات المجاورة ينظرون بإيجابية إلى عمل لجنة التسوية التي بدأت في الأول من الشهر الجاري في درعا، وأضاف أنه من المتوقع أن تبدأ لجنة مشابهة العمل قريباً في السويداء.
وبخصوص إدلب قال اللواء الروسي إنه «ما يزال من غير الممكن حتى اليوم في الجزء الجنوبي من محافظة إدلب إعادة إعمار البنية التحتية والمرافق العامة في بلدة معرة النعمان وسجنة وخان شيخون، بسبب وجود التنظيمات غير الشرعيّة المدعومة من تركيا».
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من التنظيمات الإرهابية اعتداءاتها بقذائف المدفعية على محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة وعلى قرى شرق رأس العين بريف الحسكة الشمالي.
مصادر محليّة ذكرت أن قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها الإرهابيين اعتدوا بالمدفعية على محيط بلدة عين عيسى شمال الرقة ما أسفر عن أضرار في ممتلكات الأهالي وبعض المحاصيل الزراعية.
وفي ريف الحسكة الشمالي تحدثت مصادر محلية عن سقوط عدد من قذائف المدفعية الثقيلة مصدرها الاحتلال التركي ومرتزقته على المناطق السكنيّة في قرى العبوش وباب الخير وتل ورد وخربة الشعير شرق رأس العين ما تسبب بوقوع أضرار مادية في بعض منازل المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
واعتدت قوات الاحتلال التركيّ ومرتزقتها أمس، على المنازل في قرى وبلدات في محيط تل تمر 40 كم شمال مدينة الحسكة، وذلك في إطار سياسة الضغط والترهيب التي تمارسها قوات الاحتلال لإجبار المدنيّين على ترك قراهم وبلداتهم.