دعوة فرنسيّة للامتناع عن الأعمال العدائيّة في ليبيا وشكري يتّصل بنظيره في «الوفاق» لإعادة العلاقات!
دعت فرنسا، أمس، جميع الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى الانخراط في العملية السياسية تحت راية الأمم المتحدة والامتناع عن أي عمل عدائي، وذلك عقب تصريحات لقائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، حول اعتزامه طرد القوات التركيّة من البلاد.
وقال نائب الناطقة الرسمية باسم الخارجية في بيان رسمي، رداً على سؤال حول موقف فرنسا من تصريحات قائد الجيش الوطني خليفة حفتر التي دعا فيها إلى طرد القوات التركية من ليبيا، «لا حل عسكرياً في ليبيا. الأولوية هي تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الـ 23 من تشرين الأول الماضي، والذي ينص على رحيل القوات والمرتزقة الأجانب واستكمال العملية السياسية تحت راية الأمم المتحدة».
وتابع، «ندعو جميع الأطراف إلى الانخراط في العملية السياسية، والامتناع عن أي عمل عدائي، والعمل على تسمية حكومة جديدة وتنظيم انتخابات في موعدها في 24 من كانون الأول 2021».
وكان القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، قال إنه «لا قيمة للاستقلال، ولا معنى للحرية والأمن والسلام، ما دام الجيش التركي يحتل مناطق من ليبيا، داعياً إياه إلى الرحيل والجلاء سلماً أو حرباً». وقال «لا خيار أمام العدو المحتل إلا أن يغادر سلماً وطوعاً أو بقوة السلاح والإرادة القوية».
وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، في تصريحات من ليبيا، على هامش زيارة خاطفة وغير معلنة، أن بلاده ستعتبر قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر وأنصاره المتمركزين في شرق ليبيا «أهدافاً مشروعة» إذا ما حاولوا مهاجمة القوات التركية في المنطقة.
فيما قالت وزارة خارجية حكومة الوفاق الوطني الليبية إن «وزير الخارجية، محمد طاهر سيالة، بحث مع نظيره المصري، سامح شكري، الملف الليبي هاتفياً».
وقال متحدث خارجية الوفاق، محمد القبلاوي، عبر تويتر، أمس، إن «وزير الخارجية المصري سامح شكري أجرى اتصالاً هاتفياً بمعالي وزير الخارجية محمد الطاهر سيالة، وبحث معه الملف الليبي ودعم الاستقرار».
يأتي ذلك بعد ساعات من زيارة هي الأولى من نوعها منذ سنوات قام بها وفد من الخارجية والمخابرات المصريتين لطرابلس.
وتابع القبلاوي أن «شكري عبر لمعالي وزير الخارجية عن شكره لحفاوة استقبال الوفد المصري في العاصمة طرابلس، وأن تكون الزيارة خطوة جدية لاستمرار التعاون بين الجانبين».
كان القبلاوي قد صرّح، أول أمس، بأن «الوفد المصري الذي زار طرابلس، للمرة الأولى منذ عام 2014، وضم مسؤولين من الخارجية والمخابرات المصرية، قد وعد بعودة العمل بالسفارة المصرية بطرابلس قريباً».
وأكد أن «الزيارة كان الغرض منها التطرق للعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية لطبيعتها والتعاون بين البلدين في مجالات عدة». كما جرى الاتفاق خلال اللقاءات على ضرورة وضع حلول عاجلة لاستئناف الرحلات الجوية إلى القاهرة».
وتأتي زيارة الوفد المصري لطرابلس بعد أسبوع من زيارة قام بها رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، لمدينة بنغازي، ولقائه قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، ورئيس البرلمان عقيلة صالح، وبعد أيام من اجتماع مصري ليبي في القاهرة بين اللجنة الوطنية للأزمة الليبية وشخصيات من جنوب ليبيا.
وتشهد ليبيا انقساماً حاداً في مؤسسات الدولة، بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، والقسم الغربي من البلاد الذي يديره المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً برئاسة فائز السراج، المدعوم من تركيا.
وترفض مصر التدخل التركي في ليبيا.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد أكد، في وقت سابق من العام الحالي، أن «التدخلات الأجنبية في ليبيا أسهمت في بناء ملاذات آمنة للعنف والإرهاب»، مشدداً على أن «أي تدخل مباشر للدولة المصرية باتت تتوفر له الشرعية الدولية».
كما أبدى استعداد بلاده لـ»تدريب وتسليح شباب القبائل الليبية لمواجهة التدخلات الخارجية»، في إشارة للدعم التركي للوفاق في مواجهة الجيش الوطني بقيادة حفتر.