الاهتمام الأميركيّ والإسرائيليّ بكلام السيد: حالة ذعر
بين الواشنطن بوست والجيروزاليم بوست اهتمام استثنائي بالكلام الذي صدر عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والصحيفتان اللتان تحتل كل منهما مكانة مرموقة في مجتمعها، دأبتا خلال شهور ماضية على الترويج لتغير نوعي في الشرق الأوسط لصالح الثنائي الأميركي الإسرائيلي في ظل قراءات قامت بتسويقها لنتائج حملة التطبيع الإسرائيلي الخليجي كعنوان لمرحلة ستقع خلالها إيران ومحور المقاومة تحت حصار ومخاطر حروب متنقلة، ووصلت بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة إلى التبشير بتحوّل نوعي مقبل على خط المواجهات ستنقلب فيه معادلات المنطقة لصالح ظهور يد عليا أميركية إسرائيلية.
وقع كلام السيد نصرالله على رؤوس القيّمين على الصحيفتين كالماء البارد. فخرجت كل منهما بعد كلامه بعناوين وتحليلات وقراءات أقلّ ما يُقال فيها هو حال الذعر، فاهتمت كل منهما بجانب من كلام السيد. فالواشنطن بوست توقفت أمام كلام السيد عن الانتقام المقبل لا محالة للقائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس وتسمية الرئيس الأميركي دونالد ترامب كواحد من الذين يجب أن يدفعوا ثمن الاغتيال، بينما توقفت جيروزاليم بوست أمام ما كشفه السيد نصرالله عن زيادة مخزون الصواريخ الدقيقة المتوافرة لحساب المقاومة مرتين خلال العام الماضي المعروف باسم عام الاغتيال.
كلام السيد نصرالله الذي ألقى الذعر في نفوس المعنيين الأميركيين والإسرائيليين، برسم الذين يتحدثون بادعاء الحرص على لبنان ويزرعون الخوف، بتوصيف المقاومة كمصدر على الخطر على لبنان، فيما أعداء المقاومة يقيمون ألف حساب لموقفها ومقدراتها، ويعرفون ويعترفون بأن المقاومة تمثل الرقم الأصعب في صناعة معادلات المنطقة، وبأن لبنان القويّ بمقاومته خارج دائرة أي خطر بفضل وجودها