مسعد حجل باق بإنجازاته ومآثره في العطاء
} مهدي حمدان*
خسر الوطن بمقيميه ومغتربيه هامة وطنية واغترابية وقومية، بفقد أحد كبار المغتربين اللبنانيين وواحد من رموزه وقاماته، الرئيس والأمين والعميد مسعد حجل، عن عمر يقارب القرن، كان حافلاً بالتضحية والعطاء والرأي الصائب، الذي أغنى الاغتراب اللبناني، وخاصة في القارة الأفريقية، حيث كانت له آياد بيضاء، وبصمات عطاء محفورة في ذاكرة الجاليات اللبنانية في عالم الاغتراب وفي وجدان الشعوب الأفريقية وحكوماتها ورؤسائها، ودولها ومؤسّساتها، وقد ساهم بفاعلية في النهوض باقتصادها وإعمارها، فضلاً عن إسهاماته الإنسانية، حيث ترأس لسنوات طويلة جمعية الصليب الأحمر في الكاميرون، وقد بلسم آلام المواطنين الافارقة وأنعش مؤسساتهم الإنسانية والإجتماعية ومدارسهم وأطفالهم وكبار السنّ.
إنّ مآثره وإنجازاته الكثيرة على أكثر من صعيد وفي مناطق متعدّدة في هذا البلد الأفريقي لا تزال ماثلة في يوميات الناس، وفي قضاء حوائجهم لجهة الطبابة والتعليم، وتقديراً لخدماته، فإنّ بعضها حمل إسمه، وقد كرّمه رؤساؤها وحكوماتها وجمعياتها بمنحه أوسمة الشرف الرفيعة والتميّز في التفاني والعطاء.
وقد اكبتُه، خلال ترؤسه للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، حيث أثرى المؤسّسة الإغترابية الأمّ بعصارة خبرته وتجاربه وصدقه ووفائه للوطن والإغتراب.
وفاته شكلت خسارة كبيرة، قد لا تعوّض، ولكنها مشيئة الخالق في خلقه.
ستبقى أيها الرمح (كما وصفه البعض ممن رثاه) حياً، حاضراً ونابضاً، من خلال نهج الفعل والعمل وما اتّسمت به من فضائل وأعمال وفكر وقاد وانفتاح، وإصرار على وحدة الوطن والجامعة والاغتراب، ولن يطوي غيابك صفحاتك البيضاء الناصعة، ولن تمحو إنجازاتك وحضورك المميّز، بشطحة قلم، لأنّ جذورك وأصالتك وتضحياتك، وحبك للوطن بجناحيه المقيم والمغترب، ستبقى شامخة كأرز لبنان.
نم قرير العين أيها الراحل الكبير، لأنّ أمثالكم لا يموتون، لأنهم سيبقون أحياء بالأثر الطيب المخلد في ذاكرة من عرفك او سمع عنك. لك الرحمة والمغفرة وللبنان وأبنائه أنى كانوا وللأمة البقاء.
*أمين عام مساعد سابق في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وعضو لجنة التحكيم فيها، ورئيس بلدية كفرا الأسبق