… وحزب الله أحيا المناسبة في المناطق: الثأر آت وسيكون بحجم الأمّة
أحيا حزب الله الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني والنائب السابق لرئيس «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، برفع صور ولوحات جدارية لهما في عدد من المناطق.
ففي البقاع أُقيمت مراسم رفع الستارة عن لوحتين جداريتين تذكاريتين لسليماني والمهندس، برعاية رئيس تكتل «بعلبك الهرمل» النائب حسين الحاج حسن، في كل من ساحة حسينية بلدة تمنين التحتا وساحة العين في بلدة بيت شاما، بحضور رؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير وفاعليات.
وكانت كلمة للحاج حسن، قال فيها «شهادة القادة تزيدنا عزماً وثباتاً على مواصلة دربهم مهما غلت التضحيات. نحن ندرك أن هناك في مسيرتنا تضحيات ومصاعب، ولكننا في مواجهة الاغتيالات والعقوبات والحصار، نزداد عزيمة وإصراراً وإرادة وقوة وتصميماً في مواجهة الأعداء».
واعتبر أن «الأميركيين يتدخلون في كل تفاصيل الوضع اللبناني، في ملف الترسيم البحري وملف النفط، وحتى في التعيينات الإدارية». ودعا إلى «الإسراع في تشكيل الحكومة لمعالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية».
وأحيا حزب الله في الهرمل الذكرى بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة، الذي أكد «أنّ هذا الدم له خصوصية كبرى في النمو حتى يكون بدله وعوضه هو اجتثاث المشروع الأميركي في المنطقة، وأنّ الثّأر لدماء الشهيدين سليماني والمهندس آتٍ لا محالة، وسيكون بحجم هذه الأمّة التي خرّجت أمثال هذين القائدين الكبيرين».
كما رُفعت في المدينة صور سليماني والمهندس. ونظّم «مستشفى البتول» يومين صحيين مجانيين بالمناسبة وشملت معاينات العيادات وتغطية فرق جميع الجهات الضّامنة لمرضى الاستشفاء والعمليات بنسبة 100 في المئة وما بين 50 إلى 30 في المئة للمُختبر والأشعّة والطوارئ.
كما نظّم حزب الله حفل إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لسليماني والمهندس عند مدخل بلدة النبي شيت في منطقة بعلبك، برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي وفي حضور رؤساء بلديات واتحادات بلدية ومخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية.
وأكّد الموسوي في كلمة له أنّ «الأعداء ظنّوا أنهم باغتيالهم الشهيد القائد الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، سوف يطفئون شعلة المقاومة، ولكنهم خسئوا، هم بقتلهم الشهيدين والثلّة الطاهرة ممّن كانوا معهما، وبقتل شهداء آخرين من القادة الذين سبقوهم إلى جنان الله، إنّما عزّزوا القناعة الراسخة لدينا بأنّ خط المقاومة هو الخط الصحيح، وأنّ خط مقارعة الاحتلال والأعداء والاستكبار، هو الخط الذي نحافظ عليه ونتمسك به، لأنّه طريق السداد والرشاد والنصر والعزّة».
وأحيا حزب الله في صيدا، الذكرى برفع صور لسليماني والمهندس عند المدخل الجنوبي لمدينة صيدا – طريق الحسبة، وتخلّل الحفل وضع إكليل من رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود، في حضور المسؤول عن منطقة صيدا في حزب الله الشيخ زيد ضاهر وأعضاء قيادة المنطقة.
ورأى حمّود أن «الشهيدين سليماني والمهندس تجاوزا الحدود الجغرافية والمذهبية والقومية وكان الهدف القدس وفلسطين»، مؤكداً أن «بسقوط الشهداء تقوى المسيرة وتزداد رسوخاً في الأرض ومضياً نحو الأمام وتتسع رؤيتها أكثر فأكثر، أمّا الذين لا يريدون أن يروا ويحصروا أنفسهم بحدود وحواجز جغرافية أو قومية أو مذهبية عصبية، ستخفت أصواتهم لأن صوت الحق هو الذي سوف يعلو ويبقى ويحمي فلسطين ولبنان وكل الدول والشعوب المستضعفة».
وشدّد على أن «كل التهديدات والعراضات التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، لن تزيدنا إلا رسوخاً وقوة وعزماً وتمسكاً بالمقاومة».
وللمناسبة أيضاً أقامت «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي» مراسم رفع راية سليماني والمهندس، في منطقة الحمامص مقابل مستعمرة «المطلة».
من جهته، شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في بيان، على أن «قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أكبر من قادة وأعظم من رمز، هما عقل وتاريخ وثورة وكرامة حياة وسيادة منطقة وقرار حرّ، لذلك لن يذهب دمهما هدراً، ومن عنده أمثال سليماني والمهندس وعماد مغنية لا يعرف معنى الهزائم».
وأشار إلى أن «أمر بعض اللبنانيين غريب جداً، فبينما هذا الفريق ينبطح للسفيرة الأميركية ويدعو ماكرون لإعادة الانتداب على لبنان ويطبّل للدعم الأميركي الهزيل للجيش اللبناني زمن معركة الجرود التي حسمت حقيقة أن المساعدة الأميركية مجرد خردة، تراه متبجّحاً للدفاع عن السيادة التي حوّلها إلى إذلال ومهانة وقتل وإمارات ميليشياوية زمن الاحتلال الإسرائيلي، ورغم أن صواريخ قاسم سليماني وقدرات طهران التسليحية للمقاومة هي التي حسمت معارك التحرير والنصر وأكدت سيادة لبنان واستعادت قراره ومؤسساته الوطنية من دون مقابل، فإن البعض يرى السيادة بعين عوكر وحواجز الذبح وإدارة الخوات الذاتية والتبعية للمال الأسود بخلفية نعيق مدفوع الأجر».
وقال «لا سيادة من دون صواريخ قاسم سليماني، والمسؤول عن نهب البلد وتفليسه والإتجار بملفاته الإقليمية هو أنتم وليس صواريخ قاسم سليماني الذي ساهم بالتحرير ودعم المقاومة التي استعادت البلد، وإذا كان لا بدّ من تمثال حرية وسيادة فهو لقاسم سليماني وليس للخونة والسماسرة مهما اختلفت أسماؤهم، وكفاكم سمّاً وأكاذيب وخيانة لهذا البلد».
وختم «على الرغم من أننا تنازلنا كثيراً وفي كل المراحل من أجل مصلحة لبنان، إلاّ أن هناك من يريد لبنان مجرد عميل لعوكر ومستعمرة لتل أبيب وبرميل نفط مجيّر لهذا وذاك، وهذا لن يمرّ أبداً في لبنان، ومع ذلك لن تمرّ مشاريع الحرب الأهلية وقنابل الفيدرالية ولعبة الشوارع المفخّخة بالزعاف الأميركي».
بدوره، اعتبر رئيس «تيار صرخة وطن» جهاد ذبيان، في بيان، أن الذكرى السنوية الأولى لسليماني والمهندس ورفاقهما «تأتي في ظلّ أوضاع تزداد تعقيداً على أكثر من صعيد في المنطقة والعالم». وقال «المواجهة التي يخوضها محور المقاومة وحلفاؤه وأصدقاؤه ضد أعداء بلادنا من الغزاة والمحتلين والاستعماريين وكل من معهم، هي في تصاعد مستمر حتى نتخلّص من كل أنواع التهديد، وحتى يسود الحق ويعيش أبناء شعبنا بحرية وكرامة على امتداد مساحة الوطن».
وشدد على أن «المعركة مستمرة بلا هوادة للتخلص من الاحتلال والإرهاب ولصدّ كل المعتدين والاستعماريين الطامعين بأرضنا وخيراتنا وثرواتنا»، مشيراً إلى أن «الرد الإيراني على جريمة الاغتيال لم يتأخّر، وأكثر من ذلك فقد كان رداً نوعياً دقيقاً تمثّل بضرب قاعدة عين الأسد الأميركية في العراق، الأمر الذي جعل الأميركيين على يقين بأن أي مواجهة مقبلة مع إيران ومحور المقاومة سوف تحمل المؤشر الجدي إلى انتهاء الوجود الأميركي في المنطقة».
وتحدّث عن «دور اللواء قاسم سليماني الكبير في كل ساحات المقاومة والمواجهة في لبنان وفلسطين وسورية والعراق وصولاً إلى اليمن، حيث كل الساحات متصلة ومترابطة في مواجهة مشاريع الاحتلال والاستعمار».
واعتبر أن «كل ما نسمعه اليوم عن احتمال توجيه ضربة أميركية لإيران ومحور المقاومة قبل نهاية ولاية ترامب، هو مجرد تهويل، لأن الجنرالات الأميركيين يعرفون الواقع جيداً ولن يسمحوا لترامب أو لغيره باتخاذ قرارات متهوّرة تعجّل في القضاء على الوجود الأميركي في الشرق الأوسط».
ورأى أن «ما أنجزته الجمهورية الإسلامية في إيران يمثل تحولاً إستراتيجياً على مستوى السياسة الدولية، حيث باتت إيران قوة عظمى يُحسب لها ألف حساب في موازين القوى العالمية».