الناس تخترع خبرياتها … وتصدّقها!
} إبراهيم وزنه
انشغل الوسط الكروي أخيراً بخبرية مفادها أن القيّمين من الناحية التنظيمية على ملعب جونيه البلدي وقبل انطلاق اللقاء الحاسم بين النجمة وشباب الساحل، منعوا رئيس نادي النجمة التاريخي الحاج عمر غندور وقائد الفريق الاستثنائي حبيب كموني من الدخول إلى الملعب لمتابعة المباراة .. وبناء على «نص الخبرية» راحت العقول الضعيفة والنفوس المريضة تخترع مشاهد وخبريات لم تحصل أبداً، ليتأكّد لنا بأن المثل الصيني «الناس تخلق شياطينها» لم يستخدم في بلد المنشأ أكثر من استخدامه في بلدنا المتخم بالشائعات والغارق في الفبركات، وخصوصاً عندما يتعلّق الأمر بنادي النجمة صاحب الحيثية الجماهيرية الأسطع والأبرز على الساحة الكروية.
وفي التفاصيل الحقيقية، ومن دون زيادة أو نقصان، أن الكابتن حبيب أبدى للحاج عمر رغبته بحضور المباراة منذ مساء الثلاثاء الماضي على هامش حضورهما حفل توقيع الكتاب الخاص بالحارس الراحل عبد الرحمن شبارو، ومن ثمّ تمّ إبلاغ رئيس نادي النجمة أسعد الصقال بالأمر بغية قيامه بما يلزم من اتصالات وأمور لوجستية لتحقيق أمنية كموني المقيم في أميركا منذ عقود طويلة… ويوم المباراة، وأثناء توجّه الرجلين «غندور وكموني» إلى جونيه، اتصل بهما الصقال ليخبرهما بأنه لم يتمكّن من حضور المباراة ولم يوفّق في محادثة أي من اداريي الاتحاد لابلاغه عن حضورهما إلى الملعب، فسارع الحاج عمر متصلاً برئيس الاتحاد هاشم حيدر… فيما السيّارة على مسافة كيلومترات معدودة من الملعب، فأخبره حيدر بأن في الأمر إحراجاً له تجاه بقية الأندية بالنسبة لحضور الكابتن حبيب ثمّ ترك له حريّة التصرّف وتقدير الموقف… وهنا أمر غندور سائقه بالرجوع إلى بيروت.
هذا ما حصل تماماً، لكن ما قرأناه عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الرياضية مجاف تماماً للحقيقة والواقع. ويبقى السؤال، لماذا لم يبادر رئيس نادي النجمة إلى التنسيق مع الاتحاد لتحقيق رغبة الضيفين الكبيرين، وهما من دعائم وركائز نادي النجمة في الزمن الجميل؟!
أمس، وقطعاً لدابر التخمينات وحسماً للجدل الذي أثير حول الإشكالية التي حالت دون حضور رئيس نادي النجمة التاريخي الحاج عمر غندور وقائد الفريق النبيذي ومنتخب لبنان لسنوات طوال حبيب كموني للمباراة، جرى اتصال هاتفيّ مطوّل بين كموني وحيدر بمباركة من غندور، وخلاله تمّ توضيح المغالطات وتبيان الخيط الأسود من الخيط الأبيض وسط جوّ ودّي وايجابي بين السيد والكابتن، وتواعد الرجلان على لقاء قريب تحت عنوان التعاون.