حزب الله يواصل إحياء ذكرى سليماني والمهندس: دماؤهما ستقتلع الوجود الأميركي من المنطقة
افتتح حزب الله في روضة شهداء «المقاومة الإسلامية» في مدينة صور، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني والنائب السابق لـ»الحشد الشعبي» العراقي أبو مهدي المهندس، ضريحين رمزيين لهما، في حضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي، وعدد من عوائل الشهداء وفاعليات وشخصيات، وسط التزام الإجراءات الطبية والصحية كافة.
وقال جشي في كلمة له «أمام عطاء الشهادة تصغر الكلمات، فكيف إذا كان الشهداء هم القادة؟ نحن نفتخر بأننا ننتمي إلى أمة الشهداء قادتها شهداء وشهداؤها هم القادة، فهم الشموس والأقمار والمشاعل التي تنير طريق الصلاح والجهاد والعزّة والكرامة».
وأكد أن «القائد الحق هو الذي يتقدم في ساحات المواجهة ويقول للمجاهدين تعالوا ولا يجلس في الخلف ويقول اذهبوا. وهذا هو حال قادة مسيرتنا الذين قضى عدد كبير منهم شهداء في الميدان جنباً إلى جنب مع المجاهدين».
وأضاف «نحن نفتخر بالقائدين الشهيدين اللذين ارتقيا شهداء، وهما في الموقع المتقدم في مواجهة غطرسة الإدارة الأميركية التي تعمل للسيطرة على مقدرات وثروات المنطقة، وإخضاع شعوبها لمصلحة عدو الأمّة والإنسانية إسرائيل الغاصبة».
وتابع «عشتما شجعانا ورحلتما أبطالاً، فلم يستطع الأعداء أن ينالوا منكما في الميدان، فاختاروا الغدر وسيلة لذلك. وعليه، فإن جهادكما كان سبباً رئيسياً في هزيمة التكفيريين ومن خلفهم، واندحار الأميركي في العراق رغم تكبده من خسائر بآلاف المليارات من الدولارات، وبما يزيد على خمسة آلاف قتيل وفق تصريحاتهم».
وختم جشي «إن دماء الشهيدين ستبقى تغلي في عروق المجاهدين في إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن، وتنبض في وجدان الأمّة وكل الأحرار والشرفاء في العالم، وستقتلع الوجود الأميركي من المنطقة، ونرى في ذلك بشائر النصر التي تقترب منا حتى دحر الأعداء وتحرير المقدسات».
بعدها رفع جشي والمشاركون راية عملاقة في روضة الشهداء تحمل صورة سليماني والمهندس.
وأحيا حزب الله برعاية مسؤول منطقة البقاع الدكتور حسين النمر، مراسم رفع الستائر عن لوحات للشهيدين سليماني والمهندس في البلدات التالية: شمسطار، طاريا، كفردبش، مزارع بيت بو صليبي، حدث بعلبك، السعيدة، بوداي واليمونة، بحضور رؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير وفاعليات.
وأكد النمر أن «دماء الشهيدين سوف يدفع ثمنها الأميركيون بخروجهم من المنطقة».
وللمناسبة، أزاحت بلدية الغبيري و»جمعية سياج» الستار عن النُصب التذكاري للشهيد سليماني وأقيم الاحتفال في الشارع الذي يحمل اسمه، المحاذي لطريق المطار، بحضور ممثل حزب الله النائب أمين شرّي، رئيس بلدية الغبيري معن الخليل، القائم بالأعمال الإيراني في بيروت السيد خليلي وفاعاليات حزبية وروحية واجتماعية. وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة لـ»كشافة الإمام المهدي» النشيد اللبناني.
من جهتها، رأت حركة «التوحيد الإسلامي» في بيان، أن «شهادة القائد الكبير قاسم سليماني رسمت مستقبل المنطقة بلا ريب ولا شك فهي على السواء نار تحرق المستكبرين وتقضي على مخططاتهم وهي أيضاً نور لمستضعفي العالم وأمل للأحرار الذين يرون في مشهد تدفق الدماء الزكية المتدفقة من كل قوانا المجاهدة في لبنان وفلسطين ولبنان انعكاساً لصورة زوال إسرائيل الكيان وخسران أميركا في السياسة والميدان».
وأشارت إلى أن «فلسطين بوصلة صراع الأمّة وقبلة المجاهدين وكل من يسلك طريقها ويدعم مقاوميها يبني مجداً ويشيد عزّاً ويرفع مداميك كرامة الأمّة ونهضتها قولاً وفعلاً، وفي المقابل فإن المطبّعين العرب يبيعون القدس خيانةً وظلماً وسيخلّد التاريخ أسماء القادة الشهداء بحروف من ذهب وفخار حين يتحقق قريباً وقريباً جداً أعظم انتصار».
واعتبرت أن الردّ على اغتيال سليماني وكل الشهداء «هو مسؤولية مشتركة وهو ردّ بحجم الجريمة من خلال اقتلاع هذا الكيان الغاصب من جذوره، لذلك يجب أن يقلق العدو الصهيوني حقيقةً، ففاتورة الحساب كبيرة والعقاب قادم فأمتنا لن تنسى اغتيال سليماني كما لن تنسى اغتيال الرئيس عرفات والدكتور الشقاقي وأبو جهاد خليل الوزير والقائد عماد مغنية والشيخ أحمد ياسين والسيد عباس الموسوي والدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور محسن فخري زادة وآخرين، وسنبشّر العدو بالصواريخ الباليستية المجنّحة التي ستصل إلى إيلات، صواريخ اليمن وإيران والعراق وسورية ولبنان والصواريخ الفلسطينية ستضرب كل نقطة في فلسطين المحتلة بكل دقة وستشكل نقطة فارقة في المعركة العتيدة الكبرى في إطار ملحمة الشراكة بين مكوناتنا المذهبية والقومية والعرقية لنكون جميعاً شركاء في ملحمة الوحدة ومعركة التحرير».