توقيع البيان الختاميّ لقمة مجلس التعاون الخليجيّ وثلاثة ملفات على طاولة القمة الخليجيّة..
أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي التوقيع على البيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي وبيان العلا واختتام الجلسة الأولى.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان افتتح القمة في وقت سابق من يوم أمس.
وأشاد الأمير محمد بن سلمان بـ»الدورين الكويتي والأميركي لرأب الصدع بين دول المنطقة»، مؤكداً على «دور القمة في تعزيز أواصر الأخوة».
وزعم ولي العهد السعودي أن «الأنشطة الإيرانيّة تهدف لزعزعة الاستقرار بالمنطقة»، وأضاف: «نواجه تحديات السلوك الإيرانيّ التخريبيّ».
وقال الأمير إنه «سيتم توقيع بيان العلا خلال القمة الخليجية».
وقال أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، إن «المشاركين اتفقوا على توقيع بيان العلا في هذه القمة».
وأضاف: «نهنئ الجميع بما تحقق من إنجاز تاريخيّ في قمة العلا. نسعى لدعم العمل الخليجي والعربي المشترك»، مشيراً إلى أن «إعلان اليوم سيسمى اتفاق التضامن».
ومن جهة أخرى، ثمّن أمير الكويت دور القيادة المصرية ودعمها لقضايا المنطقة.
وقد أعلن الديوان الأميري القطري مساء أول أمس، أن «أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني سيترأس وفد بلاده للمشاركة في القمة الخليجية الـ41 المقررة»، وأعلن وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أنه «تمّ الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر اعتباراً من مساء أول أمس». وتابع خبراء صينيون هذه التطورات وأعربوا عن آرائهم حول ثلاثة ملفات مهمة ستُطرح على طاولة هذه الدورة من القمة.
في هذا الصدد، قال ما شياو لين، البروفيسور بجامعة تشجيانغ الصينية للدراسات الدولية ومدير معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط، إن «حل الأزمة الخليجية لا شك في أنه يمثل أكبر موضوع في تلك القمة».
وأشار في الوقت ذاته إلى أن «الإعلان عن حضور أمير قطر للقمة والاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر يعني عزم الأطراف ذات الصلة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية على تخفيف حدة التوتر في العلاقات بينها».
أما باو تشنغ تشانغ، المدير المساعد والباحث المشارك لمعهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية، فذكر أن «تغيير الإدارة الأميركية سيؤدي بدوره إلى تغييرات في السياسة الأميركية تجاه دول الخليج».
كما أشار باو إلى أن «جائحة كوفيد-19 أثرت على اقتصاد دول الخليج، ما جعل أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية يتطلعون بوجه عام إلى عقد هذه القمة».
وطرح باو ثلاث نقاط جديرة بالاهتمام، أولاً: إن «تأجيل قمة مجلس التعاون الخليجي من كانون الأول إلى كانون الثاني هو قرار اتخذه أعضاء المجلس ليمنحهم الوقت الكافي للتوصل إلى اتفاق نهائي».
ثانياً، إن «تصريح السعودية الأخير بأنها وجّهت الدعوة لأمير قطر لحضور القمة الخليجية والإعلان عن حضور أمير قطر للقمة يعكسان مساعي تُبذل لتضييق الفجوات داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل الاتحاد في مواجهة التحديات الإقليمية»، وفقاً لما ذكره باو.
ثالثاً، إن «حل الأزمة الخليجية سيساعد على دفع التعاون في مكافحة جائحة كوفيد-19 وتعزيز خطط التعافي الاقتصادي في المنطقة».
وبالإضافة إلى ذلك، رأى تانغ تشي تشاو، مدير مكتب بحوث الشرق الأوسط في معهد غرب آسيا وإفريقيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن «أهم موضوع ستتناوله القمة هو إتمام المصالحة الخليجية وإنهاء أزمة الخليج التي بدأت عام 2017».
وتابع تانغ قائلاً إن «حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني القمة تلبية لدعوة السعودية سيشكل مؤشراً على حدوث تقارب، وسيتيح الفرصة لتخفيف التوتر في العلاقات السعودية القطرية».
ورأى تانغ أن «الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر سيجلب معه تغييراً إيجابياً كبيراً لمنطقة الخليج»، معرباً أيضاً عن اعتقاده بأن «القمة ستقدم يد العون في تحقيق تهدئة على طريق المصالحة في المنطقة».
وذكر ما شياو لين أنه «قد يتم طرح القضية النووية الإيرانية على الطاولة لمناقشتها خلال القمة»، لافتاً إلى أنه «مهما كان النقاش في القمة، فهناك شيء ثابت لا يتغير ألا وهو مبدأ عدم الانتشار النووي الذي يشكل الدعوة المشتركة لأعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية».
وحلل باو تشنغ تشانغ ذلك الموضوع مع توقع تغير السياسة الأميركية، قائلاً إن «الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يولي مزيداً من الاهتمام بتحسين العلاقات الأميركية الإيرانية. وفي مواجهة واقع التعديلات المحتمل إدخالها على سياسة الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الشرق الأوسط، تأمل السعودية في توحيد الموقف وتنسيق الإجراءات داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية في ما يتعلق بالسياسة تجاه إيران خلال القمة الخليجية الـ41».
ويُعتبر تطبيع العلاقات بين دول عربية و»إسرائيل» موضوعا آخر قد تتناوله القمة. وفي هذا الصدد تحدث الخبراء عن رؤيتهم، حيث ذكر ما شياو لين أن «هدف ترامب من الدفع لتحقيق صفقة القرن هو تعزيز موقفه في انتخابات الرئاسة الأميركية».
وأردف قائلاً: إن «التغير في العلاقات العربية الإسرائيلية يعتمد على السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط»، موضحاً من ناحية أخرى أن «القمة ستقوم بمناقشة مسألة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
وفي الختام، يرى تانغ أن «أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيؤكدون خلال القمة على موقفهم تجاه القضية الفلسطينية».