شعبان: ما حققه سليماني والمهندس تفكير استراتيجي يقوّض استراتيجيّة العدو
موسكو ترى أن الملف السوريّ أصبح اختباراً لكشف إصابة منظمة حظر الكيميائيّ بمرض التسييس.. والجيش السوريّ يصدّ عدواناً صهيونيّاً
قالت ممثلة الرئيس السوري والمستشارة الخاصة للرئاسة السورية بثينة شعبان إن قائد قوة القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني مناضل من أجل الحرية وينشد العدالة لإخوانه في الإنسانية.
وأضافت شعبان أمس، بمناسبة الذكرى الأولى لاستشهاد سليماني، يكفي الشهيد من مآثره أنه لم يُعرف في حياته فترى أثر عمله من دون التحقق من وجوده النوراني.
ورأت أن التواضع لم يحجب فكر الشهيد سليماني الاستراتيجي لمواجهة من يريد حرمان منطقتنا من عناصر قوتها.
وأشارت إلى أن العمل الإرهابيّ ضد القائدين سليماني والمهندس كان دافعه تصفية ما يعنيه سليماني من مرجعية لمقاومة الاحتلال، مشيرة إلى أن عملهما في نسج العلاقات ضمن محور المقاومة شغل بال الصهاينة.
شعبان أكدت أن ما حققه الشهيدان سليماني والمهندس هو التفكير الاستراتيجي الذي يقوّض استراتيجية العدو، لافتة إلى أن الشهيدين قاما بأعمال تصوّب في العمق ضد الأساليب العدوانية للحكومة الأميركية.
مستشارة الرئيس السوري اعتبرت أن الشهيد سليماني بدفاعه عن إيران وسورية ولبنان والعراق واليمن، شكّل مفهوماً صادقاً للمقاومة ضد الاستعمار، وأن استشهادهما منارة للأجيال، وهذا ما يخشاه الأعداء ويرجوه الأصدقاء.
كما رأت شعبان أن احتضان إرث الشهيد سليماني والسير على نهج المقاومة، يجعل من نهج سليماني مستمراً حتى وإن استشهد.
بدوره، قال السفير الإيراني في سورية جواد ترك آبادي في كلمة له بالمناسبة، إن المعتدين أرادوا كسر الأمة الإيرانية لكنهم فشلوا.
ورأى آبادي أن استشهاد الفريق سليماني أدّى إلى تدفق دماء جديدة في شرايين محور المقاومة.
واعتبر أن انتصارات الجيش السوريّ من جوهر انتصارات محور المقاومة، وشدّد على «أننا سنبقى ندعمه حتى الانتصار الكامل».
السفير الإيراني أكد على موقف إيران الداعم لقوى المقاومة حتى تحرير الأرض، وعودة حقوق الشعب الفلسطيني.
وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحدّث في «حوار العام» عن دور الشهيد سليماني، وعن غرفة العمليات الإيرانية، وعن إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركة في الدفاع عن سورية، والتي ضمّت حلفاء من الرئيس الأسد إلى الشهيد سليماني إلى السيد نصر الله.
المتحدث باسم اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد سليماني كشف أن «عدد المتهمين الرئيسيين في اغتيال الشهيد سليماني ارتفع إلى 48 أميركياً»، وأعرب عن أمله في أن يتم إصدار أوامر قضائية بحق المتهمين قريباً.
وتوعّد قائد قوة القدس في حرس الثورة الإيراني الجنرال اسماعيل قااني، بأنّ ايران ستنتقم للشهيد سليماني «في عقر دار الأعداء».
ويذكر أن قائد قوة القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني، اغتيل مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في 3 كانون الثاني/يناير 2020 بقصف صاروخي أميركي قرب مطار بغداد الدولي.
إلى ذلك، انتقدت روسيا بشدة سياسات الأمانة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة إزاء الملف السوري، متهمة إياها بالانحياز والتسييس.
وشدّد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، خلال جلسة افتراضية عقدها الثلاثاء مجلس الأمن الدولي بشأن سير تطبيق قراره رقم 2118، على أن حجم الأدلة على وقوع مخالفات في عمل أمانة المنظمة تخطى حتى أوائل عام 2021 عتبة حرجة، مؤكداً أن المشكلة أوسع بكثير من الملف السوري وتحمل طابعاً نظامياً، حيث يدور الحديث عن «أزمة الثقة بإحدى المنظمات الدولية الأكثر مصداقية في العالم سابقاً والتي تتحوّل الآن إلى أداة للتلاعب السياسي وعقاب الأطراف غير المرغوب فيها».
وأشار بوليانسكي إلى أن التقييمات التي أدلى بها أمام مجلس الأمن في أكتوبر العام الماضي أول مدير عام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، خوسيه بستاني، تعكس الوضع الداخلي الذي يهدّد بمشاكل خطيرة لسمعة المنظمة وفعاليتها.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو كانت تصرّ على مدى بضعة أشهر على دعوة المدير العام الحالي للمنظمة فرناندو آرياس إلى المناقشات بشأن الملف السوري في مجلس الأمن، بغية توضيح المسائل العالقة، لكنه استخدم حججاً مختلفة لتفادي حضور المناقشات.
وفي نهاية المطاف، قدم آرياس الشهر الماضي إفادة إلى مجلس الأمن، لكن نائب المندوب الروسي انتقدها قائلاً إن المدير العام لمنظمة حظر الكيميائي اقتصر فيها على تكرار أفكار عامة معروفة للجميع.
وتابع بوليانسكي أن الجزء العلني من المؤتمر الافتراضي انقطع لأسباب مبهمة وتم تحويله إلى صيغة مغلقة، ما أتاح لآرياس تفادي الإجابة عن أسئلة الحاضرين.
وأبدى نائب مندوب روسيا أمل موسكو في أن «تكون لدى السيد آرياس شجاعة للمثول مجدداً أمام المجلس والإجابة علناً عن أسئلتنا».
وذكر الدبلوماسيّ بأن سورية انضمت طوعاً إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأتلفت ترسانتها الكيميائية وأغلقت برنامجها الكيميائي بالكامل في عام 2014، لكن بعض الدول يستمرّ في استغلال «ورقة كيميائية» بهدف تصعيد الضغط في مسعى للإطاحة بحكومة دمشق من خلال توجيه اتهامات خطيرة إليها استناداً إلى «أدلة غير مقنعة إطلاقاً».
وحذّر بوليانسكي من أن دور الأمانة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في هذه المساعي ازداد سلباً، محملاً إياها المسؤولية عن التخلّي عن الإجراءات الاعتيادية في مجال جمع الأدلة والتلاعب بالحقائق وقمع وإخافة المسؤولين المعارضين لمثل هذه الأنشطة.
واتهم الدبلوماسي الروسي أمانة منظمة حظر الكيميائي بتضخيم المسائل المتعلقة بإعلان الحكومة السورية الأولي بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى أن مثل هذه القضايا يمثل أمراً عادياً وواجهتها العديد من دول أخرى، منها كندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وليبيا والعراق.
وشدّد بوليانسكي على ضرورة التأكد من قدرة المنظمة على تطبيق تفويضها، مضيفاً أن الملف السوري أصبح اختباراً سلط الضوء على المشاكل التي تقوّض أنشطة أمانتها التقنية.
وأكد نائب مندوب روسيا على ضرورة بذل جهود جماعية لمواجهة هذه «النزعة الخطيرة للغاية»، مضيفاً: «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مصابة بشكل خطير بمرض التسييس، ولن تؤدي الدعوات إلى صرف الأنظار عن هذه المشكلة إلا إلى تفاقم الوضع».
ميدانياً، أعلن مصدر عسكري سوري أن العدو الصهيوني شنّ عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ على بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية.
وأوضح المصدر أن العدوان وقع ليل الأربعاء، من اتجاه الجولان السوري المحتل، وأن وسائط الدفاع الجوي تصدّت للصواريخ وأسقطت معظمها.
يذكر أن منطقة النبي هابيل في ريف دمشق تعرّضت قبل نحو أسبوع لاعتداء مماثل أدّى إلى مقتل جندي وجرح 3 آخرين إضافة إلى خسائر مادية.