صباحات عام جديد
} 7-1-2021
صباح القدس لا يشرق الا في وجهة واحدة هي وجهة المشتغلين في حركة الصراع مع كيان الاحتلال فينير دروبهم ويدفئ نهاراتهم ويشغل عقولهم بما له جدوى ويصرف انتباههم عن الضجيج والغبار، حيث ينشغل الآخرون. وصباح القدس بوصلة للقضايا الحقيقية لا المزيفة وحيث الخبر له صلة بمستقبل المواجهة حول فلسطين لا بالقيل والقال، ولذلك لا تنسجم وجهته مع الخبر الأول احياناً كثيرة كما هو حال المنشغلين اليوم باتجاه ما يجري في واشنطن. وصباح القدس يراقب ما يجري في المنطقة. ففي واشنطن سواء فاز الجمهوريون بمقعدي جورجيا او فاز الديمقراطيون او تعادلا بالفوز، فإن الأثر الوحيد هو على معادلة الحكم بين الحزبين اللذين يبحثان عن معادلة الشد والجذب تحت سقف ادارة الازمات الداخلية والخارجية وتقاسم حصص الحكم، اما في الاستراتيجيات الكبرى فأميركا ديمقراطية وجمهورية عاجزة عن خوض حرب وعاجزة عن صناعة تسوية تحت عنوان فلسطين. وبالمقابل عاجزة عن ترك كيان الاحتلال تحت الحصار او تكريس اي انتصار لمحور المقاومة وشرعنته في السياسة. فالأمر يقف عند حدود المكاسب في هزيمة ترامب المعنوية لكسر العنجهية ومواصلة المراكمة في أسباب القوة للمواجهات المقبلة لا محالة، وحيث اميركا هي اميركا شريك لـ»إسرائيل» ولن تتورط بالمبادرة لحرب ولا تجرؤ على مقاربة مشروع تسوية والذين يبنون معادلات القوة يجدون هذا نموذجياً، لأن التسويات تربكهم والحرب قبل اكتمال عدة النصر الكبير تستنزف بعض البناء في جولة سقفها إفشال أهداف الحرب. وهذا بات محسوماً كما تقول الحروب التي مضت فلا حاجة منه للمزيد والوقت الذي يمكن فيه مواصلة البناء التراكمي للقوة هو المطلوب وهو آتٍ لا محالة تواكبه عمليات التكريس الميداني للانتصارات المحققة حيث تتيح الموازين المحلية ذلك من فلسطين الى اليمن الى سورية ولبنان والعراق بتراكمات بطيئة لكن ثابتة.
} 5-1-2021
صباح القدس لنماذج رجال نذروا انفسهم منذ الشباب لينذروا الأرواح والعمر لقضية فلسطين والقدس والمقاومة والصباح اليوم للإعلامي والمقاوم الراحل عنا الحبيب علي المسمار… منذ أكثر من ثلاثة عقود تعرّفت على هذا الشاب الآتي من الهرمل كمقاتل في صفوف المقاومة يحترف إعلام المقاومة في بدايات إذاعة النور والتجارب الأولى لتلفزيون المقاومة ودائماً كان متدفقاً صاحب حلم ومشروع ورؤية غير مستعد لأن يصير سجين المنبر والمذياع والكاميرا ويترك ساحات القتال التي بقي يحضر في كل محطاتها الفاصلة كمقاوم ليكون الإعلامي والمقاوم وليس الإعلامي في المقاومة او حتى الإعلامي المقاوم بل الثلاثة معاً. والناس كلها تتذكر علي المسمار في حرب تموز ولن تنسى تهدُّج صوته ولا دمعه الساخن في اللحظات الإنسانيّة التي وقعت فيها المجازر وقتل خلالها الأطفال والنساء والعجزة ودمرت البيوت والجسور، كما لن تنسى ابتساماته وقوة الروح في نبض كلماته عندما يطلّ سيد المقاومة او عندما يتلو علينا البيانات الحربية لإنجازات المقاومة. وعندما مرض علي المسمار كان يخجل ان يسأل عنه الناس ويطمئنون الى حاله ويعتبر صحته تفصيلاً لا يستحق هذا الانتباه. فالأهم هو ما يجري في ساحات المواجهة التي قصدها مراراً في سورية مدافعاً ومشاركاً، ولما التقيته في مراحل تحسُّن حالته وإصراره على العودة الى العمل كنت أشعر بآلامه، ولكن بإصراره أكثر ان لا يغادر خارج مواقع القتال والمنصة الإخبارية لم تكن عنده اكثر من موقع قتال. مع علي المسمار يغادرنا مقاتل صلب وشجاع وإعلامي مبدع وشفاف وشاعر رقيق وكاتب صاحب كلمة صادقة ونموذج للإنسان الذي بنته تجربة المقاومة – رحمك الله ايها الغالي وقد قدّمت درساً في الإعلام وفي المقاومة وفي الحياة واستحققت صباح القدس التي أحببتها وكان لك الصباح.
} 31-12-2020
صباح القدس للركن الشديد في غزة، حيث اول مناورة عسكرية عربية في فلسطين في زمن تنتقل فيه أغلب الجيوش العربية من زمن مستودعات السلاح الباهظة الثمن القليلة الفعل الى ان يصطف سلاحها خلف سلاح الاحتلال خنجراً مسموماً في خاصرة شعب فلسطين تحت عنوان التطبيع وضد شعوب الأمة من العدوان في اليمن الى فتح المستودعات لجحافل الإرهاب تخرّب في سورية ولبنان والعراق، لولا جيش شجاع جسور يصنع المعجزات في سورية ويتحدى بنيرانه وسلاحه وصدور ودماء قيادته وجنوده جيوش الاحتلال الإسرائيلي والتركي والأميركي وجيشهم الدريف من الإرهابيين، وجيش يحمل الشجاعة والوطنية وينقصه السلاح والقرار السياسي في لبنان، صباح القدس للصواريخ التي جاءت من إيران وسورية ولبنان تعصف في سماء فلسطين وتؤرق ليل الاحتلال وتقول إن إرادة المقاومة باقية حية وتقاوم وإن دماء القادة لا تنزل على الأرض بل ترتفع في السماء مع شهب الصواريخ وإن زمن الحساب آت والحساب لم يغلق، وإن فلسطين ولو تاهت بوصلة البعض فيها لبعض الحين فهي فلسطين عروس العروبة ولو باع بعض العرب شرفهم وكرامتهم. فللعروبة قلب نابض خفاق في دمشق ومخالب مسننة في لبنان وجسد ينبض بالحياة في العراق واليمن والجزائر وتونس وشعوب لن تبيع ولن تشتري في مصر والمغرب والسودان وموريتانيا والبحرين ولو هرول المطبّعون. والركن الشديد هو نقيض الخاصرة الرخوة فما عادت غزة خاصرة يمكن ان تصاب او تركل او تتألم من دون أن يدفع الاحتلال الثمن الباهظ. وهذا هو معنى وأعدوا لهم، وقد أعد المقاومون ليوم النزال والصبح قريب مهما كان سواد الليل مظلماً وظالماً.