أولى

عام التحوّل العظيم…

باريسنضال حمادة

يواجه الغرب عاصفة كاملة. لقد فشل في مواجهة الوباء وفشل نظاميّ للديمقراطية الليبرالية. وأيضاً فشل اقتصاداتها الغارقة في ركود عميق، بينما تتقدّم الصين في السباق. والآن، كما نرى، تواجه الولايات المتحدة أسوأ أزمة سياسية لها منذ الحرب الأهلية.

 لقد جادلت بأنّ عام 2020 سيُنظر إليه على أنه عام التحوّل العظيم، عندما ترى غالبية سكان العالم الصين كقائد عالمي جديد. سيؤدّي انهيار النظام السياسي الأميركي إلى تسريع تكريس هذه الزعامة بشكل كبير.

لقد تمّ التقليل من شأن طبيعة الأزمة السياسية الأميركية إلى حدّ كبير، وأسبابها عميقة للغاية. فالبلاد منقسمة إلى نصفين، مستقطبة بشكل ميؤوس منه ونظام حكومتها مشلول. السؤال الأساسي هو: ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الوضع؟

تشهد أميركا حالة من التدهور منذ الثمانينيات، وبشكل كبير منذ عام 2008. على مدى أربعة عقود، عانى نصف السكان من هبوط أو ركود في مستويات المعيشة. لقد وصل عدم المساواة إلى مستويات الثلاثينيات من القرن الماضي إنْ لم يكن قبل ذلك. انتهى الحلم الأميركي.

طوال تاريخها تقريباً، كانت أميركا في صعود. لم يعرف عنها أيّ شيء مختلف. لقد انتهى هذا العصر. من المتوقع أن تصبح أميركا أقلّ أهمية بكثير. يتمّ استبدالها بسرعة باعتبارها القوة الأولى في العالم من قبل الصين.

المؤسّسة الغربية غير قادرة على قبول ما لا يمكن وصفه إلا بنهاية الغرب كما عرفناه. إنّهم يتشبّثون بالماضي وينكرون الحاضر ويعيشون في خوف من مستقبل مختلف تمامًا. نحن نشهد نقلة نوعية عميقة.

كان من الممكن أن يكون التراجع أسرع لو لم تلجأ أميركا إلى تحويل الدولار إلى دولار بترودولار، والذي بدوره أبقى المطابع مستمرة وتمويل النزعة العسكرية وكلّ شيء بينهما من دون هذا النوع من التضخم الذي من شأنه أن يشلّ أيّ بلد آخر.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى