الراعي: للقاء مصالحة بين عون والرئيس المكلّف ينتهي بإعلان حكومة
جدّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي دعوته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري إلى عقد اجتماع مصالحة شخصية «يجددان فيه الثقة التي تقتضيها مسؤوليتهما العليا ولا ينهيانه من دون إعلان حكومة، وفقاً لنص الدستور وروحه».
وتساءل الراعي في عظةٍ أمس «هل الحقائب والحصص وتسمية الوزراء أهم وأغلى عند المسؤولين عن تشكيل الحكومة من صرخة أمٍّ لا تعثر على ما تطعم به أولادها، ومن وجع أبٍ لا يجد عملاً ليعيل عائلته، ومن جرح شاب في كرامته لا يملك قسطه المدرسي والجامعي؟». وقال «عندما زارنا فخامة رئيس الجمهورية الخميس الماضي أكدنا معاً وجوب الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية غير سياسية تباشر مهماتها الإصلاحية، وتكون المدخل لحلّ الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية».
أضاف «ونتساءل أيضاً: ألا تتلاشى العقبات الداخلية والخارجية أمام إنقاذ مصير لبنان وإحياء دولة المؤسسات؟ ولماذا الإصرار على ربط هذا الإنقاذ بلعبة الأمم وصراع المحاور؟ ما قيمة حكومة اختصاصيين إذا تمّ القضاء على استقلاليتها وقدراتها باختيار وزراء حزبين وليسوا على مستوى المسؤولية؟ ما قيمة الحياد والتجرد والشفافية والنزاهة إذا تَسَلّم الحقائب المعنية بمكافحة الفساد ومقاضاة الفاسدين، وزراء يمثلون قوى سياسية؟»
وتابع «هذة الأسئلة الخطيرة تحملنا على تجديد الدعوة إلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المكلّف لعقد اجتماع مصالحة شخصية، يجددان فيه الثقة التي تقتضيها مسؤوليتهما العليا ولا ينهيانه من دون إعلان حكومة، وفقاً لنص الدستور وروحه».
ورأى أن «من المعيب حقاً، لكي لا أقول جريمة، أن يبقى الاختلاف على اسم من هنا وآخر من هناك، وعلى حقيبة من هنا وأخرى من هناك، وعلى نسبة الحصص ولعبة الأثلاث وإضافة الأعداد، فيما تكاد الدولة تسقط نهائياً، ولسنا ندري لصالح من هذا الانتحار».