الوطن

باسيل: لا نأتمن الحريري وحده على الإصلاح والمطروح علينا استسلام ووصفة لحرب داخلية

دعا إلى حوار وطني يُنتج نظاماً جديداً يضمن الاستقرار

 

رأى رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل أن «الحكومة المقبلة عليها أن تدير البلد وتحدّد مستقبله بظروف استثنائية ولم تعد فقط حكومة «مَهَمّة»، داعياً إلى «عقد حوار وطني ينتج عنه تصوّر لبناني مشترك لنظام سياسي جديد يضمن الاستقرار  في البلد». وأشار إلى أنه «لا يأتمن الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري لوحده على الإصلاح»، مؤكداً «أن لبنان المتصالح مع سورية له مصلحة اجتماعية وماليّة وعسكرية وسياسية بين الدولتين».

وتساءل باسيل خلال كلمة متلفزة أمس «هل يصدّق أحد أن اللبنانيين يأتمنون رئيس الحكومة لوحده على انّه هو، من خلال حكومة يؤلّفها وحده، يأخذ لوحده هكذا قرارات مهمّة بالبلد؟ كلّنا نعرف انّ الجواب هو لا».

وأضاف «نحن أقلّه، لا نأتمن سعد الحريري لوحده على الإصلاح. نحن نحمّل نهجه السياسي مسؤولية السياسة الاقتصادية والمالية. فكيف نأتمن للشخص ذاته، مع  الأشخاص ذاتهم الذين لا يقبل أن يغيّر أحداً منهم، وبسياسة التسعينات نفسها، أنّه وحده يصلّح البلد؟ وبدّنا نعمل له وكالة على بياض ونسلّمه البلد؟».

و دعا إلى «عقد حوار وطني ينتج عنه تصوّر لبناني مشترك لنظام سياسي جديد يضمن الاستقرار في البلد، معتبراً أن «القفز فوق المشاكل البنيوية في النظام والتذرّع بأنّ حزب الله هو وحده سبب سقوط الدولة يعني أنّ هناك مَن لا يريد حلّ المشكلة في العمق».

وأضاف «طبعاً قضية السلاح والإستراتيجية الدفاعية ووضعيّة لبنان وعلاقاته بالدول ومسألة حياده أو تحييده، هي مسائل كيانيّة وأساسيّة في صلب الحوار المطلوب. ونحن لا نقبل أن تكون أرضنا مسرحاً لصراعات الآخرين ولا السلاح المقاوم يكون لخدمة أي مشروع غير مشروع حماية لبنان».

وتابع «اتفقنا مع حزب الله على إطلاق حوار ثنائي لإعادة النظر بعلاقتنا ومراجعة وثيقة التفاهم على محاور أساسيّة ومنها المحور الخارجي ومحور بناء الدولة لأن «مش ماشي الحال». ولكن هيدا الحوار الثنائي لا يكفي ونحن وحزب الله لا نختصر كل البلد».

واعتبر أن «الحصار المفروض على لبنان هو نتيجة خيارات أخذتها البلاد في مواجهة إسرائيل، ولذلك أعلنت إسرائيل عن نفسها دولة يهودية»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تريد أن ترى حولها دولاً مذهبية، وتريد أن يترك المسيحيون المنطقة»، وسأل «كيف يمكن أن يكون هناك لبناني واحد واعياً يفكر في الخضوع لإسرائيل؟».

وأشار إلى أن  «المطروح علينا استسلام وليس سلماً، المطروح وصفة لحرب داخلية، وتفتيت الدول المحيطة وعلى رأسها لبنان، بسبب التعايش الإسلامي المسيحي».

وأضاف «الحصار المفروض علينا هو ورقة ضغط، نحن كلبنانيين ساهمنا داخلياً بزيادة ثقلها علينا بفعل أدائنا وفسادنا ونقص الوعي عند البعض وزيادة العمالة عند البعض الآخر. الحصار هو ورقة ضغط لنسلّم ببقاء النازحين واللاجئين، ولنمشي بالتطبيع من دون استعادة الحقوق ومن دون حماية مواردنا وثرواتنا، خصوصاً الغاز في البحر. وهذه هي الحقيقة التي يحاول البعض، بفعل عمالته، التغاضي عنها ووضع المشكلة فقط بإطارها الداخلي».

وتابع «أميركا المتصارعة مع إيران حقّقت لإسرائيل بزمن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب ما لم تحصل عليه على مدى سبعين عاماً بينما أميركا المهادنة مع إيران، جلبت في عهد باراك أوباما بعض الاستقرار، ونأمل في عهد جو بايدن، أن ترجع لسياسة التحاور وليس العزل والعقوبات لأن فيها مصلحة للبنان والمنطقة»، آملاً  أن «تنعكس هذه السياسة الجديدة في لبنان توازناً أكبر للعلاقات الداخلية، وليس تقوية فريق على آخر».

وقال «الخليج المتصارع يضرّ بلبنان وبتوازن علاقاته مع دوله، بينما الخليج المتصالح يريح لبنان ولا يضعه في محور ضد آخر وبقدر ما نفرح لعودة الوئام بين دول الخليج، نتمنى أن يعود بين الدول العربية لنكون في محور واحد هو استعادة الحقوق العربية واحتضان القضية الفلسطينية ومساعدة لبنان».

وأشار إلى أن «لبنان المتصارع مع سورية هو ضرر للبنان وليس ربحاً كما يسوّق البعض. لبنان المتصالح مع سورية له مصلحة اجتماعية بين الشعبين، وماليّة بين الاقتصادين، وعسكرية بين الجيشين وسياسية بين الدولتين، وأكيد هناك مصلحة للبلدين بعودة النازحين».

وقال «عندما يصاب الكابيتول هيل في أميركا، رمز التوازن الديمقراطي في العالم، لبنان يخاف على ديمقراطيّته. «وبيناتنا، لمّا شفت كيف إدارة عم تعمل مع شعبها، قلت بسيطة قصة العقوبات عليّ».

واعتبر أن «لبنان يقوى بقوّة أصدقائه وهم كثر، ويضعف بضعفهم «ويلّي بيشوف غير هيك بيكون قصير النظر والرؤية»، ويدفع لبنان غالياً ثمن رهاناته».

ورأى أن «السياسة الأميركية ستشهد تغييرات كبيرة تعنينا: مع الاتحاد الأوروبي سياسة تقارب تقدر أن تكون لصالحنا بإعطاء أوروبا وفرنسا دوراً أكبر عندنا. مع روسيا سياسة توزيع أدوار ومصالح في شرق المتوسط وسياسة مختلفة فيها اتجاه تمايز عن إسرائيل وتركيا والخليج واتجاه تفاهم مع إيران».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى