حشد على قائد الحشد
} شوقي عواضة
لم يكن قرار فرض العقوبات الأميركيّة على رئيس هيئة الحشد الشّعبي فالح الفياض مفاجئاً لا سيّما في ظل لفظ ترامب أنفاس حكمه الأخيرة إذ يعمد نيرون واشنطن إلى تسعير حملاته الهوليودية وتقديم نفسه القائد المنتصر وهو المهزوم والمأزوم داخليّاً بعد هزيمته الإنتخابية أمام خصمه بايدن. فوفقاً لقانون (ماغنيتسكي العالمي لحقوق الإنسان والمساءلة) قد أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة التابع لوزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على رئيس هيئة الحشد الشّعبي فالح الفياض بعد اتهامه بانتهاك حقوق الإنسان والفساد وإدراجه على القائمة السوداء. قرار دفع مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جيك سوليفان هاريس للتغريد معلناً أنّ إدارة بايدن ستقف ضدّ انتهاكات حقوق الإنسان أينما وقعت. وتصرفات فياض هي أكثر من أن تناسب مشروع القانون لا سيّما بعدما تمّ توثيق تلك الانتهاكات في تقارير المنظّمات الدّولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدّولية وغيرها من المنظّمات العوراء التي كفّت أعينها عن اليمن وما ترتكبه الولايات المتحدة وحلفاؤها من مجازر على مدى ست سنوات من العدوان. تلك المنظمات التي تقوم بدورها الوظيفي المحدّد لها بالتعاون مع (ثوّار السفارات الأميركيّة) في بلادنا وسفراء الـ ngos التي لا يقلّ دورها خطورة عن داعش وعملاء «إسرائيل» في تخريب بلادنا، تعمل تلك المنظمات على استهداف عناصر القوّة في الأمة فتستهدف في العمق قيادة الحشد الشّعبي في العراق بعد عام من اغتيال القائدين الحاج قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وتعمل على تشويه صورة المقاومة في لبنان وفلسطين وتحرّض في سورية وليبيا ضمن تخطيط وتوجيه أميركي للعمل على الاغتيال المعنوي لبعض قيادات المقاومة وقيادات الحشد الفاعلين والمؤثّرين مثل أبو فدك (عبد العزيز المحمداوي) رئيس هيئة الأركان في الحشد الشعبي والذي تعتبره الحكومة الأميركية المطلوب الأوّل الذي عُيّن دون أن يحظى بموافقة الحكومة العراقية وفقاً للتقييم الأميركي الذي ينصح باستبعاد كلّ من أبو تراب (ثامر محمد إسماعيل)، وأبو منتظر الحسيني، القياديين في «منظمة بدر»، لينجلي بوضوح تامّ استهداف أصحاب القرار في المواجهة والتّصدي للوجود الأميركي في العراق ولمشروعه الذي تلقّى هزيمة نكراء تمثّلت بهزيمة داعش وأخواتها المدعومة أميركيّاً و»إسرائيلياً» وسعوديّاً. وبذلك تهدف الإدارة الأميركية إلى إبداء حرصها الشديد على الحشد الشّعبي من خلال طرح قيادات جديدة تحظى بموافقتها ورضاها أولاً ومن ثمّ بموافقة حكومة الكاظمي والمرجعية المتمثلة بالسيد السيستاني. ممّا سيؤدّي إلى إيجاد شرخ في الصفّ العراقي تحت عناوين مختلفة منها طرح حشد العتبات وتقزيم دور الحشد الشّعبي الذي قاتل من أجل العراق كلّ العراق بفئاته وطوائفه وعشائره وعرقياته التي اجتمعت تحت راية الحشد الشّعبي وحقّقت انجازات وانتصارات كبيرة واستطاعت أن تطوّر قدراتها القتاليّة وسلاحها ووحداتها الصّاروخية والطائرات المسيّرة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق والنّجباء كان لها الدّور الاكبر في مواجهة قوّات الاحتلال الأميركي وأصبحت تشكّل الخطر الأكبر على المشروع الأميركي في المنطقة بل أصبحت ذات قدرة عسكرية وازنة في محور المقاومة وقادرة على توجيه أقصى الضربات للكيان الصهيوني والتي لن تكون بمنأى عن أيّ مواجهة مع حزب الله أو المقاومة في المنطقة. كلام أكّده مسؤولون اسرائيليون أبدوا تخوّفهم من أن تقدّم بعض فصائل الحشد الشّعبي على استهداف الكيان بصواريخ بالستية معلومات أكّدها المتحدّث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيداي زيلبرمان، المتحدّث بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حديث خاص مع موقع «إيلاف»، إنّ «إيران قد تهاجم «إسرائيل» من العراق أو من اليمن. ومع استشعار ذلك الخطر عمدت الإدارة الأميركية لتوجيه ضربة استباقية من خلال استهداف محور المقاومة على كافّة المستويات من لبنان حيث ترتفع وتيرة فرض العقوبات التي فشلت في تحقيق أيّ من أهدافها إلى العراق من خلال فرض العقوبات على رئيس هيئة الحشد الذي لن يكون المستهدف الأخير في قيادة الحشد التي يريدون تطويعها وتحجيم دورها ومحاولة استبدالها بقيادات تحظى برضا البيت الأبيض. وصولاً إلى اليمن المحاصر المنتصر الذي أزعج إدارة ترامب ممّا دفع بوزير خارجيته بومبيو للإعلان عن عزمه وضع حركة أنصار الله في اليمن على قائمة الإرهاب…
كلّ ذلك يشير إلى مدى الضّعف والوهن الذي وصلت اليه إدارة ترامب من خلال استكمال السيناريوات الهوليودية التي تستهدف محور المقاومة الذي لا يزال هو من يفرض المعادلات.