تحية إلى الأمين المناضل أنيس حنا مديواية
من بين الرفقاء الذين اهتموا بكتابة مروياتهم، يأتي الأمين المميّز أنيس مديواية في مقدمتهم.
عرفته منذ السبعينات، ولا أذكر أنه حضر يوماً من مدينته القامشلي إلى بيروت إلا واتصل بي، فالتقينا.
دائماً كان يتابع ما أنشره، وكثيراً ما كتب وزوّدني بمعلومات تفيد تاريخنا. وهذه نُشرت في نبذات مستقلة، أو ضمن نبذات نُشرت في حينه.
وعرفت شقيقته الرفيقة لولو، التي سبق أن انتمت وتولّت مسؤوليات محلية في «القامشلي»، قبل أن ترتبط بالزواج بالرفيق جميل شمّاس(1) الذي عرف بدوره الحزب في القامشلي، وصولاً إلى بيروت، فإلى المجلس النيابي ممثلاً الأقليات، ومحققاً حضوراً اقتصادياً لافتاً(2).
*
يُدهشني في الأمين أنيس مديواية حيويّته الرائعة، ذاكرته الحيّة وانكبابه المستمر على الكتابة والـتأليف، حاملاً لواء الحزب في القامشلي عبر علاقاته، جاعلاً من مكتبته وسط المدينة «مكتبة اللواء» منبراً إعلامياً، وواسطة متينة للتواصل مع أبناء شعبنا في القامشلي، وهو يذكرني بالأمين إلياس صبري(3) في مدينة رأس العين في محافظة الجزيرة.
إلى الأمين أنيس مديواية: يفرح الحزب بأمثالك. ما عرفتك إلا نابضاً بحياة الحزب، مشعّاً بمبادئه في مدينة القامشلي وحيثما أقمت، متفانياً، مستمراً في العطاء لا تؤثر سنوات الشيخوخة (وقد بتّ في التسعينات) من عزيمتك ومن جهادك ومن تفانيك المستمر في سبيل حزب عظيم أخذته حياة لك ولعائلتك، وتستمر.
هنيئاً للحزب بأمثالك..
*
الأمين أنيس في سطور
مؤخراً عثرت بين أوراقي على الاقتراح الذي تقدّمت به مديرية القامشلي بتاريخ 7/8/2004 لمنح «الرفيق أنيس حنا مديواية رتبة الأمانة».
من أجل التعريف أكثر على أحد المميزين في النضال المستمر، أنشر النص الحرفي لرسالة مديرية القامشلي.
«تقترح هيئة مديرية القامشلي الرفيق أنيس حنا مديواية لنيل رتبة الأمانة، وذلك كونه المؤسس الأول للحركة عام 1946 في مدينة القامشلي، بل محافظة الحسكة، وأنه أول مسؤول رافق الحركة منذ تأسيسها ولا زال. وتاريخه الحزبي معروف لديكم من نشاطات واعتقالات وسجون وديمومة عمل متواصلة، ويمكننا تلخيص سيرته الحزبية بما يلي:
أول منتمي للحزب عام 1946 في مدينة القامشلي، وأول مسؤول حزبي شملته الاعتقالات والتوقيفات والسجون مرات عديدة أيام حوادث المالكي.
حضر لقاءات كثيرة مع حضرة الزعيم الخالد سعاده في المخيم القومي المُقام في ظهور الشوير عام 1948. كما حضر الحفلة التي أقامتها منفذية السيدات في رأس بيروت في دار الرفيق جبران جريج، بحضور الزعيم والموسيقار زكي ناصيف.
رافق الزعيم الخالد بزيارته الأولى لدمشق مع الأمين لبيب زويا، عميد الثقافة والفنون، وزكي نظام الدين.
بناءً على طلب الأمين لبيب ناصيف، كتب الرفيق أنيس مديواية بعض ذكرياته مع حضرة الزعيم وقدّمها للأمين لبيب.
فاز بانتخابات عضوية الاتحاد القومي أثناء الوحدة السورية – المصرية من مدينة القامشلي، ومثّل التربية والتعليم عن محافظة الحسكة في الاجتماع العام الذي أُقيم في مدينة دمشق للاتحاد القومي.
تمّ اعتقال الرفيق أنيس مديواية قُبيل الحرب مع «إسرائيل» في عام 1967، وأُطلق سراحه عند ابتداء الحرب عندما أُطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
رشّحه الحزب عام 1990 لانتخابات المجلس النيابي في سورية، فحصل على 17000 صوتاً.
رشّحه الحزب ثانية عام 1994 لانتخابات المجلس النيابي في سورية، فحصل على 52000 صوتاً.
رشّحه الحزب للمرة الثالثة عام 1998 لانتخابات المجلس النيابي في سورية، ولكن قُبَيل بدء الانتخابات طُلب منه ومن كافة المرشحين الأربعة (في القامشلي، دمشق، حلب واللاذقية) الانسحاب، عن طريق الأمين الجزيل الاحترام عصام محايري، فكان أول المنسحبين بناءً على أوامر الحزب.
هذا جزء ملخّص من تاريخ الرفيق أنيس مديواية، علماً أنّه نال «وسام الواجب» لاستمرار وديمومة عمله الحزبي، لذلك نقترح تقديم ورفع هذه الصادرة إلى لجنة منح رتبة الأمانة عن طريق منفذية الحسكة.
مدير مديرية القامشلي
الرفيق ياسر حمد
هوامش
(1) عرفته عندما أقام في المصيطبة، وعرفتُ عن شقيقه الرفيق جان الذي كان تولّى مسؤولية منفذ عام الجزيرة، قبل أن يضطر إلى مغادرة الكيان الشامي مقيماً في زحلة، وعرفت شقيقه الصحافي فوزي في فترة تواجدي في البرازيل، وكان المرحوم فوزي ناشطاً في حقل الصحافة المهجرية مقيماً علاقات جيدة في أوساط الجالية.
(2) حقق الرفيق جميل نجاحاً لافتاً في مجال معامل الرخام، مؤسساً شركة «مارلبو» التي لها فروع في أكثر من بلد عربي وآسيوي.
(3) إلياس صبري: للإطلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى الموقع التالي: www.ssnp.info.