المؤتمرات النقابية تحدّيات كبيرة
} جمال القادري*
تنطلق المؤتمرات النقابية السنوية في ظلّ تحديات كبيرة تواجه أبناء شعبنا وطبقتنا العاملة على وقع استمرار الحرب الإرهابية على سورية والحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب الاستعماري وأعوانه وأدواته في المنطقة على أبناء الشعب السوري الصامد والتي تستهدفه في لقمة عيشه وقوت يومه وحاجياته الأساسية اليومية.
إنّ المهام الملقاة على عاتق الرفاق النقابيين وممثلي العمال ليست بالسهلة أو القليلة بل كبيرة وتتعاظم يومياً أمام التحديات التي نواجهها، فنحن اليوم أمام واقع صعب فرضته ظروف الحرب والحصار.. واقع يتطلب منا أن نكون على قدر الرهان كما كنا دائماً والاستمرار في إنتاج مقوّمات الصمود ومضاعفة الجهود وبذل المزيد في سبيل خدمة الإخوة العمال وتقديم كلّ ما يمكن لتخفيف العبء المعيشي والاقتصادي عنهم، فهم الذين صمدوا وقدّموا أروع الملاحم خلف خطوط الإنتاج وفي المعامل والمصانع وفي كافة الساحات على امتداد الجغرافيا السورية وفي أحلك الظروف وأصعبها، وهناك الكثير من مواقع العمل التي امتزج فيها عرق عمالنا بدمائهم، دفاعاً عن تلك المواقع وصوناً لها من جرائم شُذّاذ الآفاق ومجرمي العصر الذين حاولوا تدمير ما بناه أبناء الشعب السوري على امتداد سنوات من التنمية والعمل والإنجاز.
مؤتمراتنا النقابية لهذا العام هي امتداد لمؤتمرات الأعوام الماضية، لكنّها تختلف عنها من حيث كونها نقطة انطلاق جديدة لعمل نقابي يجب أن يكون أكثر تطوراً ومأسسة وإنجازاً وعملاً لخدمة إخوتنا العمال، يكون العامل فيها ومن خلالها كما كان وسيبقى بوصلة العمل النقابي، ومصلحته الهدف الأساسي والحفاظ على حقوقه ديدن عمل المنظمة النقابية التي أخذت عهداً على نفسها أن تبقى من العمال وإليهم، تبذل أقصى الجهود في سبيلهم ولأجلهم بالقول والعمل الحق.
بعد مضي سنة كاملة على بدء الدورة النقابية الجديدة، لا بدّ من وقفة عميقة اليوم لتقييم عملنا، ولا حرج لدينا في أن نشير إلى الخلل في حال وقوعه والعمل على تصويبه وتجاوزه، وفي الوقت نفسه نتحدث عن ما تمّ إنجازه وتحقيقه خلال الفترة الماضية رغم الظروف التي عاشتها البلاد جراء جائحة «كورونا» وما سبّبته من تعطيل للعديد من المشروعات أو بالحدّ الأدنى أجّلتها إلى حين، وبالرغم من ذلك استطعنا في المنظمة النقابية القيام بعدد من الأمور الجوهرية التي تسهم بشكل أو بآخر في مدّ يد العون لعمالنا الذين نفتخر بهم، وهم القابضون على الجمر في سبيل القيام بواجبهم الوطني خدمة للوطن وأبنائه.
إنّ الارتقاء بمضامين المؤتمرات النقابية السنوية سيبقى هدفاً رئيسياً، فمنها ستخرج العناوين الرئيسية للمرحلة المقبلة ومنها أيضاً يجب أن تخرج المبادرات الخلاقة والبناءة، ومنها سيكون التقييم الحقيقي والواقعي لعمل النقابيين على المستويات كافة، فالمهام جسيمة ولا تحتمل التراخي والتقصير، والأهداف الكبيرة لا تتحقق بالأمنيات بل تتطلب التضحية والبذل والعطاء والتعاون والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد للوصول بها إلى نتائجها المرجوة والمأمولة والتي تصب بشكل مباشر في مصلحة العامل والوطن في آن معاً.
اليوم، أمامنا مهمات جسام تحتم علينا التواجد بين عمالنا والعمل لتذليل الصعوبات التي تواجههم وحلها، خصوصاً في ظلّ الظروف المعيشية الصعبة؛ وبالتوازي اجتراح الحلول وتقديم المبادرات لمساعدتهم ومدّ يد العون والدعم لهم في مختلف المجالات؛ فواجباتنا الوطنية والطبقية تجاه وطننا وعمالنا واجبة التنفيذ والتحقيق ما يتطلب منا جميعاً، كممثلين للعمال، مضاعفة الجهود وتمثيلهم أفضل تمثيل ونقل مطالبهم والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم.
في الوقت الذي نعقد فيه مؤتمراتنا السنوية، ما زال شعبنا ووطننا يواجه أبشع جريمة عرفتها البشرية تتمثل في محاولة التجويع والتركيع.. محاولات لن تلقى إلا الفشل الذريع أمام صمود شعب جبار قدم الغالي والنفيس في سبيل وطنه وسيادته وقراره الوطني المستقل، لذلك المطلوب منا مضاعفة الجهود وزجّ كل الطاقات والإمكانات لتصليب صمود شعبنا الأبي، ولكي تبقى الطبقة العاملة متراساً حقيقياً في مواجهة الإرهاب خلف جيشنا العربي السوري الباسل الذي قدم أروع ملاحم البطولة والعزة في ساحات الوغى والتي ستبقى ماثلة في عيون وقلوب كل إنسان حر شريف.
تحية إلى شهداء الجيش العربي السوري وشهداء الطبقة العاملة… وكلّ التحية إلى رمز صمودنا السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود سورية بحكمة واقتدار إلى النصر المؤزّر على الأعداء والإرهاب والخونة.
*رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية