شرق سورية ساحة مواجهة
– لا يمكن النظر لما تشهده مناطق شرق سورية بصفته مجرد رسائل أمنيّة وعسكريّة، فقد شهدنا خلال شهور اجتماعات عسكرية أمنية أميركية بريطانية إسرائيلية مكثفة مخصصة للوضع في سورية، نتجت عنها إعادة تنظيم تركيبة إرهابية تدمج بقايا تنظيم داعش المشتتة في البادية مع التشكيلات المدعومة من البريطانيين في جنوب سورية والتشكيلات التي يرعاها الأميركيون قرب قاعدة التنف ومخيمات النزوح لتشكيل قوة يمكن الاعتماد عليها لشنّ عمليات واسعة في المنطقة الممتدة على مساحة البادية، خصوصاً منطقة ريف حمص الشرقي وصولاً إلى دير الزور والبوكمال.
– خلال فترة أسابيع مضت وأسابيع مقبلة تبدو الغارات الإسرائيلية المكثفة على مواقع الجيش السوري والحلفاء مختلفة بأهدافها عن الغارات السابقة فهي تتركز على هذه المنطقة، وتستهدف ضرب البنى العسكريّة بمثابة قصف تمهيدي للهجمات التي يفترض أن تشنّها الجماعات الإرهابيّة الجديدة المنظمة بالتنسيق مع الإسرائيليين.
– يعتقد الكثير من الخبراء أن هناك هدفاً تم تحديده أمام العمل العسكريّ الذي يشهده وسيشهده شرق سورية الواقع شرق طريق دمشق – حمص – حلب والذي تقع في قلبه قاعدة التنف الأميركية، والهدف هو استرداد سيطرة جماعات مسلحة مدعومة من بريطانيا وأميركا و”إسرائيل” على الحدود السورية العراقية وفي قلبها مدينة البوكمال كهدف يجب تحقيقه قبل تبلور أي سياسة جديدة ترسمها إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، لتشكل الإنجاز المتواصل مع الكانتون الكرديّ الذي يستند إليه بايدن في رسم مقاربته للوضع في سورية.
– الجيش السوريّ والحلفاء أمام معركة فاصلة في الأسابيع المقبلة لتثبيت السيطرة على مناطق البادية وشرق سورية، وسحق الجماعات الإرهابيّة التي تمّت إعادة تنظيمها، وربما يكون من ضمنها قد صارت الحاجة ملحّة لمواجهة الغارات الإسرائيلية بأساليب جديدة، لضمان نجاح العمل العسكريّ المرتقب.