القوات العراقيّة: نركز في عملياتنا الاستباقيّة على مناطق شمال شرقي سورية
مخاوف برلمانيّة من «نيات» أردوغان في شمال البلاد.. وضبط صواريخ مع منصات إطلاقها وأسلحة أخرى في كركوك
أكد اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أمس، أن قوات بلاده العسكرية تركز على مناطق شمال شرقي سورية في عملياتها الاستباقية.
وقال في تصريح صحافي، إن «القوات الأمنيّة تعمل بجدّ ومثابرة وهناك متابعة وتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة بضرورة مسك الحدود خاصة مع الجانب السوريّ».
وأضاف، أن «القوات الأمنيّة تركز بعملياتها الاستباقية على مناطق شمالي شرقي سورية لكونها لا تحتوي على قوات نظاميّة تابعة للجيش السوري، بل توجد فيها العديد من المجاميع الإرهابية».
وأشار إلى أن «عمليات التحصين والتحكيم جارية بشكل كبير مع الجارَة سورية، لملاحقة ما تبقى من بعض العصابات الإرهابية وفلولها في الأراضي العراقية».
وتابع اللواء رسول، أن «هناك بضعة عناصر إرهابية متخفية ومنكسرة والعمليات الاستباقية للقوات الأمنية حققت نتائج ايجابية في مطاردتهم».
وفي وقت سابق، أعلن اللواء تحسين الخفاجي، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في العراق، أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه القوات المسلحة بضرورة ضبط الحدود العراقية السورية بالكامل.
الى ذلك، اعتبر برلمانيّ عراقيّ أن التوغل التركي في البلاد يتحمل وزره نظام صدام حسين السابق، محذراً من «أطماع» الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في العراق، واحتمال وقوع توغل تركي كبير في الشمال.
جاء ذلك في معرض تعليق أيوب الربيعي، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، على ما أوردته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية في تقرير لها السبت، حيث سلطت الضوء على ما أسمته «خطط» أردوغان في عام 2021 الذي وصفته بأنه «عام التوسّع الإقليمي» بالنسبة له.
وقال الربيعيّ في حديث لـ موقع «بغداد اليوم»، إن «نظام صدام حسين عقد اتفاقية مع الجانب التركي قبل نحو نصف قرن أتاحت لقوات الأخير بالتوغل في أراضي البلاد مسافة محددة لمحاربة حزب العمال الكردستاني لكن بعدها تطور الموقف الميداني وأصبح لدى أنقرة قواعد عسكرية وعمليات قصف جويّ بذرائع متعددة».
وأضاف أن «تركيا لديها أطماع في العراق وما يحدث حالياً من عمليات توغل بين فترة وأخرى رسائل واضحة في محاولة لاستغلال وضع العراق الداخلي من حالة استثنائية لفرض سياسة الأمر الواقع»، معتبراً «الوجود التركي من قواعد وعسكر انتهاكاً لسيادة البلاد».
وأشار الربيعي إلى أن «أي محاولة توغل كبيرة وسيطرة على المزيد من الأراضي لن تكون سهلة والعراق ليس بلداً ضعيفاً»، مؤكداً على «ضرورة أن يكون للحكومة موقف حاسم من هذه الخروق من خلال عرض الملف على الأمم المتحدة والجامعة العربية وكل الهيئات الدولية الضاغطة بالإضافة إلى اعتماد العامل التجاري والاقتصادي في مسار إيقاف التوغل التركي، خاصة أن التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 10 مليارات دولار سنوياً».
وكانت «لو فيغارو» حذّرت في تقريرها من أن «أردوغان بات يتطلع الآن نحو العراق، إذ لم يعد هناك ما يوقفه بالنسبة له»، وأن «العمليات العسكرية التركية قد تكثفت بقوة العام الماضي بمسميات مختلفة، وهو ما يوحي بعملية أكبر في الأشهر المقبلة واحتلال أراض عراقية وإقامة قواعد عسكرية دائمة بحجة تطهير المنطقة الحدودية بين تركيا والعراق من أي وجود لمقاتلي منظمة حزب العمال الكردستاني»، التي تصنفها أنقرة إرهابية.
وفي سياق أمني آخر، أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية، أمس، «ضبط صواريخ مع منصات إطلاقها في عملية أمنية في قضاء الدبس في محافظة كركوك».
وذكرت الاستخبارات العراقية، في بيان لها، أن «مفارزها المتمثلة في مديرية استخبارات الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية تمكّنت من تنفيذ عملية استخبارية في قضاء الدبس في محافظة كركوك نتج عنها ضبط منصتين لإطلاق الصواريخ، و14 قوانة مدفع رشاش عيار 57، و6 صواريخ متوسطة، و24 قنبرة هاون عيار 60 ملم، و55 حشوة قنابر»، حسب وكالة الأنباء العراقية.
وأوضحت أنه «تمّ العثور على تجهيزات عسكرية مختلفة داخل إحدى الدور الفارغة في قرية السدرة التابعة للقضاء أعلاه من مخلفات عصابات داعش الإرهابية»، مضيفة أنه «تمّ رفع المواد المضبوطة من دون حادث يُذكر».
وكانت الشرطة الاتحادية في العراق، ألقت في وقت سابق اليوم، القبض على أحد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في جنوب غربي كركوك، بعد نصب «كمين محكم» له في ناحية الرياض قضاء الحويجة بكركوك.
وتبين من التحقيقات الأوليّة مع المقبوص عليه أنه شغل مناصب عدة في العصابات الإرهابية والإجرامية، أهمها ما يُسمّى بناقل أشخاص وناقل مواد غذائية بين قواطع كركوك وصلاح الدين وديالي، ضمن ما يُسمّى بولاية العراق.