«كورونا» يخطف المزيد من الأرواح… 40 حالة وفاة و3654 إصابة ووزير الصحة يعلن بدء توزيع أجهزة التنفّس والأوكسيجين
يواصل وباء «كورونا» تفشّيه السريع والكثيف على امتداد الأراضي اللبنانية، حاصداً عشرات الأرواح وموقعاً آلاف الإصابات.
فقد أعلنت وزارة الصحة العامّة تسجيل 3654 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة إلى 252812. كما تم تسجيل 40 حالة وفاة.
تسلُّم دفعة من أجهزة التنفّس
وفي موازاة ذلك، أعلن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن في بيان، أن الوزارة «تواصل مساعيها لمواجهة الضغط الذي ترزح تحته البلاد في مواجهة وباء كورونا، رغم كل الظروف المعاكسة اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، وهي تعمل على أكثر من مستوى لتبديد ما أمكن من تداعيات الأزمة الصحية».
وبحسب البيان، فإنه تم تسجيل التطورات الآتية «أولاً – بالنسبة إلى أجهزة التنفّس والأوكسيجين: تسلمت الوزارة 18 قطعة من أجهزة التنفّس الكاملة (ICU Ventilators)، لاستخدامها في أقسام العناية الفائقة للمرضى من ذوي الحالات الحرجة، وهي تشكّل الدفعة الأخيرة من سلسلة دفعات إشترتها الوزارة في شهر آذار الماضي من قرض البنك الدولي، وتأخّر وصولها بسبب مشكلة تحويلات مالية للمستورد. وقد بدأ توزيع الأجهزة بمتابعة من رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب ووزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن بحسب الضرور».
أضافت «كما تضمنت الدفعة التي تم تسلّمها أجهزة أوكسيجين بالأنف عالي الضغط (High Flow Nasal Cannula Devices)، وبدأ توزيعها على سبيل هبات أو إعارة للمستشفيات الخاصة والحكومية التي تشهد ضغطاً كبيراً وتبدي تعاوناً جدياً لمصلحة مرضى كورونا، وفق الآتي: 48 جهازاً لـ25 مستشفى خاصاً و42 جهازاً لـ13 مستشفى حكومياً في مختلف المحافظات».
وأشارت الوزارة إلى أنها «تترقّب في وقت قريب وصول دفعة إضافية من أسرّة العناية الفائقة وأجهزة التنفّس التي تم شراؤها من منظمة الصحة العالمية وسيتم توزيعها بالمنهجية نفسها على مستشفيات حكومية وخاصة».
وتابعت «ثانياً، بالنسبة إلى المستشفيات الميدانية المقدمة من دولة قطر: بادر رئيس مجلس النواب نبيه برّي مشكوراً إلى الطلب من وزير الصحة العامّة تحويل المستشفى الميداني القطري من صور إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي أو المدينة الرياضية، على أن تقوم جامعة البلمند بجهود مشكورة من رئيسها الدكتور إلياس ورّاق بتشغيل المستشفى بالتعاون مع النقابات المعنية وكليات الطب والمستشفيات الجامعية والصليب الأحمر بمواكبة مباشرة من وزارة الصحة العامة وفرقها المتخصصة. في الوقت نفسه، تستمر الأعمال في سير الضنية وطرابلس لتركيب المستشفيين الميدانيين القطريين في القريب العاجل ونقل الأجهزة الموجودة في المدينة الرياضية إليهما.
ثالثاً، بالنسبة إلى اللقاحات: يطمئن وزيرة الصحة إلى أن الاتصالات قائمة على الأصعدة كافة، لتأمين اللقاح من مصادر رسمية عدّة خصوصاً بالتعاون مع كل المبادرين، خصوصاً بعد إقرار الهيئة العامة لمجلس النواب القانون الخاص بتنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا».
امتلاء أسرّة كورونا
وفي إطار متصل غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض عبر «تويتر»، قائلاً «للأسف، كلام نقيب المستشفيات الخاصة حول امتلاء أسرّة كورونا في المستشفيات بما فيها أقسام الطوارئ هو توصيف دقيق للواقع السيء، خصوصاً في بيروت وجبل لبنان، والنبطية».
وكان نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون رأى «أن المشهد الوبائي في لبنان يعكس جزءاً من الواقع وليس كلّه، معتبراً أن المشهد الحقيقي أسوأ». وأوضح في حديث صحافي أن «الأسرّة كلها مشغولة في الأقسام المخصصة لمرضى كوفيد – 19 فضلاً عن امتلاء أقسام الطوارئ»، كاشفاً أنه «لا يوجد في المستشفيات الخاصة سرير واحد لا لمريض كورونا ولا غيره، وهناك العشرات من المرضى يتنقلون من مستشفى إلى آخر بحثاً عن سرير». وقال «فالواقع أنّ مستشفيات لبنان تخطّت طاقتها الاستيعابيّة».
من جهته، لفت رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي إلى أن الإقفال لمدة عشرة أيام غير كافٍ للحدّ من انتشار الفيروس بل يجب الإغلاق لمدة ثلاثة أسابيع كما توصي منظمة الصحة العالمية.
وأعلن رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا عبد الرحمن البزري أن التلقيح سيصل إلى لبنان في شهر شباط المقبل، على أن تصل 250 ألف جرعة في الربع الأول من السنة، وسيتلقى 125 ألف مواطن الجرعة الأولى، آسفاً أن يصبح موضوع اللقاح شعبوياً. وأكد الحرص على «أن يدخل الى البلد اللقاح الأفضل لأن لبنان لا يحتمل أن يكون حقل تجارب» وقال «من الناحية العلمية والتنظيمية اللبنانيون في أيادٍ أمينة رغم الإمكانات المتواضعة».
و أشار الى «أن الدول التي سبقتنا في التلقيح لم تؤثر بعد على نسبة انتشار الفايروس، والعالم كله متأخر في عملية اللقاحات»، مؤكداً «أن مفتاح التصدي الحقيقي حتى اليوم هو الوقاية الشخصية والمجتمعية»، مشدداً على «أن اللقاح سيصل وسيلعب دوراً كبيراً في الوقاية، وعندما نصل إلى 70% من مستوى التلقيح أو المناعة يمكننا عندها العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية». وأكد أن التلقيح سيبدأ مع العاملين الصحيين.
وأعلنت مديرة المشاريع في جمعية «صنّاع الحياة» زينة خضر في بيان «تأمين 3 أجهزة تنفّس اصطناعي و 10 قوارير أوكسجين سعة 10 ليترات لكل منها، بالتعاون مع شركة med serv لصاحبها المهندس محي الدين قرحاني، ووضعها بتصرف أهالي بلدة برقايل، وذلك ضمن مشروع غرفة التجهيزات الطبية».
pcr لا يكشف السلالة البريطانية؟
واعتبر رئيس «التجمّع الطبي الاجتماعي» البرفسور رائف رضا، في بيان، أن «هناك تصريحات خطيرة صدرت عن أحد أطباء العناية المركزة في أحد المستشفيات الجامعية اللبنانية، وهي أن فحص pcr لا يكشف السلالة البريطانية لكورونا، وأن الفحوص التي أُجريت وكانت سلبية ربما تكون إيجابية».
وطالب وزارة الصحة بـ»جلاء الحقيقة، لأن هذا من واجباتها، خصوصاً أن «هذه السلالة تنتشر بسرعة فائقة، ولا ندري هل أن سرعة زيادة الحالات يومياً بوتيرة عالية، هو دليل هذا التفشّي المستتر وعدم كشفه عبر فحص pcr.
وسأل «ما هو نوع pcr أو أي تقنية جديدة تستطيع كشفه؟». وختم «على وزارة الصحة والقطاع النقابي الطبي وضع حد لهذه التصريحات الخطيرة، وإلاّ سيضطر التجمع الطبي الاجتماعي إلى التدخل لدى المنظمات الصحية الدولية ومناشدتها كشف الحقيقة ومساعدتنا بالوسائل العلمية لكشف هذه السلالة الجديدة، تفادياً لفتك كورونا بالمجتمع ورحمة بالعباد وخدمة للطب والانسانية والوطن . «
إلى ذلك عُلم أن المستشفى العسكري تخطّى القدرة الاستيعابيّة لاستقبال العسكريّين المُصابين بكورونا، الأمر الذي دفعه إلى استخدام طابق في المستشفى اللبناني الكندي، من 23غرفة. كما يعمل فوج الأشغال في الجيش اللبناني على تأهيل المستشفى في أسرع وقت ممكن، بفعل الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت، حتّى يُصبح متوفّراً خلال أيّام للطبابة العسكريّة لاستيعاب حالات الكورونا التي تحتاج إلى عناية فائقة.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة العامة استكمال فحوص PCR لرحلات وصلت إلى بيروت وأجريت في المطار بتاريخ 14 و15 كانون الثاني الحالي؛ وأظهرت النتائج وجود 31 حالة إيجابية.