مفارقات مراسم التنصيب الأميركيّة..
يغيب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب عن مراسم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم 20 كانون الثاني، إلا أن هذا الأمر ليس سابقة في التاريخ الأميركي بل الحادثة الرابعة من نوعها.
وما يميّز ما يمكن وصفها بالقطيعة بين ترامب وبايدن، هي الحدة والتوتر الشديدان وما تبعها من انقسام حادّ بين مؤيدي الطرفين، الأمر الذي تفجّر في حادثة اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول مؤخراً.
يذكر أن ترامب كان كشف في تغريدة على حسابه في «تويتر» قبل أن يُغلق، عن موقفه من حضور حفل تنصيب غريمه بايدن، حيث كتب يقول: «لكل مَن سألني.. أنا لن أحضر مراسم التنصيب في 20 كانون الثاني».
ولم ينزعج بايدن من قرار ترامب، بل علّق ساخراً واصفاً ما صدر بأنه «أحد الأشياء القليلة التي يتفق عليها الرجلان بشكل مطلق».
ويؤدي بايدن القسم الدستوري رئيساً للولايات المتحدة للمرة 73 في التاريخ الأميركي، ويكون بذلك الرئيس 46 الذي يفعل الأمر ذاته، يضاف إلى ذلك 4 رؤساء أدوا اليمين يوم الأحد، وجرى تكرارها يوم الاثنين، علاوة على الرؤساء الذين أكملوا ولايتين، وأدّوا القسم مرتين.
أما الرؤساء الذين رفضوا حضور مراسم تنصيب مَن يخلفهم، فينضم ترامب إلى جون آدامز الذي تغيّب عن حفل تنصيب توماس جيفرسون، وجون كوينسي آدامز، الذي تغيب عن حضور مراسم تنصيب خلفه أندرو جاكسون، وأندرو جونسون ذاته رفض حضور حفل تنصيب خلفه يوليسيس جرانت، وكان تولى الرئاسة لكونه نائباً للرئيس بعد اغتيال أبرهام لينكولن، ويحسب له أيضاً أنه أول رئيس أميركي يعزله مجلس النواب.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب يؤدي اليمين الدستورية في حفل التنصيب الذي يجري يوم 20 كانون الثاني من العام التالي للانتخابات الرئاسية الأميركية، وتحضر أعداد كبيرة من المواطنين الاحتفالات المصاحبة للتنصيب على الرغم من أن هذا اليوم ليس عطلة رسمية، فيما يتابع مواطنو الولايات المتحدة منذ عام 1949 مراسم التنصيب على شاشات التلفزيون.
يُشار إلى أن الرئيس فرانكلين روزفلت منذ أن بادر إلى التعبّد في إحدى الكنائس صبيحة أول حفل لأداء اليمين في عام 1933، فعل جميع الرؤساء المتعاقبين الأمر ذاته.
وبعد شعائر العبادة، يتوجّه الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب، والرئيس الحالي ونائبه وأفراد الأسرة والمسؤولون إلى مبنى الكابيتول لحضور مراسم أداء اليمين.
ويؤدي أولاً نائب الرئيس المنتخب القسم، ثم يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، وتجري هذه المراسم عادة أمام رئيس قضاة المحكمة العليا.
وبعد أداء القسم، يلقي الرئيس الجديد خطاب التنصيب، ويعبر فيه عن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
يذكر أن مراسم التنصيب الأميركية التقليدية تغيرت في مناسبات طارئة، حيث أدى نائب الرئيس أندرو جونسون بعد وفاة أبرهام لينكولن في عام 1865 اليمين الرئاسية في مقرّ إقامته في واشنطن، كما أدى ليندون جونسون القسم الرئاسي داخل الطائرة الرئاسية وهي رابضة في مطار دالاس بعد اغتيال جون كينيدي.