قبل التنمية نريد التربية والتعليم
} د. سلوى شعبان ـ سورية
لا يُخفى على أحد أنّ مجتمعاتنا المتهالكة عبر الزمن بتاريخ تواجدها والحاملة بيرق الدفاع عن قضايا الأمة… خاضت حروباً ومعارك عدة أنهكتها وكادت تقطع أوصالها، ولا تزال تدفع الثمن حتى الآن… هذه المجتمعات التي لم تعرف الاستقرار والسلام يوماً… بل هي دوماً تترقب تبدّل الحال وتغيّر الواقع المرير…
والآن عند الوصول إلى ما وصلنا إليه ننفض غبار الهلاك ونتمسّك بحبل الوصال لنقول إننا مستمرون في الحياة…
لكن ونحن على هذا الحال المرير أظن أننا لا نحسد كثيراً، فالغبار والضباب عشش في خلايا دماغنا وشوّه الرؤية أمامنا…
لذلك نريد الإغاثة الفورية وإيضاح الصورة والمشهد… والنجدة لهؤلاء البشر كي لا نفقد الجوهر… فتنمية العقول والقدرات هي الحلّ الأمثل والأول لمشاكل مجتمعاتنا المتراكمة عبر الزمن.
فلنستفد من التجربة التنموية لدول قامت من ركام الحروب والويلات وصانت كيانات دولها وحافظت على تواجدها وازدهارها بنسائها ورجالها وشبابها وأجيالها… فالتنمية تبدأ بمراحل الطفولة وصولاً إلى النضوج بتحسين النظرة للمجتمع والواقع وتغيير طريقة التعامل والتفكير تجاه كلّ ما نملك وكيفية الإستفادة منه وتطوير مهاراتنا وقدراتنا بشكل أسلم… ولعلّ أول الأمور والقضايا بتنمية مجتمعاتنا هو ميدان التربية والتعليم، هذا الميدان الأكثر حساسيةً وتأثيراً وتماساً بتفكير أبنائنا ورسم مستقبلهم وطريقهم…
وهو الذي استغله أعداء بلادنا عندما جعلوا أبناء الأمة وقوداً لحرب محلية بتدخلهم ودخولهم لعقول وأفكار الجيل الصاعد بطرق متقدّمة تكنولوجية مختلفة نعرفها كلنا؛ قادوهم بسهولة لأنهم لم يكونوا محصّنين جيداً… بل كانوا بحالة تشويش وضياع واتباع للطريقة التقليدية في الخجل والعيب والخوف…
الآن نحن أبناء اللحظة ونريد تنميةً حقيقيةً ملموسةً وتحصيناً ممنهجاً يحمي ويقي من ضربات الزمن وارتدادات الكوارث… تنميةً في كافة المجالات، وأمامنا تجارب عالمية عديدة ارتقت فيها أمم اعتلت قمم العلياء والمجد والسمو…