أسقف الكرامة والعزة والإباء
} القس فادي داغر*
هو المطران الجليل لوقا الخوري، حمل عصاه ومشى، مشى طريق المجد والعز، وصوته ما زال يدوي، لا تتركوا بلادنا للطامعين.
مشى وفي قلبه غصة ألم. الشام جريحة، فلسطين مسلوبة، العراق مكلوم ولبنان منكوب.
رحل أسقف الكرامة رافعاً عصاه في وجه المتغطرسين، مُطلقاً صرخة مدوية، أخرجوا من بيتي… من كنيستي… من بلادي… فأمتي ترفض احتلالكم واستبدادكم واستعماركم.
رحل أسقف الكرامة شاهراً عصاه في وجه الإرهاب والتطرف، وهو الذي دعا إلى اجتثاث الإرهاب.
رحل أسقف المواقف الجريئة التي لطالما رافقته في المؤتمرات العالمية والإقليمية والمحلية.
رحل من شكلت عصاه مع عصا المطران الجليل هيلاريون كبوجي صليب المقاومة ضمن هلال بلادي.
عرفته منذ أكثر من ربع قرن، هو هو، لم يحد ولم يبدّل موقفاً حيال المسألة الفلسطينية، لأنها بالنسبة له قضية حق، حق شعبنا في أرضه وكنيسته ومسجده، حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
وقف مع المظلوم في وجه الظالم، مدافعاً عن المظلوم، ما فرّق يوماً بين دين ودين، ولا بين مذهب ومذهب، بل كانت دعوته وعمله لوحدة الشعب بكلّ شرائحه وأطيافه. كان دائماً إلى جانب المظلوم في وجه الظالم، ويحضّ على مواجهة كلّ من يتربّص ببلادنا وشعبنا تقسيما وتفتيتاً…
برحيل الأسقف الجليل لوقا الخوري، خسرت الأمة قامة لطالما شدّدت على وجوب الوحدة الوطنية والقومية. وخسرت الكنيسة أسقفاً رفع الصوت عالياً تنديداً ببيع ممتلكات الكنيسة في القدس الى المحتلين الغاصبين.
نفتقدك يا أسقف الكرامة والعزة والإباء… فقد كنت رجل المواقف الصلبة، و»كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ».
*عميد في الحزب السوري القومي الاجتماعي