تحت شعار «إعادة الوحدة».. بايدن يتولّى مهامه رسميّاً رئيساً لأميركا وتعليق آمال دوليّة وأميركيّة على تنفيذ العهود الانتخابيّة..
بعد أربع سنوات من عهد الرئيس دونالد ترامب الحافل بالأحداث الساخنة التي شغلت العالم، أدّى الرئيس المنتخب جو بايدن، اليمين الدستوريّة أمس، ليصبح رسمياً الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأميركيّة، تحت شعار «إعادة الوحدة» لشعب منقسم بعد انتخابات متوترة انتهت باتهامات بالتزوير واجتياح للكونغرس.
وتولّى بايدن مهامه رسمياً أمس، برفقة نائبة الرئيس كامالا هاريس كأوّل امرأة على مستوى هذه المسؤوليّة منذ تأسيس الدولة عام 1776. وتولّى الاثنان قيادة بلد مشحون بالخلافات بين الديموقراطيين والجمهوريين، ومليء بالتحديات أبرزها تفشي فيروس كورونا الذي أصاب حتى الآن 24.3 مليون شخص وأدّى إلى 402 ألف وفاة، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتأزم.
وأدى الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس باليمين الدستورية لتولي المنصب، أمس الأربعاء، ووصف بايدن المناسبة بأنها «انتصار للديمقراطية». وأدى جوزيف بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.
وقال في خطاب بعد أداء القسم، «نحتفل اليوم بانتصار الديمقراطية، علينا رأب الصدع وإحراز مكتسبات…أتعهّد أن أكون رئيساً لكل الأميركيين وأن أعمل لصالح مَن دعموني ومَن لم يفعلوا».
وأضاف بايدن، «تاريخنا لا يعتمد على شخص بعينه، ومستقبل أميركا يتطلب أكثر من الأقوال، يتطلّب الوحدة»، داعياً إلى مواجهة ما وصفه بـ»الإرهاب المحلي والتطرّف السياسي» و»إنهاء الحرب غير المتحضرة بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبين الليبراليين والمحافظين».
وتابع، «نقف هنا بعدما أعتقد البعض قبل أيام أنه يمكنهم الانتصار»، مضيفاً «لقد واجهنا هجوماً على الديمقراطية والحقيقة، وعنصريّة ممنهجة، وسوف نتغلب على تلك الأوقات العصيبة، وسنفتح فصلاً جديداً عظيماً في تاريخ أميركا».
وعن جائحة كورونا، قال بايدن: «نحتاج إلى قوتنا لمواجهة الفيروس الفترة المقبلة، وعلينا مواجهة الجائحة كأمة واحدة»، مشيراً إلى أن «فيروس كورونا قد كلفنا حياة العديد من المواطنين».
وأكمل بايدن قائلاً: «هناك أمور كثيرة يجب أن نقوم ببنائها، علينا محاربة الفكر الذي يؤمن بتفوّق العرق الأبيض والتطرّف».
وتابع، «لنبدأ بداية جديدة، ولن نفشل أبداً، الولايات المتحدة يجب أن تكون أفضل من ذلك بكثير»، منوّهاً إلى «ضرورة رفض ثقافة التلاعب والتضليل».
وأشاد بايدن أمس، بـ»وجود أول امرأة تصبح نائباً للرئيس الأميركي».
وختم بايدن بالقول: «سنكون على قدر المسؤولية ونؤمن عالماً أفضل لأولادنا، سأدافع عن الدستور وعن ديموقراطيتنا، فالديموقراطية لن تموت في بلادنا».
وشدّد جو بايدن في أول تغريدة نشرها على حسابه الرسمي عقب أدائه اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة، على «ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التحديات التي يعاني منها الأميركيون».
وكتب بايدن في التغريدة: «لا يوجد لدينا وقت لنضيّعه في ما يتعلق بالأزمات التي نواجهها، ولذلك أتوجّه اليوم إلى المكتب البيضاوي لبدء أداء مهامي فوراً باتخاذ خطوات حازمة وتقديم مساعدات عاجلة إلى العوائل الأميركيّة».
وكشف البيت الأبيض عن أربع أولويات ستركز عليها إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، تتصدّرها مواجهة جائحة كورونا.
وأشار البيت الأبيض في مقطع فيديو منشور على حسابه في «تويتر» أن أولويات الإدارة الجديدة هي: «السيطرة على جائحة فيروس كورونا، مواجهة تحدي تغيرات المناخ، الكفاح من أجل العدالة العرقي، إعادة بناء الطبقة الوسطى في المجتمع الأميركي».
وأقرّ البيت الأبيض في الفيديو بأن «الولايات المتحدة تمرّ بمرحلة صعبة في ظل جائحة فيروس كورونا والتفاوت الطبقي»، مشدداً على أن «الشعب الأميركي يستطيع تجاوز هذه الصعوبات وسينجح في ذلك».
ونشر هذا الفيديو عقب أداء بايدن في مقرّ الكونغرس اليمين الدستوري بصفته الرئيس الـ46 للولايات المتحدة بغياب سلفه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، خلافاً للأعراف المرعيّة.
وهنأ البابا فرنسيس الرئيس الأميركي جو بايدن على تنصيبه رئيساً، وقال إنه «يدعو الرب ليقود جهوده لإحلال المصالحة في الولايات المتحدة والعالم».
وفي رسالة بعث بها قبل وقت قليل من أداء بايدن اليمين، عبر البابا عن أمله أيضاً في أن يعمل بايدن نحو مجتمع تسوده العدالة الحقيقية والحرية واحترام الحقوق وكرامة كل شخص، خاصة الفقراء والضعفاء والذين لا صوت لهم.
وفي ردود الفعل الدولية، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أهمية تمديد معاهدة الحدّ من الأسلحة الهجوميّة الاستراتيجية «ستارت 3» مع الولايات المتحدة الأميركية لأطول مدة ممكنة – أي لخمس سنوات.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الروسية: «من الواضح أن التطبيق العملي لهذه الأفكار ينطوي على عمل صعب ومبتكر إلى حد كبير. ونعتقد أن تمديد معاهدة ستارت لمدة خمس سنوات سيسهم في تحقيق النجاح في هذا المجال».
كما أعربت موسكو عن أملها في أن الإدارة الأميركية الجديدة ستتخذ «موفقاً بناء أكثر وإيجابية في الحوار مع روسيا وستأخذ كل هذه العوامل بعين الاعتبار».
وأكدت الوزارة أن «موسكو من جانبها مستعدّة لهذا العمل بناء على مبادئ المساواة والمراعاة المشتركة للمصالح».
من جهته، هنأ رئيس الوزراء الكنديّ جاستن ترودو، أمس، الرئيس الأميركي جو بايدن على تنصيبه، قائلاً إنه «يتطلع إلى العمل مع الرئيس الجديد لمكافحة كورونا وتغير المناخ».
وقال ترودو إن «البلدين سيواصلان هذه الشراكة بينما نحارب وباء كوفيد -19 العالميّ وندعم الانتعاش الاقتصادي المستدام بما هو أفضل للجميع».
وأضاف: «سنعمل معاً لدفع العمل المناخي والنمو الاقتصادي وتعزيز الشمول والتنوّع وخلق وظائف وفرص عمل جيدة للطبقة الوسطى مع المساهمة في الديمقراطية والسلام والأمن في الداخل وحول العالم».
كما هنأ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ونائبته كاميالا هاريس على «تنصيبهما التاريخيّ»، داعياً بايدن إلى «تعزيز العلاقات بين واشنطن وتل أبيب».
وأضاف في تصريحات له عقب تنصيب بايدن: «الرئيس بايدن، تربطنا صداقة شخصيّة دافئة منذ عشرات السنين».
وتابع: «أتطلع إلى العمل معكم على تعزيز التحالف الإسرائيلي الأميركي والاستمرار في توسيع دائرة السلام بين «إسرائيل» والعالم العربي والتعامل مع التحديات المشتركة وفي مقدمتها التهديد الإيراني».