الالتزام بقرار الإغلاق قائم رغم تداعياته الاجتماعية والاقتصادية كوفيد 19 فرض نمط حياة جديداً على العالم كله والحذر ينسحب على اللقاح
} تحقيق ـ عبير حمدان
اتخذ المجلس الأعلى للدفاع قرار الإغلاق التام ومنع التجول، مع استثناء للقطاع الطبي والصيدلي والإعلام، وبطبيعة الحال، القوى الأمنية بهدف الحدّ من انتشار عدوى كوفيد 19، وبدا الالتزام واضحاً في مختلف المناطق اللبنانية، حتى الشعبية منها لأول مرة ربما.
قبل يومين من بدء سريان القرار كان الازدحام، هستيرياً بهدف التموين وهو مشهد يتكرّر منذ بدء الجائحة وما تبعها من تأرجح بين كلّ فترة حجر يليها فتح لكافة القطاعات.. تارة تحت ذريعة الوضع الاقتصادي الصعب وضرورة تفعيل القطاع السياحي صيفاً، وطوراً لتمكن المغتربين مع العودة، لأسباب كثيرة ليست موضوع بحثنا الحالي، كما أنّ الأعياد في بلد التنوع تُحتّم أن تأخذ كل «طائفة» نصبيها من الاحتفاء بها ولو على حساب صحة المواطنين.
لعلّ تصاعد أرقام الإصابات عامل أساسي لشعور الناس بالخوف، ما جعلهم أكثر التزاماً حيث خلت الطرقات، إلا من بعض الاستثناءات المسموح بها، وحضرت القوى الأمنية على مدار الساعة في العاصمة والضواحي ونشطت البلديات في القرى لضمان الالتزام وتفعيل خدمات «التوصيل» بحيث يتم تأمين الحاجات الأساسية للناس من مواد غذائية وخضار ولحوم من دون اضطرارهم للخروج من منازلهم.
مما لا شك فيه أنّ الوباء فرض نمط حياة جديداً على العالم وهذا ما أجمع عليه من تواصلت معهم «البناء» من الطلاب والموظفين والأكاديميين، وحتى العاملين في القطاع الطبي، وإن توفر اللقاح أو العلاج المرجو في السنوات المقبلة، إلا أنّ تداعيات الحجر تركت أثرها السلبي على الناس، نفسياً واجتماعياً ومهنياً، وحتى أكاديمياً، وفق خبراء بالشأن الاجتماعي والتواصل.
محسن:
تداعيات الحجر اجتماعياً ونفسياً ومهنياً
اعتبر عميد الطلاب في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور رائد محسن والمتخصّص في التواصل الإنساني والاجتماعي أنّ الجائحة التي حاصرت العالم كله لها الكثير من التداعيات وتتطلب حلقات من النقاش والمقالات التي تمتد لسنوات قادمة، «ولكن إذا أردنا الإشارة إلى بعض تأثيراتها في ما يتصل بالحجر المنزلي والإغلاق والتباعد يمكننا تسليط الضوء على الجوانب العائلية والاجتماعية والمهني».
وقال: «نبدأ من التأثير داخل العائلة الواحدة لجهة التباعد والتقارب، فقد أتاح الحجر الفرصة لأفراد العائلة الواحدة أن يتفاعلوا مع بعضهم أكثر من السابق بحكم الاحتكاك اليومي، فنجد الإخوة يمضون وقتاً نوعياً مع بعضهم بعد أن كان في السابق لكلّ منهم ارتباطاته مع أصدقائه، إذ ألزمهم الحجر بالتواصل بشكل لاشعوري واكتشاف خصائص وخصال من كانوا يعيشون معهم لسنوات وهذا ظاهر بشكل جلي بين الإخوة في العائلة رغم فارق العمر أحياناً، ومن هنا نرى أن الحجر كان عاملاً إيجابياً للتقارب، ليس فقط بين الإخوة، بل بين الأولاد وأهاليهم أيضاً. في السابق، حين كانت الحياة تسير بشكل طبيعي لم يكن هناك وقت لتواجد الأهل في المنزل بسبب ساعات العمل طوال النهار وما يتبقى من اليوم لا يكفي لتجتمع العائلة، حيث ينهمك كل فرد بالاستعداد لليوم التالي من العمل أو الدراسة، ولعلّ فترات الالتزام بالمنزل بسبب الوباء سمحت للأهل ايضاً بالتعرف أكثر على أبنائهم والعكس صحيح. لكن لا يمكن الجزم بما هو إيجابي فقط في ما يتصل بتأثير الحجر على الواقع العائلي، كون الأمر يختلف وفق طبيعة كلّ عائلة، ففي مكان ما قد يؤدي التقارب إلى توسع الشرخ بين أفراد الأسرة الواحدة جراء الاحتكاك اليومي ومن الممكن أن يمنحهم الفرصة لحلّ مشاكل عالقة ويبقى الأمر مرتبط بأسلوب التواصل النفسي والروحي بما يتضمن من سلبيات وإيجابيات سواء بين الأزواج أو بين الأهل وأولادهم».
وأضاف: «في ما يتصل بالجانب الاجتماعي هناك بعض الأفراد المعتادين على الانخراط في عمل مع جمعيات وأندية ومنظمات أو حتى أحزاب وجاء الحجر ليحدّ نشاطاتهم واهتماماتهم التي كانت تشكل لهم زاداً يومياً أسبوعياً، هؤلاء لا يتقبلون الواقع بسهولة لا بل يتصرفون مع الأمر وكأنه تمّ قطع الأوكسجين عنهم، ما يشعرهم بالوحدة وقد يصل بهم الأمر إلى درجة الاكتئاب.
في المقابل، هناك أشخاص أنطوائيون بطبيعتهم وأتى الحجر لصالحهم حيث وجدوا أنفسهم بمنأى عن تدخل أفراد عائلتهم بهم والذي يحثهم على الخروج من المنزل والتفاعل مع الآخرين».
وختم د. محسن: «على الصعيد المهني، وبغض النظر عن أنّ بعض المؤسسات والشركات عانت اقتصادياً لجهة تصريف منتجاتها إلا أن عدداً أكبر من أصحاب هذه المؤسسات والشركات اكتشف أنّ إمكانية العمل من المنزل ممكنة بنسبة تفوق الخمسين في المئة على اختلاف نوع أعمالها، وبذلك تبين لهؤلاء أنّ التكنولوجيا الحديثة توفر عليهم الكثير من المصاريف فحين يسير العمل من خلال الإنترنت ستنخفض تكلفة الإيجارات وتملك المكاتب طالما يمكن للموظف العمل من بيته».
} بيروت
خشاب: نمط الحياة تغير في العالم كله
في السياق نفسه، رأت نور خشاب (ماجستير في علم البيئة النباتية) أنّ على الجميع تحمل المسؤولية أخلاقياً واجتماعياً وقالت: «لا يمكني القول إنني أعيش حياتي بشكل طبيعي وتجاهل الوباء الموجود وبالتالي أحاول التأقلم مع الواقع وأخذ الاحتياطات كافة من دون أن أسمح للقلق والخوف بالسيطرة عليّ. في مكان ما يجب الحفاظ على التعاطي الطبيعي بهدف الاستمرار».
أضافت: «لا يجب الإنكار أننا لم نعش مثل هذه التجربة في السابق حيث كنا نسمع بالأوبئة ونقرأ عنها ولكننا لم نختبرها بشكل مباشر، هذا الوباء أثر كثيراً على حياتنا من كل نواحيها سواء اجتماعياً أو مهنياً وحتى أكاديمياً. اليوم، بعد أكثر من سنة على بدء انتشاره لا شك أنّ نمط الحياة تغير على مستوى العالم وذلك سينسحب على مستقبلنا جميعاً.»
وختمت: «برأيي الحجر ضروري وعلى كل شخص تحمل المسؤولية اخلاقياً واجتماعياً في هذا الاطار كون الالتزام بالحجر وتطبيقه بشكل صحيح وبوعي قد نصل الى النتيجة المرجوة ويجب على الجميع التحمل لنعبر المرحلة الصعبة وصولاً الى الامان الصحي المنشود.»
الموسوي: الوقاية حتمية والتهويل مُدمِّر
أما أمل الموسوي (مهندسة) فقالت: «عشت التجربة مع جزء من أفراد عائلتي والعوارض كانت مختلفة. أنا فقدت حاستي الشم والتذوق بينما شقيقتي أصابها الوهن بشكل كبير ووالدي أصيب بالفيروس أيضاً لكننا لم نحتج إلى دخول مستشفى ويمكنني القول إنه نوع من أنواع الإنفلونزا ولكن أكثر شراسة».
أضافت: «رغم ما مررنا به إلا أني ضد نشر السلبية بالمطلق بحيث يصبح الموضوع هاجساً يصل مرتبة الوهم القاتل، برأيي الوقاية شيء حتمي ولكن فرط التهويل يدمر وحين نفقد الإيمان بقدرتنا على المقاومة سيتغلب علينا الفيروس، صحيح هناك وفيات ولكن إذا تأملنا في الأمر قليلاً سنجد أنّ هناك أمراضاً تفتك بالناس يومياً قبل كورنا وخلاله وبعده، والسرطان مثال على ذلك.»
وتابعت: «لعل الحجر والتباعد الاجتماعي ضرورة، ورغم إيجابياتهما إلا أنّ هناك سلبيات، في المقابل، خاصة لمن اعتاد الخروج يومياً للعمل أو الدراسة، وهناك أشخاص يكسبون قوتهم من عملهم اليومي ولا بديل لديهم، وقد تفاقم بالتالي فترة الإغلاق الإلزامية مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية حيث أنّ الجهات المعنية لا تقدم لهم حتى قوت يومهم».
وأكدت الموسوي أنّ الفترة التي التزمت فيها المنزل حين أصيبت بالفيروس كانت صعبة «إلا أنني حاولت ملء الوقت بالأعمال المنزلية والقراءة والعديد من النشاطات الممكنة كي لا تسيطر الكآبة عليّ، ولا أُخفيكِ أمراً حين أقول أنني كنت متلهفة للعودة إلى العمل بقوة».
عيسى: الإغلاق ضرورة والدولة ملزمة بتأمين حاجات الناس
من جهتها، اعتبرت رنا عيسى (إدارة موارد بشرية) أنّ الاستهتار يدفع ثمنه الجميع، وقالت: «أُصبت بالفيروس، لكنّ المفارقة أنني حيث أجريت فحص PCR لم تكن النتيجة سلبية ولا إيجابية، وبرأي الأطباء الذين تابعوا حالتي حينها أنّ الإصابة قد تكون في بدايتها أو في مراحلها الأخيرة، إلا أنني التزمت بالأيام المطلوبة للحجر بحيث لا أنقل العدوى إلى والدي وشقيقي».
أضافت: «هذا الوباء الذي اجتاح العالم كله أثره سلبي على الناس، صحياً واجتماعياً واقتصادياً، والتزام الإجراءات الوقائية أصبح نمط حياة للحدّ من انتشار العدوى لذلك علينا التأقلم مع الواقع بوعي ومسؤولية، المشكلة الفعلية في لبنان تكمن في التأرجح الحاصل منذ بدء الأزمة الصحية، فبعد كل إقفال يتم فتح البلد بشكل غير مدروس وهناك جزء كبير من المواطنين لا يعتمد الإجراءات الوقائية وهذا الاستهتار يدفع ثمنه الجميع وحتى كل من يلتزم ويتصرف بوعي.»
وختمت: «قد يكون قرار الإغلاق الشامل ومنع التجول ضرورة، ولكن في المقابل يجب على الدولة تأمين الحدّ الأدنى من حاجات الناس حيث أنّ هناك أشخاصاً يعملون بشكل يومي وليس لديهم أي مردود مادي ثابت، هؤلاء سيتضرّرون بشكل كبير وإن لم يفتك بهم الوباء قد يقتلهم الجوع، خاصة في وجود أناس يتاجرون بوجع الفقراء من خلال التصاعد الجنوني في أسعار المواد الغذائية والخضار وكل المتطلبات اليومية البديهية في ظلّ غياب أي حسيب أو رقيب على هذا التفلت».
صالح: قرار الإقفال أتى متأخراً
أما غدي صالح (طالب) فقال: «إنّ اللّقاح حاجة ضرورية لضمان صحة المجتمعات البشرية، لذا من الطبيعي أن يكون خارج حسابات السوق الاقتصادية لضمان عدالة التوزيع، لكنّ إخراج اللقاح من دائرة السوق يعني أنّ توزيعه سيكون منوطاً بالحكومة، والتي يتعين عليها ضمان المصلحة العامة للمجتمع في هذا الشأن، لذا تقوم الحكومات مثلاً بترتيب الأولويات في إعطاء اللقاح، فيتمّ على سبيل المثال توفيره للكوادر الطبية والجيش كأولوية قصوى وهكذا».
وأضاف: «أما بخصوص حظر التجول، فهو قرار ضروري من حيث المبدأ، وكان المفروض اتخاذه من قبل، أما اليوم فإنّ الإقفال والتشدّد بالإجراءات ينعكسان بشكل سلبي على أبناء الطبقة العاملة، من دون أن تقدم الحكومة البديل المالي الكافي لهذه الطبقة. الحكومة فعلياً أعلنت الإقفال العام بالتزامن مع ارتفاع سعر ربطة الخبز، ما يعني أن المواطن إذا لم يمت بالكورونا، سيموت جوعاً، هذا المواطن الذي ليس لديه امتياز طبابة سيفقد أيضاً امتياز الحصول على ربطة الخبز!»
} الهرمل
قانصوه: الإقفال يجب أن يقابل بالتعويض على الناس
وأكد أيمن قانصوه (موظف في بلدية الهرمل) أنه يؤيد قرار الإقفال في حال تم التعويض على الناس. وقال:»لا شك أن للحجر الصحي تداعيات كبيرة على الحالة النفسية للأفراد، خاصة عندما تطول مدة الإقفال للحدّ من سرعة الانتشار وأحد أهم هذه الأسباب هو وقف أي دخل مادي للأسرة، ما يسبب المشاكل على المدى الطويل. أنا مع الإقفال بحال التعويض على الناس وأن يسري على الجميع من قبل الجهات المختصة. في الهرمل تقوم شرطة البلدية بدوريات يومية إلا أن نسبة الالتزام لا تتعدى 85 في المئة».
وأضاف: «شخصياً لا أُمانع تلقي أي لقاح لأنني أثق بالدول المنتجة للقاح والقدرة الطبية. كما أنني أثق بلقاح فايزر ولا أعارض أن تستورد الدولة كافة اللقاحات وترك الحرية للمواطن باختيار أي منها».
علوه: أثر الإغلاق كارثي مادياً واقتصادياً
وأكد علاء علوه (موظف) أنّ متطلبات الحجر كبيرة، وقال: «تأثير الحجر متعب نفسياً واجتماعياً بشكل كبير، أضف إلى ذلك الأثر الكارثي الذي يترتب بعد قرار الإغلاق الإلزامي، من الناحيتين المادية والاقتصادية، بالأخصّ في ظل ارتفاع الدولار وانهيار الليرة. إنّ متطلبات الحجر الكبيرة لا يمكن للمواطنين تأمينها في ظلّ ارتفاع أسعار كلّ السلع، فقد وصلنا إلى مرحلة لم يعد أحد قادراً على شراء الحاجات الضرورية بشكل يومي. فكيف يمكن للناس تخزين المؤنة الكافية لفترة الإغلاق؟ كل ما تقدم يساهم في زيادة منسوب العنف المنزلي والعنف بشكل عام في المجتمع وانفلات الأمن الاجتماعي».
وأضاف: «أنا شخصياً ضدّ كل اللقاحات ولكن إذا كان لا بدّ منها، فمن الأفضل أن تتوفر في المستشفيات والمستوصفات اللبنانية كلّ اللقاحات من كل الدول وهكذا يمتلك المواطن حرية الاختيار والتفضيل. أما فيما يخصّ إصرار السلطة اللبنانية فقط على لقاح فايزر، فذلك يعود إلى السياسة الانبطاحية المتبعة من قبل هذه السلطة للإدارات الأميركية المتعاقبة».
المقهور: اللقاح كالوباء
عنصر جديد يتطلب الحذر
من جهتها، تؤيد سميرة المقهور (طالبة) الحجر كوسيلة للحد من انتشار الفيروس، وتقول:»بالمبدأ الحجر المنزلي يؤثر نفسيا بشكل او بآخر على الناس لكن هذا التأثير يختلف بين شخص وآخر، بمعنى أن الإنسان العامل أو الموظف قد ينال منه الحجر نفسياً أكثر من الشخص الذي لا يعمل والبقاء في المنزل أمر طبيعي بالنسبة إليه».
واعتبرت «أنّ الحجر هو الوسيلة الأنجع للتخلص من سرعة انتشار الوباء وتقليص عدد الإصابات، طبعاً شرط أن يُطبق بشكل صحيح من خلال التزام الناس به بجدية، وفي النهاية علينا التعاون جميعاً لإنجاح الأمر كي نعبر المرحلة الصعبة بأقلّ ضرر ممكن».
وختمت: «أما في ما يتصل باللقاح فهو كما الوباء عنصر مستجد على الحياة البشرية وهناك تقارير متباينة حوله، من هنا الخوف منه أمر مشروع، شخصياً لا أخاطر في هذا الموضوع ولن آخذ اللقاح وتحديداً «فايزر» لأني لا أثق بالجهة السياسية التي تروج له ولديّ الكثير من التساؤلات حوله. «
قايا: الإغلاق ضرورة رغم آثاره السلبية
رأت نيرمين قايا (مديرة في شركة سياحية) أنّ قرار اعتماد اللقاح يجب أن يستند على العلم والإنسانية وقالت:» كوني أحد الذين أُصيبوا بكورونا فأنا مقتنعة أكثر من السابق بضرورة الإغلاق العام التام للتخفيض من عدد الإصابات ومن انتشار الوباء، وطبعاً لا أنفي الأثر السلبي من الناحية النفسية على الناس».
أضافت: «اليوم قرأت خبراً عن وفاة 37 شخصاً في ألمانيا بسبب اللقاح، لذا أفضل التريُّث في الوقت الحالي، ريثما نتأكد من النتائج والأرقام الإيجابية وإلى أي مدى سيثبت الطب فعاليته». واعتبرت «أنّ المشكلة الفعلية هي رفض الدولة التوجه نحو الشرق والتعامل مع الصين، وروسيا وإيران (استيراد دواء، كهرباء،تنفيذ مشاريع بنى تحتيّة)، إذاً القرار سياسي تجاري بحت وليس إنسانياً. في رأيي يجب أخذ اللقاح من هذه الدول وانتظار النتائج و ترشيح الأفضل على المستوى الطبي.»
} غربي بعلبك
أحمد: الاستهتار أوصلنا إلى كارثة
أكدت زينة أحمد (ممرضة) أن وضع المستشفيات صعب وقالت: «الوضع سيئ في المستشفيات وأحياناً هناك أقسام ليست لمرضى كورونا ويتم إدخال المصابين بالفيروس إليها. في رأيي، الإغلاق الآن لن يؤدي إلى نتيجة كونه جاء في التوقيت الخاطىء، خاصة بعد ما شهدناه في فترة الأعياد من استهتار أدى إلى انتشار العدوى بشكل كبير، ثم قبل الإغلاق شهدنا الازدحام في المتاجر. فماذا يمكن أن يتغير في واقع الحال جراء قرار حظر التجوال بعد وقوع الكارثة»؟
وأضافت: «لن آخذ لقاح كورونا كون أي دواء يحتاج إلى الكثير من المراحل ليصبح فعالاً ويأتي بنتيجة. الأفضل أن يصيبني الفيروس واكتسب مناعة طبيعية ضده، الحلّ الأمثل للحدّ من انتشار الوباء هو الوقاية الفعلية بحيث يلتزم كل فرد بالإجراءات الصحيحة على صعيد غسل اليدين باستمرار والتعقيم ووضع الكمامة والتباعد، بعيداً عن التنظير. الوقاية يجب أن تكون فعلية لا إنشائية، وفي النهاية مهما صدر من قرارات إغلاق. للأسف هناك دوماً أناس غير مسؤولين وتفلُّت واضح».
دياب: الوباء موجود
لكنّ تصاعد الأرقام غير مقنع
أما رندا دياب (طالبة مختبر أسنان) فقالت: «الحجر له أثر سلبي من الناحية النفسية كونه وضعنا في عزلة عن كلّ شيء يحيط بنا وعن العمل والدراسة، خاصة أن الوسائل التي قد تسهل التواصل العملي والمهني ليست متوفرة لدى الجميع وبالتالي تضاعف الضغط النفسي بشكل قوي. إنّ قرار الإغلاق الأخير لن يبدّل من واقع الحال فالعدوى انتشرت، وبمجرد أن يصاب فرد من العائلة هناك احتمال كبير أن ينتقل الفيروس إلى كل أفراد العائلة، وإذا حدّ الإغلاق من انتشار العدوى، إلا أنه خنق الناس اقتصادياً، فمن يعمل بشكل يومي لا يجد خلال فترة الحجر الإلزامي قوت يومه».
وأضافت: «أنا لا أنكر وجود الوباء وخطورته، ولكن في المقابل لست مقتنعة بهذا التصاعد في أرقام الإصابات كون هذا العدد المرعب يعني أنّ كورونا ضربت المجتمع كله. برأيي هناك تهويل في هذا الموضوع لن يدرك المواطن العادي مبرّراته، وقبل أن تلزمنا الجهات المعنية بعدم التجول عليها أن تعتمد إجراءات صارمة بحقّ المخالفين ولو أنها منعت التجمُّعات والسهرات وإحياء المناسبات لما كنا وصلنا إلى هذه المرحلة».
وتابعت:» من جهتي لن آخذ اللقاح وأرفض أن يلزمني أحد بتعريض حياتي للخطر، جميعنا نتابع ونقرأ عن مضاعفاته السلبية ولذا علينا التريث للتأكد من فعالية أي لقاح خاصة أنّ لقاحات من هذا النوع تمرّر بأكثر من مرحلة قبل أن يتم اعتمادها على البشر».
وختمت: «الوباء والحجر تداعياتهما سلبية على الصعيد التعليمي، خاصة عند الأطفال الذين هم في المراحل الأولى من تلقن الحرف والتفاعل مع أقرانهم والتعرف على طبيعة الدوام المدرسي الفعلي، إضافة إلى أنّ مشاكل الأونلاين كثيرة تبدأ بضعف الخدمة مروراً بعدم قدرة الأهل على توفير أجهزة أيباد لأولادهم، وصولاً إلى أنّ هناك عائلات تعيش في بيوت صغيرة قد لا تتعدى الغرفتين أو الثلاث فكيف يمكن لطفل الدراسة والاستعياب في ظلّ واقع كهذا».