هل تتحوّل المياه الراكدة الى مياه آسنة…؟
} عمر عبد القادر غندور
كسر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رتابة الجمود المريب لتشكيل الحكومة الموعودة فزار بيت الوسط واجتمع الى الرئيس المكلف سعد الحريري في محاولة لتدوير الزوايا بين بيت الوسط وبعبدا، مؤكداً ضرورة العمل على تشكيل الحكومة وانّ حكومته المحدودة الصلاحية لا تستطيع مواجهة الاستحقاقات في ضوء ما تعانيه البلاد والعباد من مصاعب لم يعهدها لبنان من قبل.
بدوره أكد الرئيس الحريري المؤكد لجهة ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت، ثم تابع الرئيس دياب تحركه فزار عين التينة واجتمع الى الرئيس نبيه بري، ثم زار القصر الجمهوري واجتمع الى رئيس الجمهورية وصرّح هناك عن إمكانية معاودة التواصل بين بعبدا وبيت الوسط.
في توصيفنا لتحرّك الرئيس حسان دياب، فهو المتاح ولا شيء يملكه غير ذلك، وهو بالتالي قام برمي حجر في مستنقع المياه الراكدة لعلّ وعسى، مؤكداً زهده بالموقع الذي يشغله، وهو فعلٌ طيبٌ فيه الكثير من حسن النية، وما كان حظه من جولته الخيّرة، بأفضل من حظ الرئيس الفرنسي ماكرون وغبطة البطريرك الراعي، مع تقديرنا لمساعي اللواء عباس ابراهيم وغيره من سعاة الخير ممن لا نعرفهم.
أما النتائج فلا شيء، ويُخشى أن تتحوّل المياه الراكدة الى مياه آسنة، في ضوء تمترس أصحاب الشأن خلف عنادهم والكثير من الأنفة والتشدّد والتصلّب، دون النظر الى المصلحة الوطنية التي تتطلّب المرونة واللين والتعالي على الاعتبارات الشخصية. وكلّ هذه الانفعالات الشخصية لا ترتقي إلى أدنى الاهتمامات لدى اللبنانيين الذين يتطلعون إلى تشكيل حكومة نظيفة قادرة على تصريف همومهم في الاقتصاد والمال والوباء حتى باتت حياتهم جحيماً، بينما رجال السياسة يعطلون عجلة الدولة لمجرد اعتذار من هنا وهناك أو تواصل ربما فيه إشراقة أمل وبصيص ضوء…
ولكن لا حياة لمن تنادي…
ولا أمل بمن أصمه الله عن سماع أنين الناس وبؤسهم، وأعمى بصره عن رؤية شعبه يتضوّر عوزاً وحاجة وفقراً ومرضاً وبؤساً وموتاً على مدار الساعة، وهم في أبراجهم لاهون لا ينقصهم شيئاً ولا يضيرهم غلاء ولا اختفاء دواء.
ولا شيء يبعث على الأمل في الوقت الحاضر لأنّ حجم الاختلافات المتراكمة بين الرئاستين الأولى والثالثة في غضون الفترة الماضية بعد صدور مرسوم التكليف وبات الجميع أمام حالة استعصاء عصيّ على التفكيك إلا إذا علمنا كيف تمّ تسريب الفيديو…!