بغداد: الجماعات الظلاميّة تستهدف استحقاقاتنا الوطنيّة.. ودعوة الى اتخاذ جميع السبل لحماية أمن العراقيّين
ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى بتفجيرين إرهابيّين وسط العاصمة العراقيّة والبصمات داعشيّة
وصف رئيس الجمهورية برهم صالح الانفجارين الإرهابيين ضد المواطنين الآمنين في بغداد وفي هذا التوقيت، بانها تؤكد سعي الجماعات الظلامية لاستهداف الاستحقاقات الوطنية الكبيرة.
وقال صالح نقف بحزم ضد هذه المحاولات المارقة لزعزعة استقرار بلدنا وتطلعات شعبنا في مستقبل يسوده السلام.
من جهته، دعا رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أمس، الى اتخاذ جميع السبل الاستباقيّة ضمن الجهد الاستخباري لحماية أمن المواطن.
وقال الحلبوسي في تغريدة له على تويتر: فُجعنا هذا اليوم بسقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء تفجيرين طالا مناطق مكتظة وسط العاصمة»، مبيناً أن «ما جرى في بغداد يؤشر إلى حالة خطرة، إذ يحاول الإرهاب الأعمى زعزعة الاستقرار واستهداف الأمن المجتمعي، واضاف ان حفظ الأمن ودعم المؤسسة الأمنية مسؤولية الجميع، داعياً الى اتخاذ جميع السبل الاستباقية ضمن الجهد الاستخباريّ لحماية أمن المواطن وتحييد تطلعات من تسوِّل له نفسه العبث باستقرار البلاد وحياة المواطنين ومقدراتهم».
إلى ذلك، فتح الهجوم الإرهابي وسط بغداد، أمس، الباب أمام عدد من الأسئلة في بلد غارق في الأزمات ولم يستعد بعد عافيته من الحرب على الإرهاب.
ووقع تفجيران انتحاريان في منطقة سوق الباب القريب من ساحة الطيران، وسط بغداد، ومع مرور الوقت ارتفعت أرقام الضحايا من ثلاثة شهداء إلى 30 شهيداً وأكثر من 100 جريح، بحسب الوكالة الرسمية.
ووقع آخر تفجير انتحاري في العاصمة العراقية في يناير 2018 في ساحة الطيران أيضاً، وأسفر عن استشهاد ما لا يقلّ عن 27 شخصاً.
وأعادت هذه التفجيرات مشهداً كان العراقيون يحاولون نسيانه وهو مشهد الدماء والأشلاء الناجمة عن التفجيرات الانتحارية قبل سنوات.
ويقول محللون إن عودة التفجيرات إلى وسط بغداد تظهر بصمات داعش الإرهابي، الذي انهارت دولته المزعومة في العراق الذي يبدو أنه يعتمد الهجمات تكتيكاً له، وأبرزت عدم صحة مساعي الأحزاب الموالية لإيران التي تدفع نحو التخلي عن التحالف الدولي والولايات المتحدة.
ورأوا أن التفجير يظهر وجود خرق أمني مما يثير أسئلة بشأن كفاءة العديد من القادة العسكريين في مواجهة الإرهاب.
ويرى الخبير الأمني والاستراتيجي، معن الجبوري، أن داعش لا يترك فرصة وإلا يستثمرها وبعد ان خسر دولته الخرافيّة في شمال البلاد عام 2017. وأضاف أن داعش عاد إلى التكتيك القديم في نشر القتل والاعتماد في الخلايا الصغيرة والنائمة، الذي كان يعتمده قبل أن سيطر على مناطق واسعة في عام 2014.
وقال الجبوري إن التنظيم الإرهابي لا يفكر في العودة إلى أسلوب احتلال المناطق الواسعة، لكن عناصره سيصبحون أهدافاً سهلة للقوات المسلحة، لذلك يختار التفجيرات.
واعتبر الخبير الأمني والاستراتيجي أن ما حدث في بغداد خرق أمني، وعلى الأجهزة الأمنية معالجة هذا الخرق، فهذا يعني أن داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية تملك إمكانية كبيرة وإلا ما كانت لتتم هذه العملية.
ويقول الباحث السياسي، نجم القصاب إن التفجيرين الإرهابيين: «خرق أمني يسجل على القيادة العسكرية»، مشيراً إلى «مطالبات في الشارع العراقي لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بضرورة استبدال بعض القادة المقصّرين في أداء واجباتهم».
ورأى القصاب في الهجوم المزدوج رسالة إلى الكاظمي مفاده أنه لن يكون بمقدوره تنظيم انتخابات برلمانية في البلاد في وقت لاحق من العام الحالي.
وأكد الباحث العراقي أنه على يقين أن داعش وراء الهجوم، خاصة أنه يحمل بصمات هجماته المعتادة.
وقال إن داعش يريد أن يثبت الوجود والنفوذ والتمدد في بغداد وليس في الموصل أو الرمادي، معتبراً أن التنظيم الإرهابي ضرب المنطقة لرمزيتها، فقد كانت أيقونة مثالية الاحتجاجات التي أدت إلى استقالة الحكومة السابقة وإقرار قانون الانتخابات واعتماد مفوضية جديدة للانتخابات.
ورأى أن هذه الهجمات لن تخيف الشعب العراقي، لكنه منزعج من غياب محاولة محاسبة للفاشلين من أصول البلاد إلى هذا الحل.
وقال إن القيادة العسكرية هي التي تحدّد الحاجة إلى التحالف الدولي وليست الأحزاب، فقادة هذه الأحزاب يستطيعون حماية أنفسهم وعائلاتهم، وهؤلاء لا يعيشون في المناطق الفقيرة التي تتعرّض إلى الهجمات.