الجعفريّ: الاحتلال الأميركيّ يُعيد تشكيل داعش بسورية ويُشغّله بأعمال إرهابيّة
الصين وإيران تدعوان إلى إلغاء الإجراءات القسريّة الغربيّة أحاديّة الجانب.. وموسكو ترى إمكانيّة التعاون مع واشنطن في سورية واحترام سيادتها
جدّد نائب وزير الخارجية ومندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، التأكيد على أن التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش» و»جبهة النصرة» تواصل استغلال التغطية الغربية على جرائمها لمواصلة قتل السوريين، مطالباً بتعزيز «التعاون الدولي الجاد تحت مظلة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب واستئصاله ودعم جهود الدولة السورية في هذا الشأن».
وقبيل انعقاد الجولة الخامسة لاجتماعات لجنة مناقشة الدستور، شدّد الجعفري على أن الدستور «هو شأن سوري وطني بحت، كما أن رسم مستقبل سورية هو شأن وطني سوري بحت أيضاً»، موضحاً أن سورية تشدد على أن «إنجاح عمل هذه اللجنة يستلزم احترام قواعد إجراءاتها التي تمّ التوافق عليها، ورفض أي تدخلات خارجية في أعمالها وأي محاولات لفرض إملاءات حول خلاصات عملها أو جداول زمنية مصطنعة لها».
وخلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو، أضاف الجعفري أن «الإدارة الأميركية تزعم قضاءها على تنظيم داعش، وتقوم بإعادة تشكيله وتشغيله ضد سورية من جهة أخرى»، منوّهاً إلى استهداف حافلة في منطقة كباجب على الطريق بين تدمر ودير الزور، وكذلك استهداف صهاريج نقل المحروقات وسيارات مدنية على طريق أثريا – سلمية، ما أدّى إلى استشهاد عشرات المدنيين والعسكريين.
وكشف الجعفري أن هذه الاعتداءات نفذت من قبل عناصر داعش القادمين من منطقة سيطرة قوات الاحتلال الأميركي في منطقة التنف التي يقع ضمنها مخيم الركبان، مضيفاً أن «قوات الاحتلال الأميركي الموجودة في شمال شرق سورية كانت أوعزت لميليشيا قسد بإطلاق سراح إرهابيي داعش المحتجزين لديها لإعادة إحياء هذا التنظيم مجدداً والاستثمار فيه في سورية والعراق».
ولفت إلى أنه في شمال غربي البلاد لا تزال التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «جبهة النصرة» والجماعات المرتبطة بها «تسيطر على مساحات من محافظة إدلب وجوارها وتحتجز المدنيين رهائن ودروعاً بشرية»، مبيناً أن بلاده «وجهت على مدى السنوات الماضية مئات الرسائل الرسمية إلى الأمين العام ومجلس الأمن حول جرائم هذه التنظيمات الإرهابية ورعاتها ومشغليها».
وأشار الجعفري إلى أنه مع الآثار الكارثية لجائحة كورونا على الاقتصاد والقطاعات الحيوية في أغلبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، «تواصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض مزيد من الإجراءات القسرية على سورية وعلى دول أخرى»، متجاهلة الدعوات الأمميّة «لوضع حدّ لهذه الإجراءات غير الشرعية».
وقال إن «قوات الاحتلال الأميركيّ تستمرّ بنهب ثروات سورية من النفط والغاز والآثار والمحاصيل الزراعية وحرق وتدمير ما لا تتاح لها سرقته»، مضيفاً أنه «كذلك أيضاً يرتكب الممارسات ذاتها للاحتلال التركي في أجزاء من شمال وشمال غرب سورية، وكل ذلك بالشراكة مع تنظيمات إرهابية وميليشيات انفصالية».
وأكد الجعفري أن «الأعمال الإرهابيّة التي شهدتها واشنطن كانت ستصبح محل ترحيب من دول غربية لو أنها حدثت في إحدى عواصم العديد من الدول الأعضاء، إلا أنّها لقيت لحدوثها في عاصمة غربية مهمة سيلاً من الإدانات والانتقادات»، مشيراً إلى أن سورية «لا تشجّع على الفوضى والعنف في أي مكان لكنها تقف عند هذه الانتقائية». ونوّه الجعفري إلى انتهاء عهدة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي كانت «رمزاً للتطرف والعدوان والعقوبات والانسحاب من منظمات الأمم المتحدة»، معرباً عن أمله أن «تتحلى الإدارة الجديدة بالحكمة.. والكفّ عن أعمال العدوان والاحتلال ونهب ثروات سورية وسحب قواتها المحتلة منها».
وفي السياق، دعت الصين إلى إلغاء الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب ضد سورية فوراً.
وأكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون خلال جلسة لمجلس الأمن عبر الفيديو حول الوضع في سورية أن الإجراءات القسرية الغربية المفروضة على سورية أثرت بشكل مباشر على حياة السوريين وعرقلت وصول الإمدادات والخدمات الطبية اليهم.
وأشار تشانغ وفق وكالة شينخوا الصينية إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية ودعم عمل لجنة مناقشة الدستور الذي يجب أن يظل بعيداً عن أي تدخل خارجي لأن الشعب السوري هو مَن يقرّر مستقبله بنفسه.
من جهته، جدّد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي التأكيد على أن إجراءات الحظر الاقتصادية الأحادية المفروضة على سورية غير شرعية وغير إنسانية داعياً إلى إلغائها فوراً.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن روانجى قوله في كلمته التي ألقاها خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول التطورات السياسية والشؤون الإنسانية في سورية، إن إجراءات الحظر الأحادية غير الشرعية المفروضة من قبل أميركا وبعض الدول الأخرى على الشعب السوري تأتي في الوقت الذي يعاني فيه هذا الشعب من الأعمال الإرهابية وتفشي فيروس كورونا إضافة إلى أنها تؤدي إلى منع عودة اللاجئين إلى ديارهم والحيلولة دون إعادة الإعمار.
وأضاف روانجي أن موقفنا الحاسم هو حل الأزمة في سورية سلمياً مشيراً إلى أهميّة عملية استانا في المساعدة على بلورة العملية السياسية في سورية.
على صعيد متصل، أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأميركية أناتولي أنطونوف أنه يمكن لروسيا والولايات المتحدة التعاون في سورية في مجال مكافحة الإرهاب وعودة المهجّرين وتقديم المساعدات الإنسانية شريطة احترام سيادة سورية.
أوضح أنطونوف في تصريح لوكالة سبوتنيك أنه قد يكون من المفيد تحديد المجالات التي يمكن التعاون فيها بين موسكو وواشنطن في سورية، حيث يمكن لهما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار وإزالة الألغام والمساعدة على عودة المهجّرين، مشدداً على أن بلاده مستعدة لمثل هذا التعاون شريطة احترام سيادة الجمهورية العربية السورية.