قطع طرقات ومواجهات مع الجيش أبرزها شمالاً… وأسئلة عن اللون السياسيّ
إبراهيم يبدأ زيارات مكوكيّة بمواكبة بري لإحداث خرق بين بعبدا وبيت الوسط / قاسم مودّعاً كوبيتش: متمسّكون بمقاومتنا... وللإسراع بتشكيل الحكومة
كتب المحرّر السياسيّ
في لقاء وداعي لممثل الأمين للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، جدّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم تمسك حزب الله بمقاومته داعياً للتسريع بتشكيل الحكومة، في إشارة حملتها مناسبة انتهاء مهمة كوبيتش في لبنان، تتناسب مع استعداد حزب الله لملاقاة المرحلة السياسية الجديدة من بوابة عنوان الأمم المتحدة، لتأكيد أن المقاومة وسلاحها وحضورها ليست مواضيع قابلة للتفاوض.
دعوة قاسم لتسريع ولادة الحكومة لم تكن مجرد دعوة إعلامية، فالمصادر المتابعة للملف الحكومي، التي نفت وجود حركة فرنسيّة قريبة نحو لبنان رغم وجود تحضير لتحرك جديد في باريس لا يزال قيد الدرس في ظل المعطيات الجديدة المرتبطة بالعلاقات الأميركية الفرنسية والاستعداد لتفعيل التفاهم النووي مع إيران، تؤكد أن حزب الله انتقل في التعاطي مع الملف الحكومي من المراقبة والنصح عن بُعد إلى الانخراط في تحركات نشطة لتجاوز التعقيدات التي حالت ولا تزال دون ولادة الحكومة، ويترجم حزب الله موقعه الجديد بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قرّر تشغيل محركاته مجدداً وهو يواكب ويتابع عن قرب الحركة المكوكيّة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يقوم بزيارات معلنة وغير معلنة للفرقاء المعنيّين بالتشكيلة الحكوميّة، بحثاً عن مخارج، ويلاقيه حيث يجب بالتحرك كل من بري وحزب الله.
المصادر المواكبة للملف الحكومي استغربت الزج بمعلومات من خارج السياق الواقعي لمزيد من تأزيم الوضع، كالحديث عن نيات تمديد ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أو الحديث عن اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، أو عن مقايضات في توزيع الحقائب، واضعة هذا الترويج للشائعات ضمن إطار التشويش على المساعي الجدية لتجاوز المأزق الحكومي، وهي مساعٍ تلقى تشجيعاً فرنسياً بانتظار تبلور طروحات وسطية يتم التداول فيها مع باريس وفريقي بعبدا وبيت الوسط.
في قلب التأزم الناجم عن تلاقي الأوضاع المالية والاقتصادية الصعبة مع وباء كورونا، وحالة الإقفال العام، خرجت الأمور عن السيطرة في المواجهات التي اشتعلت بنتيجة الاحتجاجات التي بدأت في طرابلس وامتدت الى مناطق لبنانية أخرى، بصيغة قطع طرقات، ما طرح أسئلة عن وجود بُعد سياسيّ يزخم هذه التحركات لإيصال رسالة معينة تتصل بالملف الحكوميّ، خاصة أن التحرّكات تركزت في مناطق نفوذ تيار المستقبل.
ولليوم الثاني على التوالي تواصلت الاحتجاجات في الشارع في مناطق عدّة من طرابلس الى الجية مروراً بكورنيش المزرعة وتعلبايا وشتورا وصيدا وصولاً إلى ساحة الشهداء والصيفي وسط بيروت.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في طرابلس. إذ عمد عدد من المحتجين، الى قطع الطرق بالشاحنات وأحرقوا الإطارات ومستوعبات النفايات، اعتراضاً على تمديد التعبئة العامة وعدم تقديم مساعدات إنسانية للعائلات المحتاجة والمياومين وغيرهم من المواطنين الذين تأثرت أعمالهم ومصالحهم بالإقفال العام، وعدم قدرتهم على الصمود في ظل الجائحة.
ولم تمرّ الاحتجاجات في طرابلس بسلام، حيث تجدّدت المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنيّة إضافة إلى تجمّعات أمام منازل عدد من السياسيّين لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي والنائبين فيصل كرامي ومحمد كبارة.
وأقدم عدد من الشبان على رمي الحجارة بشكل عشوائيّ على باحة سرايا طرابلس، وسط هتافات مندّدة بالسياسة الاقتصادية للدولة، مطالبين باسترداد الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. وعمد بعض الشبان إلى إزالة الأسلاك الشائكة للدخول إلى داخل سرايا طرابلس. ونجح المحتجون في وقت لاحق باقتحام السرايا، ورشقوا القوى الأمنية المتواجدة داخل باحة المبنى بالحجارة، وكسروا إضاءة السرايا وكاميرات المراقبة بالعصي، وأحرق المحتجون سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي، وبعد ذلك تدخل الجيش اللبناني وأبعد المحتجين بالقوة بعد أن رشقوه بالمفرقعات، ما أدّى إلى سقوط جريح في صفوف المتظاهرين.
وتجدّدت الاشتباكات في طرابلس في وقت متأخر من ليل أمس بين المتظاهرين والقوى الأمنية حيث استخدمت القوى الأمنية قنابل المولوتوف لتفريق المتظاهرين.
بالتوازي قُطع السير تحت جسر خلدة باتجاه الشويفات. كما قطع أوتوستراد شتورا زحلة عند مفرق المرج بالاتجاهين، وآخر طريق قب الياس محلة عرب الحروك، وأوتوستراد تعلبايا بالاتجاهين.
كما قطع عدد من المحتجين السير عند مستديرة إيليا في صيدا، وكذلك في بيروت حيث قطعت الطرقات المؤدية الى ساحة الشهداء في وسط بيروت وكذلك الطريق في الصيفي أمام بيت الكتائب المركزي.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» ان المواجهات مع القوى الأمنية أسفرت عن جرح 26 عنصراً من قوى الأمن الداخلي.
وتوقفت أوساط سياسيّة مراقبة لمشهد قطع الطرقات والتعقيد الحكومي، مشيرة لـ«البناء» إلى وجود رابط بين تحريك الشارع وبين وصول المفاوضات حول تأليف الحكومة إلى طريق مسدود، ما دفع بفريق المستقبل اللجوء الى ورقة الشارع للضغط على رئيس الجمهورية واستغلال الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للمواطنين في ظل قرار إقفال البلد التام. وتساءلت الأوساط: هل هو محض صدفة أن تنحصر التظاهرات والاشتباكات وقطع الطرق في مناطق من لون سياسيّ معين؟ فيما قرار الإقفال ينعكس سلباً على المواطنين كافة من مختلف الفئات والمكوّنات اللبنانية لا سيما وأن وصول اللقاحات الى لبنان والبدء بحملات التلقيح سيدفع الحكومة إلى إعادة فتح البلد تدريجياً، وبالتالي عودة المواطنين إلى أعمالهم ومصالحهم. ولاحظت المصادر صمت الرئيس سعد الحريري عن خروج المواطنين في مناطق انتشار تياره السياسيّ من دون توجيه أي رسالة أو تصريح يثنيهم عما يفعلونه ودعوتهم لالتزام منازلهم ريثما تنتهي فترة الحجر لئلا يساهم ولوجهم الى الطرقات بمزيد من انتشار العدوى بوباء كورونا، خصوصاً في ظل انتشار السلالات الجديدة من الفيروس الشديدة والسريعة الانتشار، بحسب ما يحذر الخبراء في علم الطب. كما حذرت الأوساط من وجود أيادٍ أمنية خفية ترسم للمتظاهرين خطوط وحدود حركتهم في التقدّم والهجوم والانكفاء. فما علاقة التحركات المطلبية بالاعتداء على القوى الأمنية واقتحام المؤسسات العسكرية والسراي الحكوميّة في طرابلس؟
وختمت الأوساط بالتساؤل: هل يُخيّر الحريري اللبنانيين بين احتجاز ورقة التأليف في جيبه إلى أبد الآبدين وبين العودة الى السراي على جناح خراب البلد ودماء المواطنين والقوى الأمنية؟
وفي سياق ذلك أشار تكتل لبنان القويّ خلال اجتماعه الدوري إلكترونيًا برئاسة النائب جبران باسيل إلى أن «اللبنانيين لم يعُودوا يفهمون الأسباب الكامنة وراء جمود رئيس الحكومة المكلف وامتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية». وتساءل التكتل عن «جدّية حول ما إذا كان رئيس الحكومة المكلّف يريد فعلًا تشكيل حكومة أم أنه يحتجز التكليف في جيبه الى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا».
إلى ذلك نفت مصادر مقرّبة من بعبدا ما نقل عن لسان الوزير السابق سليم جريصاتي بأنه أبلغ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن رئيس الجمهورية ميشال عون لم يعُد يريد الحريري رئيساً مكلفاً. وأوضحت ان جريصاتي ابلغ الراعي بأن الرئيس عون مصرّ على تسمية الوزراء المسيحيين فقط أما بقاء الحريري او استقالته فهذا أمر آخر.
وأفادت المعلومات أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم توجّه في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى اللقلوق والتقى النائب باسيل وبحث معه الملف الحكوميّ وقدم له عرضاً وسطياً يقضي بتنازل متبادل بينه وبين الحريري بخصوص وزارتي العدل والداخلية لكن باسيل رفض الطرح. إلا أن أوساط اللواء إبراهيم لفتت إلى أن كل ما يُقال عن مضمون اللقاء غير صحيح.
وأثار الكلام المسرّب عبر بعض الإعلام عن تحرك الفريق المحسوب على الرئيس ميشال عون إعداد دراسات قانونية تتيح التمديد له إلى أن تسمح الظروف بتوريث صهره باسيل رئاسة الجمهورية بذريعة تعذّر إجراء الانتخابات النيابية التي يمكن أن تنسحب على الرئاسة الأولى. إلا أن مصادر بعبدا نفت هذا الكلام، مشيرة إلى أن لا ارتكاز قانونياً ودستورياً له وهو مجرد إشاعات.
ولفتت مصادر نيابية لـ«البناء» الى «اتجاه فرنسي لإعادة تحريك المبادرة على أن يتولى موفدون للرئيس الفرنسي زيارة لبنان لطرح صيغ حكومية للتوفيق بين الرئيسين عون والحريري». مشيرة الى «أن تركيز الرئيس ايمانويل ماكرون عبر اتصاله مع الرئيس الأميركي جو بايدن على استقرار لبنان واعتباره مدخلاً لاستقرار المنطقة يؤكد بأن لبنان ما زال في اولويات اهتمامات الفرنسيين». وإذ لم تؤكد المعلومات زيارة ماكرون الى بيروت في المدى المنظور، لفتت المصادر إلى أن ماكرون سيوفد قريباً مبعوثاً لمتابعة الملف الحكومي.
ونقلت مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه لـ«البناء» استياءه مما آل اليه الوضع الحكومي والسجال الدائر بين بيت بعبدا وبيت الوسط الذي لا يؤشر الى إمكانيّة تأليف الحكومة. وعن الاتصالات بين الرئيس بري والفرنسيين حول تفعيل المبادرة الفرنسية. لفتت المصادر إلى أن «الاتصالات بين رئيس المجلس والفرنسيين لم تنقطع وهناك أكثر من قناة تواصل».
في غضون ذلك أُحيل أمس، مشروع الموازنة العامة لعام 2021 إلى رئاسة مجلس الوزراء مرفقاً بتقرير مفصّل عن الأسس المعتمدة في إعداد المشروع وأبرز التغييرات بين قانون موازنة 2020 ومشروع موازنة العام 2021.
ودعت مصادر نيابية الحكومة إلى إقرار الموازنة وإحالتها الى المجلس النيابي بمرسوم. ولفتت لـ«البناء» الى أن «حكومة تصريف الأعمال ليست عائقاً أمام ذلك، فتستطيع إقرار الموازنة». مذكرة بأنه في العام 1969 كانت حكومة الرئيس رشيد كرامي مستقيلة وأقرّت الموازنة لكونها من القضايا الاساسية». كما دعت المصادر الحكومة لتحمل مسؤوليتها تجاه قضايا الناس.
وبرز موقف لحزب الله على لسان نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خلال لقائه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، الذي زاره مودعاً.
وأفاد بيان العلاقات الإعلامية في الحزب الى أن البحث تناول الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية بما في ذلك المساعي الهادفة الى التعجيل في تشكيل الحكومة، إضافة الى الأوضاع الصحية والاقتصادية في ظل التفشي الواسع لوباء كورونا والتردي المعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون». وشدّد قاسم على موقف «حزب الله» «الداعي الى الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل التفرّغ لمعالجة القضايا والتحديات»، وعبر عن «تمسك الحزب بممارسة مسؤولياته على كل الصعد، الى جانب أهله وشعبه خصوصاً في هذه الظروف الصعبة». وأكد «أن «حزب الله» بما يمثل من مقاومة، جزء لا يتجزأ من إرادة اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ومنع التعديات والانتهاكات الاسرائيلية في البر والبحر والجو».
وأكد رئيس الجمهورية خلال استقباله السفيرة الأميركية دورثي شيا في بعبدا «حرص لبنان على استمرار علاقات الصداقة والتعاون بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية في إطار من التفاهم والاحترام المتبادلين والتمسك بالقيم المشتركة». وتم التطرق خلال الاجتماع، وفق بيان القصر الجمهوري، الى مسألة التفاوض لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، حيث أكد الرئيس عون «موقف لبنان لجهة معاودة اجتماعات التفاوض انطلاقاً من الطروحات التي قدمت خلال الاجتماعات السابقة.
وعرض الرئيس بري الاوضاع العامة لا سيما تداعيات الأزمة الخانقة التي تعصف بلبنان.
وأثار بري موضوع مفاوضات ترسيم الحدود البحريّة والبريّة غير المباشرة، مشدداً على «أهمية استئنافها بزخم نظراً لأهمية النتائج المتوخّاة منها للبنان ولتثبيت حقوقه السيادية واستثمار ثرواته».
على صعيد الملف الصحيّ تشهد السراي الحكومية سلسلة اجتماعات للمعنيين بملف كورونا، حيث تعلن منصة اللقاحات وخطط التلقيح ومواجهة المرحلة المقبلة في ظل ظهور السلالات الجديدة من وباء كورونا على ان يعقد اجتماع آخر في وزارة الصحة الخميس المقبل.
وأكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم لـ«البناء» على ضرورة توزيع مراكز التلقيح لكل المناطق تخفيفاً للاكتظاظ وليكون التلقيح متاحاً للمواطنين في مناطقهم وفق الآليات والمواصفات التي اكدت عليها الوزارة واللجنة المختصة.
ولفتت مصادر صحية لـ«البناء» الى تحديد اولويات للتلقيح كالعاملين بالحقل الصحي والاستشفائي والمسنين وذوي الأمراض المزمنة اما الفئات العمرية ما دون 18 سنة فلن يشملهم التلقيح.
وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 3505 إصابات جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ بدء انتشار الوباء في شباط الفائت إلى 285754.
كما وسجل لبنان 73 حالة وفاة ما رفع العدد التراكمي للوفيات إلى 2477.
على صعيد ملف المرفأ أفادت معلومات أن «النيابة العامة التمييزية تلقت من السلطات البريطانية مراسلة تؤكد أن شركة Agroblend التي تعاقدت مع مالك سفينة روسوس لنقل نيترات الأمونيوم من جورجيا الى الموزمبيق غير مسجلة في جزر العذراء البريطانية ما يعني أن عقد النقل بين الشركة ومالك السفينة المقدم الى القضاء اللبناني مزوّر وأن شركة agrobl بيروت، والمعنيين لا يملكون أية إجابات حول هذا الأمر.
وفي خبر غامض لم تُعرف حقيقته كشفت مصادر قناة أن بي أن فقدان 70 حاوية من مرفأ بيروت وأن المعنيين لا يملكون أية إجابات حول هذا الأمر.