المرأة الكنعانيّة في رواية الأميركيّة أنيتا ديامنت “الخيمة الحمراء”
غالبا ما تمنعني الأخطاء الإملائيّة في الروايات المترجمة من إكمال القراءة، وعلى الرغم من كثرتها في رواية الخيمة الحمراء إلا أن هناك قوّة ما تشدّك وتجرّك مع تسلسل الأحداث فتتغاضى عن الثغرات وتكمل بكل شوق ولهفة.
بقلم الكاتبة الأميركية أنيتا ديامنت وبصوت دينا إبنة يعقوب الوحيدة من زوجته ليا بنت لابان، كانت الحكاية المستوحاة من التاريخ والتي تبدأ أحداثها في قبيلة يعقوب وقصص زوجاته الأربع (ليا وراحيل وزلفا وبلها) وأولادهن منه، لتبدأ في الخيمة الحمراء في بلاد كنعان وتنتهي في مصر.
هي الخيمة الحمراء التي شهدت على ضحكات النساء
وبكائهن وأحاديثهن عن الحب والزواج والخصوبة.. تلك الخيمة التي تُخمّر الطفولة في وعاء الحكايا فتنضج وتزهر أنوثةً بعد أن تتورّد بدم القمر..
ركّزت الكاتبة في هذه الرواية على حياة المرأة الكنعانية فحكت لنا
قصصهن مع الآلهة المصنوعة من الريح والخوف حيث كنَّ يتوسّدن إيمانهن بها لعلّها تبعد عنهن وحشة الليالي الباردة، فيتمسّكن بتعويذة تبلسم وجع المخاض وتروض الكوابيس في مخيلة طفل، أما الأغاني فكانت وسيلتهن للتخاطب مع الطبيعة وآلهتها واستحضار المواسم والاحتفال بالقمر الجديد. وبأسلوب شيّق تسافر معه إلى تلك البلاد فتشم رائحة الكعك وتستمع إلى صوت النساء يصدح بالأغاني والقصص فيتمايلن بين السطور حاملات جرّات الماء أو جالسات لغزل النسيج.. كل ذلك يمرّ في الفصول الأولى وكأنك ترتشف كأساً من نبيذ الأساطير إلى أن يتسمم حلم دينا ويموت وتذبل معه ضحكات القمر في صرخات مكبوتة.. فتبكي معها ويلسعك دمعها وخوفها وكوابيسها وعلى الرغم من كل ذلك يُثملك الأسلوب السرديّ الساحر بكل ما فيه من دقّة وبراعة في وصف التفاصيل.
. أنيتا ديامنت عجنت التاريخ بملح الخيال فكانت الخيمة الحمراء.
ناريمان علوش