عباس مصرّ على إجراء الانتخابات حتى من دون «حماس»
اللجنة المركزيّة مستعدة لعقد اجتماعات فنيّة مع الفصائل وتعمل في غزّة كما الضفّة
كشف مصدر فلسطينيّ مطلع أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مصرّ على إجراء الانتخابات العامة في فلسطين، مهما كانت العقبات، حتى من دون «حماس»، لو تراجعت عن موقفها.
وأضاف المصدر: «عباس ماضٍ في إجراء هذه الانتخابات… يريد تجديد الشرعيات، وأصدر مرسومه هذه المرة كي لا يكون هناك مجال للتأجيل تحت أي ظرف». وتابع: «حتى لو لم تتفق الفصائل في القاهرة، حتى لو بقيت عقبات، حتى لو تراجعت (حماس). ستجري الانتخابات. التوجّه والمطلوب والأوامر هي الوصول إلى التوافق مع (حماس) على كل شيء، لكن لو لم يحصل ذلك، لا تراجع في كل الظروف عن إجراء هذه الانتخابات».
وكان عباس قال في كلمة له في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح، خصص لمناقشة الانتخابات: «نحن مصممون على إنجاز الانتخابات، وإذا كان معنا الجميع فأهلاً وسهلاً، وإذا كان معنا البعض فأهلاً وسهلاً، ولكن نحن حريصون كل الحرص على أن يكون الكل في الساحة، والانتخابات ستجري في غزة وفي القدس الشرقية وفي الضفة الغربية. نحن من جهتنا، سنبدأ الاستعداد لهذه الانتخابات، ولا يجوز في دولة متحضرة، في دولة متقدمة… ونعتبر أنفسنا دولة متقدمة؛ أن نبقى من دون انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، كل هذا الوقت».
ويستعد الفلسطينيون فعلاً لأول انتخابات عامة منذ 16 عاماً، تجرى في مايو (أيار) المقبل للمجلس التشريعي الفلسطيني، ثم بعد ذلك للرئاسة، ثم للمجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير. ويأمل الفلسطينيون أن تكون هذه بداية نهاية الانقسام وتوحيد المؤسسات الفلسطينية في الضفة وغزة، بعدما تعهدت حركتا فتح و»حماس» بالمشاركة في التشريعي والحكومة ومنظمة التحرير، وهي وعود ستُختبر جديّتها في لقاء الفصائل الفلسطينية الذي سيعقد في القاهرة الأسبوع المقبل.
ويفترض أن يناقش هذا اللقاء كل شيء له علاقة بالانتخابات. وسيطرح كل فصيل مطالبه ورؤيته لآلية إجراء وإنجاح الانتخابات والالتزام بنتائجها، لكن توجد أمام المجتمعين نقاط معقدة عدة تحتاج إلى حسم، مثل محكمة الانتخابات والأجهزة الأمنية التي ستشرف على هذه الانتخابات وضمان إجراء واحترام نتائج الانتخابات على الأرض. وانتخابات المجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير التي لها قانون خاص، ويفترض أن تجري في مناطق عدة وليس فقط في الضفة وغزة.
وفي السياق نفسه، أفادت لجنة الانتخابات المركزية، بأنها تعتزم عقد اجتماعات فنية مع مندوبي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وقال هشام كحيل المدير التنفيذيّ للجنة الانتخابات في تصريح خاص بوكالة شهاب للأنباء إن هذه الاجتماعات؛ ضمن اللقاءات التي تُجريها اللجنة للتحضير للعملية الانتخابية.
وأوضح أنه سيتمّ خلال الاجتماعات مع ممثلي الفصائل إطلاعهم على مرحلة تسجيل ونشر السجل الانتخابيّ وتفاصيل سير العملية؛ «حتى يقوم كل فصيل بدوره ويحثّ مواطنيه وأنصاره لتسجيل الناخبين على سبيل المثال».
وأشار كحيل إلى أن لجنة الانتخابات ستلتقي مع الأمناء العامين للفصائل في بداية العملية الانتخابية، حيث يديرها رئيس اللجنة الدكتور حنا ناصر في الإطار العام للعملية الانتخابية.
وشدّد على أن الأحزاب هي الشريك الأساسي للجنة الانتخابات في العملية الانتخابية، وهي تقوم بدورها وتعرض عليهم الإجراءات التي تتبعها حتى تكون واضحة للجميع.
وفي سياقٍ متصل، ذكر كحيل أن وفد لجنة الانتخابات يخطّط للذهاب إلى غزة والجلوس مع الجميع «لكن هذا مرتبط بالحصول على التصاريح اللازمة»، مؤكداً أن اللجنة تعمل في القطاع كما بالضفة المحتلة.
ولفت إلى وجود مقرّ إقليميّ وخمس دوائر انتخابية في غزة، منوّهاً إلى استمرار تدريب الطواقم بالتزامن في جميع المحافظات، مضيفاً: «القطار انطلق، بالتالي سنكون في غزة عبر وسائل التقنية المختلفة أو نأتي نحن».
وحسب كحيل، فإن لجنة الانتخابات تراسل هيئات الرقابة المعتمدة في فلسطين والمؤسسات والوفود والقناصل الدولية؛ للرقابة على الانتخابات، مبيناً أن الاتحاد الأوروبي عبّر عن رغبته وحرصه لإرسال وفد للرقابة.