جنيف.. الدول الضامنة لمسار أستانا تؤكد سيادة سورية واستقلالها ووحدتها
دمشق تؤكد دعم الصين ضد أيّ محاولات للتدخل في شؤونها الداخليّة.. وقاعدة أميركيّة جديدة في ريف الحسكة
جدّدت الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا «روسيا وإيران وتركيا» التأكيد على الالتزام بسيادة الجمهورية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليميّة وضرورة احترام جميع الأطراف لهذه المبادئ.
وأكدت الدول الثلاث في بيان لها استعدادها لدعم عمل لجنة مناقشة الدستور من خلال مشاركتها المستمرة مع الوفود والوفد السوري والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون كميسّر من أجل تحقيق ضمان الأداء الفعال والمستدام للجنة.
وأشار البيان إلى ضرورة أن تعمل لجنة مناقشة الدستور بروح التسوية والمشاركة البناءة من دون تدخّل خارجي وتنفيذ برامج دول خارجيّة حتى يتمكّن أعضاء اللجنة من التوصل إلى اتفاق عام والحصول على النتائج المجدية… ويجب قبول اللجنة ودعمها إلى أقصى حدّ من قبل الشعب السوري».
وأكد البيان المشترك أنّه «ستتم مواصلة المشاورات حول القضايا المذكورة حتى الاجتماع المقبل للجمعيّة الدوليّة في إطار عملية أستانا /القمة الدوليّة الخامسة عشرة لعملية أستانا/ في سوتشي يومي 16 و17 شباط المقبل».
وكان رؤساء الدول الضامنة لعملية أستانا جدّدوا في بيان مشترك عقب اجتماع لهم عبر الفيديو مطلع تموز الماضي التأكيد على التزامهم بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها واستمرار التعاون حتى القضاء نهائياً على الإرهاب فيها مشدّدين على رفضهم أي مخططات انفصاليّة تنتهك سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وانعقدت الجولة الخامسة لاجتماعات لجنة مناقشة الدستور الاثنين الماضي في مقر الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة الوفد الوطنيّ والوفود الأخرى.
إلى ذلك، أكدت سورية وقوفها إلى جانب الصين ضد أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخليّة معربة عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق للسياسة الأميركيّة ومواقف مسؤوليها تجاهها.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ سانا: تؤكد وزارة الخارجية والمغتربين وقوف سورية إلى جانب جمهورية الصين الشعبية الصديقة ضد أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف المصدر في الوقت الذي كثفت فيه الإدارة الأميركية السابقة من إجراءاتها العدائيّة ضد جمهورية الصين الشعبية حتى ساعات قبيل رحيلها وأطلقت العنان لوابل من التصريحات المدانة والمبنيّة على ادعاءات كاذبة ومضللة بخصوص إقليم شينجيانغ صدرت بعض التصريحات التي تشير إلى عزم الإدارة الأميركية الجديدة على مواصلة السياسة العدائية ذاتها تجاه الصين عبر تبني تلفيقات الوزير السابق بومبيو والتي مثلت تدخلاً خطيراً في الشؤون الداخلية لهذا البلد الصديق.
وختم المصدر تصريحه بالقول إن حكومة الجمهورية العربية السورية وانطلاقاً من علاقات الصداقة المتينة والتاريخيّة التي تربطها مع جمهورية الصين الشعبية تُعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق للسياسة الأميركية ومواقف مسؤوليها تجاه الصين وتجدد تمسكها بمبدأ الصين الواحدة ووقوفها إلى جانب جمهورية الصين الشعبية ضد أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخليّة بما يتناقض مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ولا سيما في تايوان وهونغ كونغ وشينجيانغ.
ميدانياً، ذكرت وكالة «سانا» السورية أن القوات الأميركية باشرت بإنشاء قاعدة جديدة لها في منطقة اليعربية في ريف الحسكة الشرقي. ونقلت الوكالة عن مصادر محليّة أن مواد لوجستيّة وعتاداً عسكرياً تم استقدامها إلى القاعدة.
وأوضحت أن القوات الأميركية أدخلت 10 ناقلات جند إلى مدينة المالكية في أقصى شمال شرق الحسكة تمهيداً لنقلها إلى ريف اليعربية المتاخمة للحدود العراقية، حيث باشرت بإنشاء قاعدة عسكريّة جديدة قرب تل علو شمال غرب اليعربية.
وأضافت الوكالة أن تلك القوات «استقدمت آلات تجهيز الطرق وقامت بتعديل وفرش الإسفلت بالقرب من صوامع تل علو على مقربة من قاعدة خراب الجير التي تتخذ منها قوات الاحتلال الأميركي منطلقاً لمروحياتها»، وقالت إن ذلك بهدف «تعزيز وجودها اللاشرعي في الجزيرة السورية تماشياً مع مخططاتها الرامية إلى سرقة النفط والثروات الباطنية السورية والمحاصيل الرئيسية».
وقالت الوكالة إن القوات الأميركية أدخلت خلال الأشهر القليلة الماضية آلاف الشاحنات المحمّلة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة لسرقة النفط وغيره من ثروات وخيرات البلاد.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب تنسيق المساعدات الأمميّ أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت شمال غرب سورية خلال الأسابيع الأخيرة، أثّرت بشكل مدمّر على النازحين الذين يعيشون في المخيمات، مشيراً إلى أن الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ.
وقال الناطق باسم المكتب في جنيف ينس لاركي إن «طفلاً قتل جراء هذه الفيضانات، وأكثر من 120 ألف شخص، يعيشون في حوالى 300 موقع نزوح، قد تضرروا بشدة».
وأضاف لاركي أن «الأمطار الغزيرة والرياح العاتية أدّت إلى تضرر أو تدمير 21700 خيمة يعيش فيها النازحون. كما جُرفت مخزوناتهم الغذائية والأدوات المنزلية وممتلكاتهم الأخرى، وتلوثت مصادر المياه، وفي بعض الحالات، تُرك الأطفال الصغار وكبار السن والأمهات الحوامل وغيرهم عالقين في المناطق النائية في الوحل، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ووجد الآلاف أنفسهم مقطوعين عن الخدمات الأساسية والدعم لأيام عدة».
الناطق باسم مكتب المساعدات الأممي شدد على أن أعمال الإنقاذ والعاملين في المجال الإنساني يحاولون تقديم الدعم للنازحين، ولكن حتى الآن، لم تتناسب الاستجابة الدولية لتقديم الدعم مع حجم أزمة النازحين.
وكان وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، قد أكد أول أمس، استمرار عودة الآلاف من اللاجئين من الأردن ولبنان عبر المعابر الحدودية، كما تستمرّ عودة عشرات الآلاف من المهجرين داخلياً إلى مناطقهم بالتوازي مع تأهيل البنى التحتية، منوّهاً إلى أن المجموعات المسلحة تشدد حصارها على السوريين في المخيمات في إدلب، وتمنعهم من العبور إلى الجانب المحرر، رغم التحضيرات الكبيرة التي قامت بها الدولة السورية لاستقبالهم خلال فتح المعابر.
بدوره، أوضح مدير الإدارة السياسية اللواء حسن سليمان، أن الجيش السوري يتصدّى لأي خرق يستهدف اتفاق خفض التصعيد في المناطق المشمولة بهذا الاتفاق، مشدداً على أن وحدات الجيش بأتم الجاهزية للرد على أي تهديد أو عدوان إرهابي قد يطال المدنيين الآمنين أو المواقع والنقاط العسكرية.