الجعفريّ: هناك دول تستخدم منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة ضد سورية.. وروسيا والصين تؤكدان أنها تفي بالتزاماتها وأبدت استعدادها للتعاون
دمشق تجدّد مطالبة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات «حازمة وفورية» لمنع الاعتداءات الصهيونيّة.. و«قسد» تختطف مدنيين في ريف الحسكة
قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن «دولاً غربية تواصل استخدام منظّمة حظر الأسلحة الكيميائيّة، سلاحاً في الحرب على سورية خدمة لأجنداتها».
الجعفري وفي كلمةٍ أمام مجلس الأمن الدولي عبر تقنية الفيديو الأربعاء، جدّد «إدانة سورية محاولات الغرب لتمرير مشروع قرار فرنسي غربي يزعم «عدم امتثال» سورية لالتزاماتها بموجب اتفاقية حظر الأسلحة»، مؤكّداً أن «هذا المشروع عمل عدائي ومسيّس يهدف لإلصاق تهمة استخدام أسلحة كيميائية بسورية، وتبرئة الإرهابيين».
وشدّد على رفض بلاده أيّ «محاولات للتشكيك بـ «الإعلان السوري» أو أيّ مساع للتعتيم وتجاهل ما حققته في مجال التعاون مع منظمة الحظر رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها أعمال العدوان، وجرائم التنظيمات الإرهابية، والإجراءات القسرية أحادية الجانب، وجائحة كورونا».
وقبل أيام، ندّد نائب وزير الخارجية السوريّ بشار الجعفري بـ «الدول التي أرسلت مسلحيها للقتال في سورية».
وفي كلمة أمام جلسة غير رسمية لمجلس الأمن الدولي نظّمتها روسيا وكازاخستان عبر الإنترنت حول الأطفال في النزاعات المسلّحة، شدّد الجعفري على ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية في أي خطوة لإعادة عشرات الآلاف الأطفال من سورية.
كما أكد الجعفري أن «التنظيمات الإرهابية و»قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي تواصل ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق أطفال سورية، بما فيها القتل والتشويه واختطاف الأطفال وتجنيدهم ونقلهم لمناطق النزاع في دول المنطقة وحرق وتدمير المدارس والمشافي وعسكرتها وعرقلة العملية التدريسية ومنعها».
وفي السياق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن سورية تفي بكل التزاماتها تجاه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ومنظمة الأمم المتحدة بشأن ما يُسمّى (ملف الكيميائي) رغم الضغوط والاتهامات العديدة ضدها.
وشدّد نيبينزيا خلال جلسة مجلس الأمن عبر الفيديو على أن صياغة أي مشروع قرار منحاز ضد سورية في جلسة نيسان المقبل للبلدان الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة تمثل تهديداً حقيقياً بما في ذلك تقويض سلطة المنظمة ومعها مجلس الأمن الدولي المسؤول عن تنفيذ القرار 2118.
وأشار إلى أن محاولات الضغط على سورية من دول أطراف في المنظمة «قد تعرّض تعاونها مع هذا الهيكل الدولي للخطر».
من جانبه أكد نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ أن التحقيقات بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في سورية يجب أن «تحترم الحقائق والعلم».
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن قنغ قوله خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عبر الفيديو أمس: «يجب إجراء تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية بدقة في إطار اتفاقية الأسلحة الكيميائية والالتزام بمبادئ الاستقلال والحياد والموضوعية واحترام الحقائق والعلم».
على صعيد آخر، جدّدت دمشق مطالبة مجلس الأمن «بتحمّل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة واتخاذ إجراءات حازمة وفوريّة لمنع تكرار الاعتداءات الإرهابية الصهيونيّة على الأراضي السورية».
وفي رسالة وجّهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، قالت الخارجية السورية إن «سلطات العدو الصهيونيّ أقدمت مساء الأربعاء على الاعتداء مجدداً على أراضي الجمهورية العربية السورية وذلك عبر إطلاقها رشقات متتالية من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل على المنطقة الجنوبية».
وقالت الخارجية السورية في الرسالة، حسب موقع وزارة الإعلام السورية، إن سورية تؤكد «مرة أخرى أن استمرار «إسرائيل» في اعتداءاتها الخطيرة والتي باتت تشكل سياسات ممنهجة يتسابق مسؤولوها بكل صفاقة للإعلان عنها ولتبريرها بذرائع أمنية واهية لا تنطلي على أحد لن تكون المظلة التي يختبئ تحتها العدو الصهيونيّ لتبرير سلوكه الإرهابي الذي اعتاد عليه». وأضافت أن سورية تؤكد أنها «ماضية بكل عزيمة وثقة في متابعة نهجها المبدئي والثابت في مكافحة الإرهاب بما في ذلك الإرهاب الذي تدعمه «إسرائيل» وحلفاؤها، وأن جيشها مصمّم اليوم وأكثر من أي وقت مضى على مواصلة صموده في مكافحة شراذم التنظيمات الإرهابية في كل أرجاء سورية».
وختمت الوزارة بتجديد مطالبة سورية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته في إطار ميثاق الأمم المتحدة وأهمها صون السلم والأمن الدوليين لاتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية الصهيونية».
كما طالبته بأن «يلزم «إسرائيل» باحترام قراراته المتعلقة باتفاقية فصل القوات ومساءلتها عن إرهابها وجرائمها التي ترتكبها بحق الشعب السوري والتي تشكل جميعها انتهاكات صارخة لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي».
وكان الجيش السوري أعلن أن «بعض الأهداف» في المنطقة الجنوبية تعرضت لعدوان صاروخي صهيوني.
ونقلت وكالة سانا عن مصدر عسكري سوري أن «العدو الإسرائيلي نفذ مساء الأربعاء، عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل برشقات من الصواريخ جوــ أرض، وأرض ــ أرض مستهدفاً بعض الأهداف في المنطقة الجنوبية».
وأوضح المصدر أن وسائط الدفاع الجوي السورية تصدت للصواريخ المعادية وأسقطت معظمها، وأن الخسائر اقتصرت على الماديات.
على صعيد ممارسات ميليشيا «قسد»، فقد واصلت هذه الميليشيا جرائمها بحق المدنيين في مناطق انتشارها بالجزيرة السورية واختطفت بمساندة من حوامات الاحتلال الأميركي عدداً منهم في قرى عدلة وتل الشاير وابو حامضة بريف الحسكة.
وأفادت مصادر محلية لـ سانا بأن مجموعات مسلحة من ميليشيا «قسد» حاصرت قرية عدلة التابعة لمنطقة الشدادي بمساندة مروحيّات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال الأميركي وداهمت منزلاً في القرية واختطفت مدنياً واقتادته إلى القاعدة الأميركيّة غير الشرعيّة بمدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي. وذكرت المصادر أن ميليشيا «قسد» وبمساندة طيران الاحتلال الأميركي المروحي والمسيَّر شنت حملة مداهمات طالت عدداً من المنازل في قريتي تل الشاير وابو حامضة جنوب شرق الشدادي وعدد من القرى الواقعة على الحدود مع العراق وقامت باختطاف عدد من المدنيين واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وشملت مداهمات ميليشيا «قسد» خلال الأيام الماضية مناطق عدة في ريف مدينة الحسكة حيث أقدمت على اختطاف عدد من المدنيين في مدينة الشدادى وقرية خويبيرة.