«عشق الصباح»
– علينا أن نسلك الطريق إلى النور عابرين إليه بقلوب يملأها الحب مهما كان الطريق وعراً…
– يباغتني سؤال: كيف يكون حال الإنسان على مشارف المحطة الأخيرة، وهو يجلس كمسافر غريب؟
تجول نظراته عبر نافذة زجاجية متأملاً طبيعة خلابة، تبدأ بسهول القمح والخضرة ولا تنتهي بالغابات الفطرية والبوادي الواسعة.
وهو يعبر منخفضات وتلالاً وتضاريس وسهولاً مختلفة، كما هي الحياة ذاتها في تفاصيلها اليومية التي تضيق حتى تكاد تخنق أفكاره في بوتقة الروتين والأسئلة والمتغيرات وقلة الصحب وانزلاق الكثيرين في متاهات الدنيا غارقين في لذة وثن المال والأنانية وشخصنة الأشياء..؟
ومع كل ما تقدّم يبهج روحه أنه: بين الحين والآخر تتوهّج أشعة الشمس من بين الأشجار التي تحيط بجانبي سكة القطار.. يبتسم كحاله وهو يرى الضوء مع كل فجر يشق عتم الليل ليطلع النهار…
تعلمه التجارب ومع كل محطة يضيف إلى أفكاره ورؤاه ما يُغني.. ولا يستوحش الطريق إلى النور مهما كانت وعرة ومنغصاتها مريرة ليكتسب تجارب جديدة تمنحه معرفة وخبرة ونضوجاً… فينظر إلى الماضي بعين المُحب ويقرأ الحاضر بواقعية… ويرى الآتي ببصيرة نافذة ويحتكم إلى (العقل) بحنين العاشق الذي يمنح مَن يحب كل ما يستطيع… فهل نحن نؤدي كل ما نستطيع «حيث نكون ويكون موقع العمل» لأجل سورية الوطن والمجتمع…
بقلوب المحبين ورؤى العاشقين وحكمة العقل والتفاني بالعمل والعطاء؟!
…لا أتعب من الأسئلة..لا.. هل يتعب البحر من الموج…؟ سؤال حائر يبدأني مع كل نهار ولا تنتهي أسئلتي… محبتي لكم.
حسن إبراهيم الناصر