صباحات
} 4-2-2021
صباح القدس للدفاع الجويّ السوريّ عقولاً وتقنيين وضباطاً ومقاتلين والذين لا يعرفون تاريخ هذا السلاح السوري العالي التعقيد والكفاءة فليراجعوا تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية وما كتبه قادة جيش الاحتلال في مذكراتهم عن مشاعر الطيّارين الإسرائيليين عندما كانوا يدخلون الأجواء السورية خلال الحروب، وعن مجازر تمكّن هذا السلاح من تحقيقها بطيران العدو بإمكانات متواضعة قياساً بكفاءة سلاح جيش الاحتلال والذين رافقوا الحرب على سورية منذ البدايات انتبهوا جيداً لما قام به «الثوار» من خدمات «جليلة» لجيش الاحتلال بطلب أميركي إسرائيلي باستهداف مواقع الدفاع الجويّ، رغم كونها في أعالي الجبال وأماكن بعيدة ومعزولة ولا صلة لها بالأحداث الداخلية، وكيف تم تخريب الصواريخ بعد السيطرة على بعض هذه المراكز، وليتذكّروا كيف هاجموا مواقع رادارات حساسة كانت تقلق جيش الاحتلال، خصوصاً في منطقة درعا وتلالها، وبعد سنوات بدأ الجيش السوري تقريباً من الصفر بإعادة بناء منظومته للدفاع الجويّ والموارد التسليحية الروسية لا تكفي لتفسير ما أنجز فيقول الخبراء الروس ويكتب المعلقون الإسرائيليون عن بناء منظومة سورية مبتكرة جمعت توظيف مضادات أرضيّة من أجيال الحرب العالميّة الثانية مع منظومات صاروخيّة متوسطة العمر من السبعينيات الى رادارات شديدة الحداثة وأبقت الصواريخ الجديدة طي الكتمان في مواقعها وفعاليتها والحصيلة واضحة، وهي أنه منذ عام 2015 حتى عام 2017 نجح الضباط والتقنيون السوريون ببناء هذه الشبكة الجديدة كلياً التي تمكّنت في مرحلتها الأولى من إثبات كفاءتها مع إسقاط أول طائرة أف 15 لجيش الاحتلال فشكلت رسالة كافية لتثبيت حرمة السماء السورية على طيران الاحتلال الشديد العصرية والحداثة وصارت كل الغارات التي تستهدف سورية تتم من خارج الأجواء السورية. ويعرف جيش الاحتلال أن المهمة لم تنته وأن العمل مستمر على قدم وساق لمراحل جديدة من البناء ستتيح تحريم استهداف سورية عن بُعد. وما شهدناه بالأمس من نجاح الدفاع الجوي السوري بإسقاط وتدمير صواريخ عديدة كانت تستهدف مواقع جنوب سورية وجنوب عاصمتها يضاف الى سجل إنجازات كانت كلفته شهداء وجرحى وعمليات تخريب وتعطيل وإعادة بناء صفرية حتى استحق هذا السلاح والقيّمون عليه والعاملون فيه صباحاً مشرقاً من صباحات القدس.
} 3-2-2021
صباح القدس لتسارع الملفات تحت إيقاع المتغيّرات. والتغيير بدأ من هنا عندما عجزت الأساطيل وجحافل الإرهابيين والمليارات والعقوبات عن تكسير الإرادات فبدأ البحث بالتموضع والاستدارة والفيلة أجسام ثقيلة لا تستدير بسهولة، لكنها بدأت تظهر بوادرها، وها هي تكشف من أولها آخرها. فالعودة عن نهج العقوبات صار ممراً إلزامياً للعودة الى المعادلات، وتحجيم الرؤوس الموهومة الساخنة بصب الماء البارد عليها صار إلزامياً لتمهيد الطريق للسياسات، وإعادة تشكيل جبهة الأعداء صار طريقاً حصرياً للحفاظ على أقل الخسائر ولو بلا مكتسبات، الذين راهنوا على تصعيد شرق سورية قال لهم عرابهم روبرت فورد إن الدويلة الكردية الى زوال والذين راهنوا على استسلام الدولة السورية بقوة العقوبات قال لهم كبير السحرة فيلتمان إن شيئاً من شعبية الدولة السورية لم يتأثر فعودوا أدراجكم ومثلها في بيئة المقاومة وإيران. والمعلومات تقول إن الخطوة الأولى في مسيرة الألف ميل قد بدأت، فالذين صمدوا ورابطوا ودافعوا ولا زالوا يمسكون الزناد كانوا ملح الأرض والذين طبّلوا وزمّروا وركبوا الموجات كانوا زبداً يذهب جفاء، وما ينفع الناس يمكث في الأرض – صباحكم بنور القدس.
} 2-2-2021
صباح القدس للمقاومة توجّه البوصلة نحو الهدف وفي لحظات الانشغال بالحديث عن التفاوض تنشغل المقاومة بتلقين العدو درساً جديداً فتسقط طائرة مسيّرة لتقول إن عينها ساهرة ويدها على الزناد والتفوّق التقني لا يزال في صفها متى شاءت تسييله وتظهيره ولديها من المفاجآت المخبأة الكثير الكثير إذا ما وقعت الحرب وصالت وجالت، والبوصلة لا تحيد عن خط الاشتباك الأكيد، أما السياسة فعلم يتقنه المقاومون، لكنهم من خلال قوانينه يدركون ان السياسة تعبير عن توازنات القوة وان التغييرات في معسكر الأعداء لا تنتجها صحوة ضمير ولا تأتي بكرم أخلاق بل تنتزع بقوة إقفال الطريق امام البدائل. وهكذا صار الانسحاب من جنوب لبنان تحريرا وصارت نهاية حرب تموز نصراً لأن الطرق اقفلت بقوة بأس المقاومين امام خيارات يرغبها العدو ولا يطيق دفع أثمانها وإن كان من تغيير سيحدث على الجبهة الأميركيّة اليوم فهو نتاج القانون ذاته الذي تعلمه المقاومون أن المزيد من رسائل القوة وحده يفكك الخصوم ويوسّع بينهم الهوة وان التفرغ لأصل الصراع وحده يفرض على العدو الإسراع بالبحث عن تخفيض التوتر والسعي من دون تأخر والتفاوض يجري في الميدان فيختبر العدو طريقاً ويلقى جواباً أشد قسوة ليعلم ان عليه وقف التذاكي والتباكي والبحث عن بديل يرتضي المقاومون التساكن معه بوتيرة أقل قسوة حتى يستقيم الميدان على توازن جديد. وهكذا بنى المقاومون موازين الردع وثبتوا قواعد الاشتباك. السياسة فن اتقنوه لكن من خلال تعليم أعدائهم كيف يتغيرون ويتأقلمون، لأن المقاومة قد تأقلمت أصلا مع هدف لا حياد عنه وبوصلة لا تبديل فيها واستراحة المحارب ليست في طريقهم بحثاً عن الراحة بل لرفع منسوب التمكين وزيادة الاقتدار لجولة مقبلة لا محال – المسيَّرة التي أسقطت بالأمس أسقطت معها أوهاماً كثيرة وقالت حقائق أكثر – لكم من القدس صباح.
} 1-2-2021
صباح القدس للمقاومين الذين لن يتراجعوا عن النظر لكل تصدّع وتراجع في حلف الحرب عليهم الا بصفته تعبيراً عن نصر حققه صمودهم، خصوصاً عندما يظهر في مواقف القلعة المحصنة للحرب عليهم في واشنطن، وبصورة أخصّ عندما يأتي على ألسنة الذين كانوا أصحاب الترويج لأوهام انتصارات حربهم وباتوا يتسابقون اليوم على إعلان الفشل والاعتراف بالهزيمة. ويتذكر المقاومون يوم خرج إيهود باراك يدعو للانسحاب من لبنان وفاز في الانتخابات عام 99 بالدعوة للانسحاب، كيف قالوا إنها سياسة صهيونية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل تصدّع كيان الاحتلال، لكنها تراجعات فرضتها المقاومة وأداروا حربهم بدلاً من أن يوقفوها فرحاً بالإنجاز، بل صعدوها، ولكن وضعوا في حسابهم تكتيكات جديدة تهدف لفرض تسريع ترجمة التحول الذي فرضته إرادتهم، هكذا يقرأ المقاومون ما يقوله اليوم دعاة تدمير سورية كما من قبلهم دعاة احتلال العراق، من اعترافات بالفشل وإقرار بالهزيمة، اما دعواتهم للتفاوض فتعنيهم حتى يسلموا بالتفاوض على انسحابهم وليس على أثمان لهذا الانسحاب فلا تعويض للمعتدي على عدوانه ولا ثمن يسدّد من السيادة لوقف حرب خيضت تحت عنوان الدفاع عن السيادة – هذه هي مدرسة المقاومين ولها وحدها صباح القدس.
} 30-12-2021
صباح القدس لبدء انكسار الحرب على اليمن واليمن آخر الحروب التي اشعلت في المنطقة والسياق التاريخي يفرض أن تكون اولى اشارات انهاء الحروب منها. والقرار الأميركي بوقف صفقات السلاح للسعودية والإمارات ليس صحوة ضمير نائم ولا كرم اخلاق انساني امام هول المجازر بل يقين بفشل الحرب وسعي لتصدر واجهة مساعي إنهائها بحثاً عن جسور الثقة مع المحور الذي بدأت حرب إبادته في عهد إدارة أوباما بايدن وجاء الاتفاق النووي مع ايران على يدي الإدارة ذاتها تسليماً بفشل الحروب، لكن على يديه بدأت حرب اليمن أملاً بأن يغلق حرباً ويفتح حروباً وكانت النتيجة فشلاً على فشل وصار مطلوباً تحديد حليف يتحمل خسائر الحروب الفاشلة. وكما في القطيع تمنع عن الشرب من النبع «العنزة الجرباء»، في الحروب تقتطع الخسائر من جيوب الأتباع الأذلاء. وهذه ليست إلا البدايات لتدفيعهم الأثمان وبناء الثقة مع محور المقاومة على ظهورهم. فكيان الاحتلال مدلل ولن يترك لمصيره بل سيُحمى ويُسلّح ويموّل حتى لو لم تعد مكانته مقررة، كما في الدور الأول، اما العنزة الجرباء فستعزل وبعد التطبيع وسحب الأموال وستكون كبش العيد ولن يفيدها تزلف ماكرون ولا تجمّعات يقيمها الماكرون. فالقطار يقوده الأقوياء وأقوياء المنطقة لم يعد بينهم مكان للعنزة الجرباء والشرق الأوسط الجديد سيبنى على قاعدة الاعتراف بمعادلات القوة الجديدة رغماً عن انف الاميركي وبشراكته طلباً للخروج الآمن بأقل الخسائر – متفائلون؟ – نعم – لكن بصمودنا وقوتنا وما أنجزنا وفهمنا لديناميكة موازين القوى وصعوبة الخيارات التي بقيت للأعداء وليس رهاناً على حسن اخلاق عدو أو صحوة ضمير – صباح القدس للمتأهبين لكل احتمال لكن الذي يدركون ما فعلت أيديهم ولا يغفلون الانتباه لكل احتمال.
} 29-1-2021
صباح القدس لمعادلات القوة وقد بدأت تظهر ثمراتها ومعركة في الشكل صغيرة تعبر في العمق عن أشياء كثيرة فقد عرف الرئيس الأميركي أن اختيار روبرت مالي المكروه إسرائيلياً وخليجياً كمبعوث خاص للملف النووي الإيراني يشكل عامل ثقة لدى إيران، كما وصلته الرسالة عبر الوسطاء، وتسرّب الخبر فقامت الدنيا ولم تقعد استباقاً ولم يبق ضارب طبل في معسكر المطبّلين للخليج و»إسرائيل» وأميركا إلا وعزف مواله بالدعوة لعدم التورط بتعيين مالي، مرة لأنه اجتمع بحماس ومرة لأنه لم يقبض «ثوار سورية» ومرة بوصفه رجل إيران كما قال الإسرائيليون. وتبلغ الأميركيون ان صرف النظر عن تعيين مالي سيعني الرضوخ لأجندات «إسرائيل» وحكام الخليج في التفاوض وعندها الأفضل صرف النظر عن البحث عن فرص العودة للاتفاق. ومالي أميركي متشدد في الدفاع عن المصالح الأميركية كما كان في مفاوضات عام 2015 لكنه مؤمن بالدبلوماسية ومؤمن بالمصلحة الأميركية بإحياء الاتفاق، لكنه ليس إسرائيلياً ولا ممن يشتريهم مال حكام الخليج، كما قالت رسائل الوسطاء. وصباح اليوم كان خبر تعيين مالي مبعوثاً أميركياً خاصاً في ملف إيران النووي يتصدر الوكالات العالمية، ولا أحد بيننا يتوهم ان مالي او من خلفه بلينكين او بايدن اصدقاء او حلفاء بل هم أعداء يعرفون مصالحهم جيداً، لكنهم يقيمون الحساب للمصالح الأميركية أولاً وهي مصالح لا يحققها اليوم سوى الانسحاب من المنطقة والعودة للانخراط في تفاهمات تنهي العقوبات وترفع الحصار وتوقف الاستثمار على الإرهاب والفوضى ومشاريع التقسيم. وقد يفعلون ذلك وقد لا يفعلون، وقد يحسمون الأمر بالسير بما يحفظ مصالحهم وقد لا يفعلون، لكن معركة اليوم على صغر حجمها قالت أين هو ميزان القوى الحاكم في المنطقة، ويكفي هذا لرسم صورة عن الغد، وصباح الغد وما بعد الغد – صباحكم بأنوار القدس دائماً أيها المقاومون الثابتون الصابرون وتضحياتكم تثمر صباحات مضيئة.