اللبنانيون ينتظرون الفرج من الخارج…
} عمر عبد القادر غندور*
يتنقل لبنان من مصيبة إلى أخرى إلى أدهى ولا يلوح في الأفق شعاع من أمل ولا رجاء! كأننا في رخاء وبحبوحة وراحة بال، ولا تقصف أعمارنا سلسلة من البلايا والرزايا أقلها انهيار عملتنا الوطنية، وفساد منتشر كالسرطان، وطبقة سياسية لاهية عن مسؤولياتها ولا ترى ولا تسمع ولا تنطق إلا كذباً بينما انعدمت ثقة اللبنانيين وخاصة بعد رفع أسعار الوقود والخبز والانهيار المريع في صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار بينما التهمت البطالة أكثر من ٨٠% من فرص العمل، في ظلّ الخشية من تفشي المزيد من وباء كورونا وعجز المستشفيات عن استقبال المزيد من المصابين، وأصبحت المعالجة مفاضلة بين الموت والحياة فيما تبذل المستشفيات ما تستطيع للمحافظة على الأطباء الذين هاجر منهم الثلث، فيما يقول الخبراء الاقتصاديون انّ النتائج المترتبة عن كلّ هذه البلايا قلّصت النمو بنسبة ١٩% وبات من الصعب فرض المزيد من قرارات الإغلاق، وأصبح نصف اللبنانيين تحت خط الفقر. وننتظر أن يأتي الفرج من وراء البحار وكأنّ العالم لا همّ له إلا لبنان.
انتظرنا الانتخابات الأميركية.
وأفشلنا المبادرة الفرنسية.
وانتظرنا تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمهامه.
واليوم ننتظر العودة الأميركية الإيرانية الى الاتفاق النووي.
وننتظر إجراء الانتخابات الإيرانية في حزيران المقبل .
بصريح العبارة، ننتظر من الآخرين كلّ شيء، ولا ننتظر من أنفسنا شيئاً.
بالأمس، روّج الإعلام للاتصال الهاتفي بين وزيري الخارجية الأميركي والفرنسي وأشاع جواً تفاؤلياً مفاده انّ الإدارة الأميركية الجديدة وافقت على المبادرة الفرنسية في لبنان لا بل تعتبر أنها شريكة فيها، وانّ الجولات المكوكية للرئيس المكلف سعد الحريري على عدد من الدول العربية سيتوّجها بزيارة باريس ستؤدي الى إزالة الألغام المزروعة بين قصر بعبدا وبيت الوسط، ويُرفع الثلث المعطل ومعها المعايير وتسمية الوزراء المسيحيين بالمناصفة بين الرئيس والرئيس المكلف؟ وانّ الرئيس ماكرون جاهز لزيارة لبنان بعد ان يتكل اللبنانيون على الله ويتصالحوا… او يتقاسموا…
ونحن لا نتصوّر انّ شيئاً عملياً أو اختراقاً سيحصل، وانّ الهاتف بين وزيري الخارجية الأميركي والفرنسي لم يتوقف طويلاً عند الشقّ اللبناني، وانّ الجانب الفرنسي ذكر المبادرة الفرنسية في لبنان في السياق وعلى سبيل أخذ العلم، لأنّ التوسّع في الحديث بين الوزيرين يحتاج الى تحديد عناوين وتوضيح تفاصيل لها علاقة في الداخل اللبناني والمحيط. ومع ذلك تبقى المبادرة الفرنسية التي عرفت الكثير من العرقلة والإساءات حية وقابلة للتحرك من جديد وبدعم أميركي معنوي على الأقلّ قبل الشروع بالتفاصيل المسكونة بالشياطين وبهلوانيات رجال السياسة في لبنان.
نأمل ان تستمرّ المساعي للخروج من النفق، رأفة باللبنانيين المنهكين، وكثير منهم باتت تجوز عليهم الصدقة بعدما كانوا أعزة كراماً.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي