ورد وشوك
وددتُ ودّاً به الأحباب تنتصر للغة الضادّ، لله درّها للروعة والإبداع هي المثل.
فبين ريح ورياح ألف هي بين النقمة والنعمة الفصل، ريحٌ صرصرٌ أتت محمّلة بصنوف القهر والغضب، لفّت وطني تتوعّد بدثر ماضٍ به الكلّ يفتخر، وسفك دم جيل حاضر يبني وكلّه أمل في صنع مستقبل يتفتّح في أرجائه الزهر.
عزّ على الألف ما آل إليه حال وطن كان لها المهد، فهي أوّل حروف أبجدية سطّرت بها أهمّ الملاحم وأساطير الأدب والإنسان من غابر الزمن، فحقّ لها أن تكون للحضارة العماد والعمد.
ألف راحت لذوي الألباب تستنهض: أن أعينوني على التوسّط في ريح السخط لأقلبها رياحاً تهبّ بنعمها لصالح الأنس والجن، فتزيل أطناناً من العوادم محمّلة بالهمّ والغمّ، وتُنهي مفعول سموم غازات نفثت واستوطنت رئة الوطن فأصابه الوهن والتعب.
رياح لا ريب في أنها من خير جنود الله ترسل فوق كوكب الأرض، بها الصوت ينتقل بعيداً عالياً علّه يسمع مَن كان في آذانه صمم: أن استفيقوا يا أمّة إن فرّقكم ساسة الأرض بسياساتهم، فلسانكم بلغتهم يجمعكم لتكونوا قوّة ينطق بها الحق فينتصر.
حرام بعد التحليق عالياً في آفاق المجد والعلا أن تعودوا أحياء في الطين تنغمسون.
فنحن «خير أمة أُخرجت للناس»، فكيف نرضى أن نكون لكلّ من هبّ ودبّ المداس؟ يدفعه الجشع والطمع لفرط عقد من أثمن الأحجار كنّا بكدّ قد جمعناه.
لنتحالف مع ألف الخير في رياح علّها إن هبّت نغتنمها يعقبها مطر يغسل ما علق من الأدران، فتكون سماداً للأرض يفيد الزرع وكلّ المخلوقات.
شكراً على وقفة للألف تحسب قادرة بالحبّ على صنع ما يعجز عن فعله كثيرون من بني البشر.
رشا المارديني