«عشق الصباح»
تحفني الرغبة إليك وصهيل ريح الشرق يضج بوح ناي من قصب تشبع بالشمس والماء الذي جعل كل شيء منه حيّاً…
قال: كلنا مجبول بالماء والتراب… فمن التراب نخلق وإلى التراب نصير.
قالت: يا أنت، كلما سمعت أنين الناي أشعر بأن قلبي ينفطر بالحب أرى وجهك في قلبي وأتشهاك…
وان صوت فيروز ضرورة لنا كحال حاجتنا للشمس.
قال: عدْ أن أشعل لفافة تبغ ونظر إلى البحر وقد تهادت الشمس إلى الغروب وتركت أرجوانها يرسم لوحة ربانية آية من إبداع الخالق ما بين البحر والسماء…
أنين الناي يذكرني بأوجاع قلبي والمآسي القديمة منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا…
لديّ شعور بأن وحدهم – رعيان الغنم والإبل في البوادي وفي سهول القمح الواسعة هناك في القرى البعيدة عن زحمة المدن وضجيجها… يجيدون العزف على الناي لكأن في أصابع أياديهم سحر لغة لأبجدية تحمل رسالة للإنسانية تعبر عن كل ما في دواخلنا من شجن وحنين لقلوب لا تعرف إلا العطاء بالحب.
قالت: هنا على كتف البحر حين أكون معك يكون للقهوة طعم لذيذ يشبه طعم النبيذ المعتق أنتشي مع كل رشفة ويدي متروكة في يديك.
تناول فنجان القهوة من يدها ابتسم. وقال: هات واسقني…
والبحر والموج في عينيك والقهوة وهذي النوارس التي تحفّ بنا والشعر “الغجري” قد فكت ضفائره وراح يتطاير مع نسمات الغروب ووجهك بدا كزهر الجلنار… ورحيق ثغرك بعطر الهيل هما آيات عشقي.
حسن إبراهيم الناصر